تتشكل حصوات الكلى في التجاويف التي يتدفق من خلالها البول. وفي ظل توافر أسباب وظروف معيّنة، فإن المواد القابلة للذوبان، التي تُطرح في البول، سوف تشكل بلورات صغيرة غير قابلة للذوبان، تتكدس فوق بعضها البعض، لتعطي بُنْية صلبة تسمى حصوات الكلية، أو حصوات المسالك البولية التي يمكن أن يتأرجح حجمها من بضعة مليمترات إلى أكثر من سنتيمتر.
أنواع لـ حصوات الكلى
- حصوات أوكسالات الكالسيوم، وهي النوع الأكثر شيوعًا.
- حصوات فوسفات الكالسيوم، وهي شائعة أيضًا.
- حصوات حمض اليوريك، وترتبط هذه عادة بمرض السكري.
- حصوات الستروفيتية struvite، التي تتشكل عقب حدوث التهابات في المسالك البولية.
- حصوات السيستينية، وهي نوع نادر من حصوات الكلية له علاقة بمرض وراثي اسمه البيلة السيستينية cystinutia.
أشهر الخرافات المتعلقة بـ حصوات الكلى
تصيب حصوات الكلى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك العديد من الخرافات الشائعة التي يتناقلها الناس لا تعود بالنفع على المصابين بها، بل قد تضرهم أكثر مما تنفعهم، وربما تساهم في جعل الأمور أكثر تعقيدًا لهم. نستعرض فيما يلي أشهر الخرافات بهذا الخصوص:
1. تناول الحليب ومشتقاته يسبب حصوات الكلى
المعروف أن الحليب ومشتقاته غني بالكالسيوم، من هنا انتشر اعتقاد بين الناس مفاده أن تناول تلك المنتجات سوف يشجع على تشكيل حصوات الكلية، إنه اعتقاد لا أساس له من الصحة، إذ لا وجود لأي بحث يؤكد أن استهلاك منتجات الألبان يزيد من تشكيل حصوات الكلية، بل على العكس، فقد نوهت الدراسات بأن التقليل أو الامتناع عن الحليب ومشتقاته من شأنه أن يزيد من خطر تشكيل الحصوات الكلوية.
2. التقليل من الكالسيوم يمنع تكوين حصوات الكلى
يخشى كثير من الناس تناول الكالسيوم لأنهم يسمعون بأنه يساهم في تصنيع الحصوات، من هنا يجلؤون إلى الحد من تناول الكالسيوم في النظام الغذائي لأنه سيقلل من تكوين حصوات الكلية الكلسية.
على أرض الواقع، تبيّن أن تناول نظام غذائي فقير بالكالسيوم لا يقلل من خطر تكوين حصوات الكلية الكلسية، بل قد يسبب مشكلات صحية خطيرة، من بينها الإصابة بداء الهشاشة العظمية، لأن عظام الجسم بطبيعتها هي أماكن غنية بالكالسيوم، وإذا لم يحصل الجسم على حاجته من هذا المعدن، فإنه سيلجأ إلى العظام ليأخذ حاجته منها غصبًا عنها، من هنا يأتي خطر الإصابة بضَعف العظام.
علاوة على هذا، إذا تناولت القليل من الكالسيوم؛ فإن جسمك سيعمل على امتصاص المزيد من مادة الأوكسالات التي توجد في الكثير من الأطعمة، وهذا بالتالي ما يقود إلى تواجد كميات إضافية منها في البول، الأمر الذي يشجع على تشكل المزيد من حصوات أوكسالات الكالسيوم.
3. تخلص من الأوكسالات لمنع تكوين حصوات الكلى
قد يجد بعض الأشخاص الذين تتكون لديهم حصوات أوكسلات الكالسيوم، وبعد التأكد من عدم وجود أسباب أخرى لتكوين هذا الحصوات، أن الوقت قد حان لمحاولة تقليل تناول بعض الأطعمة الغنية بالأوكسالات، ولكن هذا الأمر قد لا يكون من صالح المريض، لسبب بسيط هو أن تلك الأطعمة تحتوي على نسب عالية من الألياف والبوتاسيوم والمغنيسيوم، التي هي في الواقع تعمل كمثبطات طبيعية لتشكيل الحصوات.
أكثر من هذا، فقد أشارت الدراسات بأن التقليل من الأطعمة الغنية بالأوكسالات سيؤدي حتمًا إلى تناول القليل من الألياف، وهذا ما قد يترتب عليه مشكلات صحية، أبرزها الإصابة بالإمساك.
4. عصير التوت البري يمكن أن يمنع تشكيل حصوات الكلى
يفيد عصير التوت البري في الوقاية من عدوى المسالك البولية، ولكن ليس في الوقاية من حصوات الكلية، فشتان ما بين الاثنتين. يحتوي عصير التوت البري على كمية عالية من الأوكسالات التي من شأنها أن تزيد من مخاطر تكوين حصوات الكلية.
5. مكملات الفيتامينات آمنة إذا كنت تعاني من حصوات الكلى
قد يلجأ المصابون بحصوات الكلية إلى تناول مكملات الفيتامينات انطلاقًا من مبدأ أنها غير ضارة بالنسبة لهم، إلا أن الدراسات قالت عكس ذلك، فجميع الفيتامينات ليست آمنة، خاصة لأولئك الذين عانوا من حصوات كلوية في السابق أو حديثًا، فعلى الأرجح أن يتعرض هؤلاء إلى مخاطر أكبر لتشكل حصوات كلوية مرة أخرى في حال تناولهم مكملات فيتامين سي، أو الكالسيوم، أو جرعات عالية من فيتامين د.
6. تناول السبانخ والخضراوات الورقية يمكن أن يسبب حصوات الكلى
مما لا شك فيه أن السبانخ وأخواته من الخضراوات الورقية غنية بمادة الأوكسالات التي تساهم في تكوين الحصوات الكلوية، إلا أنها ليست السبب الوحيد، فهناك عوامل أخرى، مثل الوراثة، والجفاف، وبعض الأدوية، فهي تلعب دورًا في تطور الحصوات.
7. شرب ماء الشعير يطرد حصوات الكلى ويمنع تكرارها
لا توجد أبحاث تؤكد أن شرب ماء الشعير يطرد حصوات الكلية أو يحُول دون عودتها مرة أخرى. إن أي حصوة لا يتم طردها من الكلية إلا من خلال تدفق جيد للبول، وهذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال شرب أي سائل، سواءً كان ماء عاديًا أو عصائر أو حليب أو ماء شعير.
8. حصوات الكلى تسبب الألم فقط
إن الألم ليس العارض الوحيد لحصوات الكلية، بل قد تتظاهر الحصوات بمجموعة متنوعة من الأعراض، ويمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، من بينها انحباس البول، والنزيف، وعدوى المسالك البولية، والفشل الكلوي. وفي بعض الحالات؛ يمكن أن تكون حصوات الكلية مؤلمة بشدة لدرجة أنها تسبب الغثيان والتقيؤ.
9. الحصوات الأكبر حجمًا تكون دائمًا الأكثر إيلامًا
إن حجم الحصوة هو مجرد عامل واحد يحدد إلى أي مدى يمكن أن تكون الحصوة مؤلمة، وتمثّل عاملَ خطورة، ولكن لا يجب نسيان موقع الحصوة، فهو من بين العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فوجود حصوة صغيرة في المكان الخطأ قد يؤدي إلى انسداد بولي ينتج عنه آلم فظيع قد يتطلب الذهاب إلى غرفة الطوارئ.
10. إذا ذهب الألم فإن ذلك يدل على خروج الحصوة من الجسم
إن ذهاب الألم لا يعني بالضرورة أن الحصوة قد خرجت من الجسم. تفيد الدراسات الى أن 95% من حصوات الكلية تمر إلى خارج الجسم في غضون 4 إلى 6 أسابيع. إذا لم يهدأ الألم بعد نحو شهر، فإن احتمالية مرور الحصوة من تلقاء نفسها تقل، وفي هذه الحالة فمن المفيد استشارة مقدم الرعاية الطبية للبحث عن خيارات علاجية أخرى لإزالة الحصوة من الجسم.
11. كل حصوات الكلية تحتاج إلى العلاج
إن معظم حصوات الكلية صغيرة ولا تحتاج عادة إلى أي علاج. في المقابل، هناك حصوات تتطلب العلاج الذي قد يكون طبيًا أو جراحيًا، وذلك تبعًا لحجم الحصوة وموقعها وطبيعة الأعراض التي تسببها.
12. إن إخراج حصوات الكلية هو دائمًا عملية سهلة وسريعة
في حين أن بعض الحصوات يتم طردها بسهولة إلى خارج الجسم، فإن بعضها الآخر يمر بصعوبة، وقد يحتاج بعضها الآخر إلى التدخل الطبي أو الجراحي للتخلص من الحصوة.
13. هناك طرق تسمح بإذابة حصوات الكلية
كثيرًا ما نسمع أو نقرأ بأن هناك طرقًا تسمح بإذابة حصوات الكلى، ولكن هذا الكلام لا صحة له، لا من قريب ولا من بعيد، فحصوات الكلية هي أحجار قاسية لا يمكن لأي دواء أو أية طريقة أو أي علاج منزلي أن يذيبها.
14. البالغون فقط هم من يصابون بحصوات الكلية
صحيح أن حصوات الكلية أكثر شيوعًا لدى البالغين، إلا أن الأطفال والمراهقين لا يسلمون من شرِّها. أشارت التقديرات في السنوات الأخيرة إلى تزايد الإصابات بحصوات الكلية بين الأطفال والمراهقين، وهناك اتهامات، لم يتم تأكيدها بعد، وُجِّهت إلى الأنظمة الغذائية بأنها من بين الأسباب التي أدت إلى ذلك.
15. الرجال فقط هم من يصابون بحصوات الكلية
صحيح أن الحصوات الكلوية شائعة عند معشر الذكور، إلا أنه يمكن للنساء أن يُصَبن بها. شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في أعداد النساء المصابات بحصوات الكلية لدرجة أن نسبتها اقتربت جدًا من تلك الموجودة عن الرجال.
16. بمجرد إصابتك بحصوات الكلية فمن المرجح أن تصاب بالمزيد منها
على الرغم من أن وجود تاريخ للإصابة بحصوات الكلية يمكن أن يزيد من مخاطر التعرض لحدوث حصوات أخرى في المستقبل، فإن هذا الأمر ليس حتميًا.
17. اذهب إلى الإنترنت لتجد حلًا لحصوات الكلية
ربما قد تكون واحدًا من بين أولئك الذين جمعوا الكثير من النصائح والعلاجات المتعلقة بالمعركة ضد حصوات الكلية على مواقع الإنترنت، وربما تكون أيضًا واحدًا من بين أولئك الذين وجدوا أن تلك النصائح والعلاجات ساهمت في زيادة الطين بلة، لأن ضررها كان أكثر من نفعها.
إن تجميع النصائح والعلاجات على الإنترنت لا يقدم الحل الأمثل والمناسب للتخلص من حصوات الكلية، خاصة أن تركيبة تلك الحصوات تختلف من شخص إلى آخر، وأن كل شخص لديه مخاطر صحية خاصة به، وهذا بالتالي ما يحتم إيجاد نظام غذائي مناسب، واحتياجات صحية وعلاجية ناجعة، بسبب وجود اختلافات فردية وعادات غذائية مختلفة.
كلمة أخيرة..
هذه هي أشهر الخرافات عن حصوات الكلية، ربما سمعت عنها من أقربائك أو من أصدقائك أو من كبار السن، أو ربما قرأت عنها في وسائل الاجتماعي، فإذا كنت تعاني منها، فإن يتوجب عليك، بدءًا من اليوم فصاعدًا، ألا تكترث لمثل تلك الخرافات، لأنها قد تجعل وضعك الصحي أعقد مما هو عليه، هذا إن لم تعرِّض حياتك للخطر، خاصة تلك النصائح والعلاجات التي تنتشر على مواقع الإنترنت التي ليست أهلًا للثقة، بخلاف موقع صحتك، الذي هو دليك لصحة أفضل.
