تحرشوا بي فتحرشت بأختي.. نادمة ولا أعرف من أين أبدأ

عزيزتي،

أعتذر لكِ لأنني لم أتمكن من معرفة سؤالك تحديداً! فهل سؤالك عن تجربة تحرش الرجل بك، أم أثر تحرشك أنتِ بأختك، أم رغبتك في التخلص من العادة السرية؟ أم رغبتك في حب نفسك؟ أم أمر آخر تماماً عن كل ما سبق؟ وحتى ترسلي لنا مرة أخرى توضحين فيها أكثر ماذا تحتاجين للتحدث بشأنه، سأترك لك تلك النقاط لتقرئيها مرة ومرات حتى تهضميها جيداً، فهي ستساعدك فقط إن هضمتِها واستوعبتها جيداً بكل كيانك بصدق والتزام:

•  ما حدث في الطفولة كان يحتاج مراقبة حنونة وناضجة من والدتك وخالتك حتى لا يتكرر بهذا الشكل المؤثر لدرجة إحداث درجة من الإفاقة الجنسية المبكرة لك، فهذا لا يعود لك ولا لابنة خالتك، والجيد أن بينك وبين والدتك حواراً مفتوحاً في مثل هذا الأمر، لذا لا تحمّلي نفسك الوزر، واعذري والدتك وخالتك فلعلهما كانتا على عدم دراية بمتابعة الطفل في أثناء لعبه، لا للتحكم، ولكن لضبط إيقاع السلوكيات المقبولة وغير المقبولة بشكل تربوي صحي.
• الإفاقة الجنسية المبكرة تجعل الطفل يركز في درجة التلذذ الطبيعية التي تحدث كرد فعل طبيعي للجسم وليس للقيم والاخلاق وقتها، فهذا يحتاج منك لمسامحة نفسك عليه أيضاً.
• كما أن التلذذ الجسدي لم يكن متعلقاً بالأخلاق وقت الطفولة ،إلا أنه يحتاج لضبط وقت النمو والفهم والنضج الذي أنتِ فيه الآن، فالعادة السرية من الناحية النفسية أكبر مشكلتها في أن الشخص يقع ضحية تعرفه إلى المنظومة الجنسية بطريقه غير طبيعية ولا صحية، حيث إن الجنس علاقة بين إنسانين يجمع بينهما الحب والالتزام وبموافقة المجتمع لتلك العلاقة بالزواج. فالذي يتعودها بمفرده يجد بعد ذلك درجة صعوبة حتى يتأقلم على وجود شريك في هذه العلاقة الراقية الوحيدة التي ينتج منها إنسان جديد للحياة، وكذلك إن زاد التعود ووصل لدرجة الإدمان فهو يصل لدرجة الصعوبة التي تحتاج بجانب ما قلته للتعامل معه على أنه مدمن ويحتاج لعلاج إدمان بخطوات عملية كثيرة ليست سهلة. أما الجانب الشرعي، فقد عرفت أن القول المعتدل في ذلك يقول إنه إذا غلبت الشهوة الشخص ولم يكن متزوجاً، وكانت هي الطريقة الوحيدة التي لا يتخطى بها الإنسان حرمات الله بالزنا، فلا بأس، وهنا يجب أن نتوقف عند كلمة غلبته الشهوة، فالشهوة مركزها المخ، والمخ يحتاج لاستثارة حتى يعمل، والاستثارة تكون بالتفكير أو التخيل أو رؤية مشاهد، وكل هذا لا ينطبق تحت قول غلبته شهوته؛ لأن هناك فرقاً بين أن تغلبك الشهوة، وأن تستثيري نفسك بنفسك!
• اريدك أن تراجعي كيف تفكرين في الأنثى  بداخلك؟ هل هي أداة لإمتاع الرجل مثلاً؟ أم هي شريك في رحلة حياة كاملة مع رجل يجمعها به حب والتزام ورغبة في إقامة أسرة؟ أم هي كائن ليس له حدوده الشخصية، وبالتالي لا يحترم حدود الآخرين ويسمح للآخرين باختراق حدوده، وخاصة في ما يتعلق بالحدود الجسدية التي تتعلق بأماكن خاصة بالجسد؟ لأن ذلك الوضوح هو ما سيفسر موضوع تحرش هذا الرجل بك. فقد وجدنا أن الفتيات اللواتي يعتقدن أن الفتاة أداة إمتاع للرجل، أو التي لا تتمكن من ضبط حدودها مع الآخرين، سواء تجاههم أو منهم تجاهها، من أكثر الفتيات تعرضاً للتحرش!! فالرجل لا يتحرش باي فتاة في الغالب، فهو يستشعر ما يدور بداخلها من خوف أو عدم قدرة على حماية تلك الحدود أو غيره فيتحرش بها. لذا، نجد فتيات كثيرات يُتحرَّش بهنَّ في مواقف وأماكن متعددة أكثر من دونهم، وبالطبع هناك عوامل أخرى، ولكن هذا العامل مهم، لذا أريدك أن تراجعي ذلك بداخلك، وأخيراً إن أردت إرسال توضيح أكثر يمكنك ذلك.