14 فبراير 2017
كواليس الخيانة الزوجية.. وبدأ مسلسل السقوط
أحببت زوجي لمدة 17 عاما، وأخلصت له، وهو أيضا، أنا أول حب وآخر حب في حياته، وعشنا حياة زوجية ناجحة طيلة 14 عاما، ولكن ظهر في حياتي شخص قابلته صدفة أحسست نحوه بشعور غريب لم أشعر به من قبل، حاولت كثيرا أن أهرب من هذا الشعور، ولكني لم أستطع، لا أخفي عليك ملل الحياة الزوجية بمتطلباتها، ولكن هذا ليس مبررا. لا أخاف من شيء سوى عقاب الله، ولا أدري كيف أقاوم تلك المشاعر الجديدة التي تسللت إلى قلبي، لم أفعل ما يغضب الله، ولكني حادثته، وصارحني بحقيقة مشاعره
هل تعلمين أن هناك الكثيرات في مثل وضعك؟! وكل من رأيتهن انتهين لنفس النتيجة التي سأحدثك عنها رغم وجود ألم مختلف، ورغم وجود نتائج مؤلمة مخزية مختلفة، ورغم وجود ثمن يتم دفعه لم ينج من دفعه أي أحد؛ والثمن يتدرج من الألم النفسي، للمرض النفسي، للانتحار، أو للقتل!
أنا أحدثك بصدق شديد جدا؛ فنحن دوما نرى "الكواليس".
وفي الكواليس نجد من تركت نفسها لمشاعر الحب الملتهب، وعادت فتاة صغيرة تفعل ما تحب بدون النظر لأي اعتبارات أخرى، تبث من تسميه حبيبها مشاعرها، وتسمع منه كلمات الحب، وهي تختبئ، ثم يتدرج الوضع لأزمة نفسية شديدة بداخلها، لأنها تتمزق بكل معنى الكلمة، فهي ترغب في رجل لن تترك حياتها من أجله، ولا هو بالمناسبة، وبعدت كثيرا عن زوجها الذي يحق له كل حقوق المشاعر، والشراكة، والجنس.
نجد أيضا من كانت مثلك تخاف الله، والتي يكون تمزقها أعمق، وأسوأ، لأنها تعاني بشدة من الشعور بالذنب، والذي نعتبره في المجال النفسي عدوا لدودا لسلامة صحتنا النفسية، وتتأزم علاقتها بالله تعالى، وتتأزم علاقتها بنفسها ونظرتها لنفسها، وتتأزم علاقتها بأولادها ما بين مشاعر الذنب، وعدم وجود طاقة لهم كالسابق، لأنها مستهلكة نفسيا في تمزقها.
نجد أيضا أن بعضا ممن يعانين في البداية من مشاعر الذنب الموجعة، بعد فترة من الكر والفر في العلاقة، تستسلم الواحدة منهن لاحتياجها الشديد لمشاعر الحب المختبئ - دون أن تدري أن القصة في الاختباء، والقصة ليست حبا، كما أنها ليست علاقة من أصله، رغم ما خاضته من أسرار عميقة بينها وبين الرجل الذي ينتظرها في الظلام؛ وبعد تخطى مرحلة الشعور بالذنب، تبدأ مرحلة التدهور، والتي تتدرج أيضا من السماح بتجاوزات، تبدأ من تخيل أنها مع "حبيبها المزعوم" وهي مع زوجها، ومرورا بالكذب والتخفي حتى تتمكن من رؤية الحبيب المزعوم، حتى ينتهي الأمر باللقاء في مكان خال، سواء في بيتها، أو بيته، أو مكان ثالث.
لا تتعجبي، فهي حقائق سمعناها من أصحابها، ناهيك عن قصة تطور التجاوزات التي تختلف باختلاف متانة الشخصية، والتي تتدرج من ملامسات، وقبلات، وأحضان، لعلاقة شبه كاملة، أو علاقة كاملة، ولو أردت أن أحدثك عن كل ما وقع فيه البشر في مثل تلك القصة المتكررة لما كفت صفحات موقعنا.
أنا أعرف تماما أنك الآن تستنكرين، وتشمئزين مما سردته لك، وتحاولين أن تطمئني نفسك بأنك بعيدة تماما عن هذا، ولكن كلهن كن يقلن مثلك تماما، وأحمد الله أنك تخافين الله سبحانه، ولتحمديه على ستره عليك حتى الآن.
لقد شاهدت معي ما تؤول له مثل تلك العلاقات، أو كما اختزلت لك حقيقة ما يحدث من آلام نفسية شديدة، وجراح نفسية، وجثث تنتج عن مثل تلك العلاقات بما فيها هذا الرجل، وأسرته إن كان متزوجا، وإن كان صادقا في علاقته معك التي لا ترقى أبدا لمشاعر الحب.
الحب أرق وأعظم مشاعر يتذوقها القلب، والحب طاقة تفتح الذات على الحياة، والعطاء، والجمال، لا البؤس، والألم، والشقاء، والرغبة في الموت، أو الهروب، الحب لا يعيش مع الظلام، والخوف، والخيانة؛ لكن حقيقة الأمر هو احتياج شديد "لحالة الحب"، أو "للتغيير"، وقد تكون ما نسميه علميا "بأزمة منتصف العمر"؛ فالاختيار لك أنت، فأمامك أن تكوني ضحية من ضحايا تلك العلاقات، والتي تنتهي بأزمة لا محالة حتى، وإن وقفت على صاحبتها فقط، أو أن تكوني من "الناجيات"، فتعترفي بينك وبين نفسك باحتياجك، واحتياجك هو حقك الطبيعي، والمشروع، والحق نأخذه ولا ننتظر أن يهبه لنا أحد، أو يتفضل به علينا أحد، وحقك هذا تحصلين عليه من زوجك الذي تكنين له الحب وهو كذلك، استديري من جديد لعلاقتك المشروعة، والحمد لله أنك تحبينها، جددي ما بينك وبين زوجك، اسمحي لتلك الفتاة الحالمة أن تخرج معه، وجددي كل ما بينكما وكل ما تفعلانه بشكل روتيني، بدءا من طريقة الكلام، ومرورا بالعلاقة العاطفية، والجنسية بينكما، وانتهاءً بالأماكن والترفيه، والأنشطة، ولتنشغلي بأنشطة، أو هوايات، أو اهتمامات تحبينها بالفعل، وتجدين نفسك فيها، وتشعرين بوجودك، وكيانك حين تمارسينها.
تذكري أحداث الشريط الذي عرضته عليك، وتذكري كذلك أن هناك قيما تعلو فوق مشاعر الحب رغم عمقه، وأهميته؛ لأنها الأعمق، والأهم، وسيثيبك الله تعالى على تحمل المشاق لوقف تلك العلاقة، وفي جهدك للنجاة بزواجك ضد أعاصير الحياة.