03 فبراير 2017
كيف تحمي طفلك من إدمان المواقع الإباحية؟
د. جيهان تركي
أنا أتابع كتابتك وردودك على الأسئلة وسعيد بالنصائح الواقعية والمفيدة والمفصلة التي تقدمنيها، وأرجو أن تساعديني في معرفة الطريقة السليمة لمعالجة هذه المشكلة..
ابني عمره 12 سنة ومنذ سنة تقريبا فوجئت أنه يقوم بالبحث على اليوتيوب على مقاطع فيديو غير لائقة، وأنا أعرف أن الأمر بدأ من خلال أحد أصدقائه، ومتفهم لطبيعة المرحلة العمرية.. لكن أخشى أن يتطور الأمر إلى الإدمان والسعي لمعرفة ما هو اكثر من مقاطع خادشة (لم ألحظ شيئا إباحيا بشكل كامل)، أو التجربة.. علاقتي بابني جيدة أنا أحبه وأحترمه وحريص على إظهار ذلك له، وهو كذلك مرتبط بي ويحبني وحريص على إرضائي.. لكن مشكلته (كابن أوسط.. في ضعف ثقته بنفسه وعدم وجود هدف واضح أو معرفة جيدة بمواهبه وقدراته).. أنا حريص حتى الآن ألا أواجهه بمعرفتي لما يفعله، وأكتفي بالتأكيد على الاتفاق الذي عقدته معه ومع إخوته على شروط وضوابط استخدام الهاتف أو الإنترنت بشكل عام، وأحاول أن أضيق حدود الظروف التي تتيح له فعل ذلك.. انصحيني -وأرجو التفصيل وبوسائل عملية أو أفكار لإجراءات قدر الإمكان - كيف أعالج الموضوع من جذوره، وأبني لديه الرقابة والحماية الذاتية فيما يتعلق بالأمور الجنسية بشكل عام؟ ورأيك حول تفتيش جواله دون علمه (أنا اتفقت معه ومع إخوته منذ تسليمه الهاتف أنه ليس ضمن خصوصياته، وأننا يمكن أن نستخدمه ونطلع على ما فيه، لكن لم أخبره ولا مرة أنني فتشته ووجدت فيه شيئا مخالفا)، وشكرا جزيلا لك
عزيزي الوالد،
تحياتي،
أشكرك على المتابعة وأحييك على اهتمامك بوجود علاقة صحية بينك وبين ابنك. هذه العلاقة ستكون قناة التواصل بينكما فيما يمر به في سن المراهقة.
جزء من بحث المراهق عن هويته هو استكشاف هويته الجنسية لينتقل انتقالاً سلساً من طور الطفولة إلي طور الشباب. هذا الانتقال يتأثر بعوامل عديدة مثل علاقته بالأهل والأصدقاء وما يتعلمه منهم، كما يتأثر بمنظومة قيم المجتمع الذي ينتمي له.
التحدي الذي يواجه الأسرة في العقود الأخيرة هو أن المجتمع نفسه أصبح تحت تأثير الإعلام والسوشيال ميديا والتي يجد الأهل في بعضها محتوى غير مُراقب وغير مسؤول. وعلى الرغم من توافر طرق لمنع عرض هذا النوع من المحتوى للأطفال إلا أنه لا توجد طريقة محكمة 100% للتحكم بها. سبَّب هذا ضغطاً شديداً ليس فقط على الأهل ولكن أيضاً على الأطفال والمراهقين الذين أصبحوا محاصرين بهذا الكم من الرسائل الجنسية.
وبما أن الهوية الجنسية هي مساحة لابد وأن تتكون، فدور الأهل هو أن يساعدوا ويرشدوا أبناءهم في هذا الطريق بدلاً من أن تحتل القيم المتسللة من وسائل أخرى هذه المساحة.
الطريق الوحيد إلى هذا هو علاقة تتسم بالصراحة والصدق والشفافية من جانب الأهل مع تجنب الأحكام وقبول غير مشروط للمراهق ولما يطرحه من تساؤلات. قول هذا أسهل بالتأكيد من فعله إلا أنه غاية في الأهمية.
عزيزي الوالد، يمكنك أن تصارح ابنك بما وجدته على هاتفه ولكن من المهم ألا يكون هذا مدخلاً للومه، ولكن مدخلاً لفرصة نقاش بينكما يحدث ربما للمرة الأولى في الجنس، وأن تعرض استعدادك ورغبتك في جعل هذا النقاش متجدداً ومفتوحاً في أى وقت حتى لو بدا الأمر في البداية محرجاً لك وله.
الحقيقة أن هذا النقاش يمكن استدعاؤه في أوقات أخرى كثيرة، قد يكون مشهداً في فيلم، أو إعلاناً تلفزيونياً لمناقشة رؤيتك عن الجنس، والقيم التي تتبناها عنه، وأن تناقشا هذه القيم بدون تسلط أو محاولة لفرض الرأي حتى يعلم ابنك أن لديك نية جادة في النقاش معه. يمكنك مثلاً البحث معاً عن الرسالة وراء هذا الإعلان أو هذه الشخصية الشهيرة أو هذا الفيلم، وإذا كان مقتنعاً بها، وأن تفسح له المجال ليطور-بنفسه ومن خلال النقاش معك- وعياً كافياً ومنظومة قيمه الخاصة التي يستطيع بها أن يقبل أو يرفض هذه الرسائل.
النقاش ليس فقط عما تعرضه وسائل الإعلام، ولكن عن الفرق بين ما تعرضه وبين العلاقة الجنسية في الواقع. ما هو المبالغ فيه وما هو الطبيعي؟ ما هو المقبول وما هو المؤذي؟ هل هناك دور للعواطف في الجنس أم هو عملية غريزية بحتة كما يصورها الإعلام أحياناً؟ لماذا توجد أفلام الإثارة الجنسية؟ ما الاستفادة منها وما ضررها في الواقع؟ كل هذه الأسئلة وغيرها على الرغم من صعوبة طرحها في البداية إلا أنها صمام الأمان الذي يضمن أن يستقي ابنك معلوماته من مصادر آمنة سواء منك شخصياً أو من كتيبات أو فيديوهات تثقيفية للأطفال في هذه السن.
من المهم أيضاً أن يجدك موجوداً وقريباً منه بما يكفي للتعبيرعن ضغط قد يتعرض له من أصدقائه أو من آخرين يدفعه إلى سلوكيات أو مشاهدات لا تتفق مع قيمه وقيم الأسرة بدون أن يقلق بشأن تعرضه للوم الزائد أو النقد القاسي.
من حقك بالتأكيد فعل كل ما يلزم لمنع المحتويات الغير مناسبة عنه، ومن حقك أن تفحص ما يستخدمه ابنك من وسائل الكترونية ما دام أن هذا يتم باتفاق صريح وواضح كما فعلت معه، ويصله من هذا الاتفاق وضوح القيم التي تتبناها كأب ومسؤوليتك في منع هذا الشكل من الاستغلال له ولطبيعة سنه.
أخيراً وليس آخراً، أكثر ما يصبو إليه الطفل في فترة المراهقة هو الشعور بالقدرة على تحمل المسؤولية. يعني هذا أن يصلك منه أنك تثق فيه وفي قدرته على أن يكون شخصاً واعياً ومسؤولاً وأن تظهر له احترامك للطريقة التي يفكر بها ويتخذ بها القرارات سواء في هذا الشأن أو غيره مع التأكيد على وجودك دائماً بجانبه وعلى حبك غير المشروط له.
أشكرك على المتابعة وأحييك على اهتمامك بوجود علاقة صحية بينك وبين ابنك. هذه العلاقة ستكون قناة التواصل بينكما فيما يمر به في سن المراهقة.
جزء من بحث المراهق عن هويته هو استكشاف هويته الجنسية لينتقل انتقالاً سلساً من طور الطفولة إلي طور الشباب. هذا الانتقال يتأثر بعوامل عديدة مثل علاقته بالأهل والأصدقاء وما يتعلمه منهم، كما يتأثر بمنظومة قيم المجتمع الذي ينتمي له.
التحدي الذي يواجه الأسرة في العقود الأخيرة هو أن المجتمع نفسه أصبح تحت تأثير الإعلام والسوشيال ميديا والتي يجد الأهل في بعضها محتوى غير مُراقب وغير مسؤول. وعلى الرغم من توافر طرق لمنع عرض هذا النوع من المحتوى للأطفال إلا أنه لا توجد طريقة محكمة 100% للتحكم بها. سبَّب هذا ضغطاً شديداً ليس فقط على الأهل ولكن أيضاً على الأطفال والمراهقين الذين أصبحوا محاصرين بهذا الكم من الرسائل الجنسية.
وبما أن الهوية الجنسية هي مساحة لابد وأن تتكون، فدور الأهل هو أن يساعدوا ويرشدوا أبناءهم في هذا الطريق بدلاً من أن تحتل القيم المتسللة من وسائل أخرى هذه المساحة.
الطريق الوحيد إلى هذا هو علاقة تتسم بالصراحة والصدق والشفافية من جانب الأهل مع تجنب الأحكام وقبول غير مشروط للمراهق ولما يطرحه من تساؤلات. قول هذا أسهل بالتأكيد من فعله إلا أنه غاية في الأهمية.
عزيزي الوالد، يمكنك أن تصارح ابنك بما وجدته على هاتفه ولكن من المهم ألا يكون هذا مدخلاً للومه، ولكن مدخلاً لفرصة نقاش بينكما يحدث ربما للمرة الأولى في الجنس، وأن تعرض استعدادك ورغبتك في جعل هذا النقاش متجدداً ومفتوحاً في أى وقت حتى لو بدا الأمر في البداية محرجاً لك وله.
الحقيقة أن هذا النقاش يمكن استدعاؤه في أوقات أخرى كثيرة، قد يكون مشهداً في فيلم، أو إعلاناً تلفزيونياً لمناقشة رؤيتك عن الجنس، والقيم التي تتبناها عنه، وأن تناقشا هذه القيم بدون تسلط أو محاولة لفرض الرأي حتى يعلم ابنك أن لديك نية جادة في النقاش معه. يمكنك مثلاً البحث معاً عن الرسالة وراء هذا الإعلان أو هذه الشخصية الشهيرة أو هذا الفيلم، وإذا كان مقتنعاً بها، وأن تفسح له المجال ليطور-بنفسه ومن خلال النقاش معك- وعياً كافياً ومنظومة قيمه الخاصة التي يستطيع بها أن يقبل أو يرفض هذه الرسائل.
النقاش ليس فقط عما تعرضه وسائل الإعلام، ولكن عن الفرق بين ما تعرضه وبين العلاقة الجنسية في الواقع. ما هو المبالغ فيه وما هو الطبيعي؟ ما هو المقبول وما هو المؤذي؟ هل هناك دور للعواطف في الجنس أم هو عملية غريزية بحتة كما يصورها الإعلام أحياناً؟ لماذا توجد أفلام الإثارة الجنسية؟ ما الاستفادة منها وما ضررها في الواقع؟ كل هذه الأسئلة وغيرها على الرغم من صعوبة طرحها في البداية إلا أنها صمام الأمان الذي يضمن أن يستقي ابنك معلوماته من مصادر آمنة سواء منك شخصياً أو من كتيبات أو فيديوهات تثقيفية للأطفال في هذه السن.
من المهم أيضاً أن يجدك موجوداً وقريباً منه بما يكفي للتعبيرعن ضغط قد يتعرض له من أصدقائه أو من آخرين يدفعه إلى سلوكيات أو مشاهدات لا تتفق مع قيمه وقيم الأسرة بدون أن يقلق بشأن تعرضه للوم الزائد أو النقد القاسي.
من حقك بالتأكيد فعل كل ما يلزم لمنع المحتويات الغير مناسبة عنه، ومن حقك أن تفحص ما يستخدمه ابنك من وسائل الكترونية ما دام أن هذا يتم باتفاق صريح وواضح كما فعلت معه، ويصله من هذا الاتفاق وضوح القيم التي تتبناها كأب ومسؤوليتك في منع هذا الشكل من الاستغلال له ولطبيعة سنه.
أخيراً وليس آخراً، أكثر ما يصبو إليه الطفل في فترة المراهقة هو الشعور بالقدرة على تحمل المسؤولية. يعني هذا أن يصلك منه أنك تثق فيه وفي قدرته على أن يكون شخصاً واعياً ومسؤولاً وأن تظهر له احترامك للطريقة التي يفكر بها ويتخذ بها القرارات سواء في هذا الشأن أو غيره مع التأكيد على وجودك دائماً بجانبه وعلى حبك غير المشروط له.