بنت العشرين ترغب في الرجل الأربعيني
أشكرك على سؤالك الذى أراه هاماً جداً..
ليس عندى أي اعتراض على فرق السن بين الزوجين طالما، هما راشدان بالغان مسؤولان عن اختياراتهما.. ولكن..
فى حالتك، وفى حالات كثيرة مثل حالتك، يكون وراء الانجذاب المفاجئ والشديد والمتكرر ناحية كبار السن من الجنس الآخر، هو الاحتياج الداخلى العميق إلى (أب) أو (أم). وبشكل أكثر دقة وخصوصية في ما تصفين.. أنت تبحثين عن حضن أبوي يشعرك بالدفء والأمان.
خطورة ذلك يا أسماء هى أنك هنا لا تتعاملين مع الشخص الآخر نفسه، بل تلبسينه صورة الأب الداخلي الذى تبحثين عنه، وتتعاملين معه من هذا المنطلق، وهو ما يعد ظلماً كبيراً له ولك، لأن ذلك يحرمه من شخصيته وحقيقته وخصوصيته.
ليس هذا فقط، بل هناك خطورة أخرى، وهي أنك ستنتظرين منه معظم الوقت ما تنتظره الطفلة الصغيرة من أبيها.. من تحمل مسؤوليتها، واتخاذ قراراتها، والاختيار بالنيابة عنها فى بعض الأحيان، وهو ما سيجعل منك شخصية شديدة الاعتمادية على زوجك الذى سيمثل (ذهنياً) وقتها -بالنسبة إليك- والدك.
والشيء بالشيء يذكر.. لا أوافق على الإطلاق على بعض أوصاف الحب التى تصف فيها المرأة رجلها بأنه ابنها أو أباها، أو يصف فيها الرجل امرأته بأنه يشعر أنها ابنته أو أحياناً أمه، الزوج زوج.. الأب أب.. الحبيب حبيب.. لا يجب خلط الأدوار هنا بأي درجة.. وبكل أسف، هناك كثير من الأزواج ينادون بعضهم بعضاً بكلمة (ماما) للزوجة، وكلمة (بابا) للزوج في إشارة خفية لهذه المفاهيم المغلوطة التى تنم عن احتياجات نفسية طفولية غير مشبعة.
أسماء..
احتياجك غير المشبع إلى أب هو ما وراء مشاعرك.. والطريقة التى تحاولين إشباعه بها في منتهى الخطورة.. قد تحبين وتتزوجين وتنجبين، ثم تجدين نفسك بعد عدة سنوات تفيقين على وجه شخص كان يمثل لك أباً فى وقت مضى، لكنه لا يصلح لك زوجاً الآن.
وبالمناسبة، هذا الاحتياج غير المشبع قد يؤدي ببعض الفتيات لخوض طريق السوء، وبيع أجسادهن كل يوم وكل ليلة، فقط من أجل الارتماء فى (حضن) افتقدته منذ صغرها..
حالتك يا أسماء تستدعي علاجاً نفسياً..
عليك أن تبدئيه الآن..
اقرئي أيضاً:
أنا وحبيبي.. علاقة الحبل السري
الزوجة الأم والزوج الطفل.. مسؤولية مشتركة