أختي الزوجة الأم.. تذبل وتنطفئ روحها
تنتشر بيننا وبكل أسف بعض المفاهيم الخاطئة التي ترسخ لدور الزوجة مع زوجها كالأم مع طفلها.. تعطي بلا حدود، تضحي بنفسها في سبيله، تسخر نفسها لخدمته، ليس لها أي حقوق في الحياة غير ما يمنحه لها.. تجهز له الطعام والشراب، تنظف وتكوي له ملابسه، توقظه وتنيمه كالأطفال.. لا تكل ولا تمل ولا تشتكي، لأنها تقوم بمهمة مقدسة.. هي رعايته والسهر على راحته.. وإلا فالغضب الشديد.. والانتقام الأشد.. وكأنه نصف إله.
ولا تجد هذه الزوجة في بعض الأحيان من زوجها سوى الإهمال وسوء المعاملة؛ بحجة التعود وطول العشرة.. التعود على الراحة والاستسهال والنكوص النفسي الشديد الذي وصل إلى أن تقوم زوجته بمهامه الاجتماعية نيابة عنه.
نفس هذا الزوج حينما يحب أن يستمتع بحياته الجنسية، فإنه يبحث عن صورة أخرى مختلفة تماماً (وغالباً لا تكون زوجته/أمه).. وللأسف هذا هو ما حدث حرفياً مع أختك.. التي ضحت بإنسانيتها وآدميتها وسني عمرها في سبيل من لم يحترم ذلك أو يقدره.
أختي العزيزة.. إن نفوسنا لها حق علينا.. أن نحبها ونهتم بها.. ونحميها ونحرسها من الأذى.. ونحافظ عليها ونزكيها.. وهذا ما لم تفعله أختك.. مهما كان المبرر والسبب.. أختك فرطت في حق نفسها عليها، ودفعت ثمناً غالياً تندم عليه الآن.
لا أرى سوى حل من اثنين.. الأول هو مواجهة فورية وحاسمة مع زوجها (في وجود حكم من أهله وحكم من أهلها)، تطلب منه فيها وبكل وضوح حقوقها المهدرة، وتصر فيها على حسن المعاملة، وحسن العشرة، وأن يحمل كل منهم مسؤوليته الحقيقية دون سحق أو أذى للطرف الآخر.
الحل الثاني في حالة فشل الحل الأول هو الانفصال بالمعروف.. ورغم صعوبته، إلا أنه في بعض الأحيان يكون كعملية البتر التي تنقذ حياة مريض استشرى المرض في أحد أجزاء جسده.. وهو مهما كان ثمنه، سيكون أقل بكثير من أن تذبل نفسها، وتنطفئ روحها.. وربما كان في جعبة القدر لها فرصة أخرى.. يعوضها بها الله عما سبق.
دعواتي.. وتحياتي
اقرأي أيضا:
9 نصائح لعلاقة زوجية صحية وسعيدة
جلسات المشورة قبل الزواج.. لتقليل نسب الطلاق (ملف)
كيف تتحدثان مع طفلكما عن انفصالكما؟
استشارات ذات صلة:
حياتي الزوجية مهددة.. أريد حلا