لقد تبيّن في بحوث أجريت حديثاً أن نقص النوم المتراكم له آثار حقيقية وخطيرة على الدماغ، وليس فقط لأنه يجعلك تشعر بالنعاس طوال النهار.
فقد تم ربط النوم لأقل من سبع أو ثماني ساعات كل ليلة بالهبوط الإدراكي وفقدان الذاكرة، وربما حتى بالإصابة بمرض الزهايمر، حسب تصريح الدكتور مورالي دورايسوامي، باحث أمراض الدماغ من جامعة ديوك بولاية شمال كارولانيا.
وفي ما يلي بعض ما يقوم به دماغك كلما خلدت إلى النوم:
1- إزالة السموم
يعتقد معظم الناس أنهم عندما ينامون، فعقلهم ينام أيضا.. ولكن تبيّن أن نواح من الدماغ تكون أكثر نشاطا (بعدة مرات) خلال الليل منها خلال النهار.. وواحد من هذه النواحي نظام مكتشف حديثا يدعى نظام التصريف SYSTEM GLYMPHATIC، وهو نوع من "الصرف الصحي" في "مدينة الدماغ"، وظيفته مسح وتكرير كل سموم دماغك.
وهناك بروتين واحد يعاد تكريره بشكل فعال أثناء النوم مسؤول عن ترسبات الأميلويد، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر.. وبالطبع لا يعني هذا أن مرض الزهايمر ناجم عن الحرمان من النوم، ولكنه قد يكون عاملا مساعداً في الإصابة به.
2- إصلاح التلف الناتج عن الاستعمال اليومي
يشير بحث جديد أن الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يؤدي إلى تلف غير قابل للترميم في أنسجة الدماغ.
ففي دراسة طبقت على الحيوان بجامعة بنسلفانيا، وجد الباحثون أن اليقظة المديدة يمكن أن تؤذي الخلايا العصبية المسؤولة عن التنبه والإدراك، ويمكن لذلك الضرر أن يكون دائما.
ويمكن ربط النوم غير الكافي أيضا بتقلص حجم الدماغ على مرور الزمن (رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت قلة النوم تسبب تقلص الدماغ أو إذا كان الدماغ الأصغر يجعل النوم أصعب منالا).
وقادت دراسات أخرى العلماء إلى استنتاج أن المواد الكيميائية التي تفرز خلال المراحل العميقة من النوم ضرورية جدا لإصلاح كل أنسجة الجسم، بما في ذلك الدماغ.
3- ترتيب "الفوضى" في الدماغ
بينما أنت منشغل بنشاطاتك اليومية، يتعرض دماغك لآلاف المحفزات السمعية والبصرية والعصبية والحسية.. وليس بالإمكان عادة معالجة كل تلك المعلومات ذهنياً حال ما تأتي..
لذلك تصنف و"تؤرشف" الكثير من الذكريات في الليل بينما تكون نائما، إن هذا يشبه بشكل ما الذي يجري في المكتبات.. فجميع الكتب الباقية على طاولات المكتبة أثناء النهار يزال عنها الغبار وتصنف في الليل.
وإن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يتكيّفون بشكل جيد مع النوم لأربع أو خمس ساعات فقط، هم غالبا مخطئون لأن اختبارات الذاكرة تظهر أنها لا تعمل على النحو الأمثل لديهم بسبب تراكم المعلومات التي لم يتح لدماغهم ترتيبها أثناء الليل.
4- خلق الذكريات
إن واحدة من المواد الكيميائية التي تسهم في خلق الذكريات تدعى "استيل كولين"، ومن دواعي العجب أن هذه المادة نفسها تساهم في جلب النوم واصطناع الأحلام.
ولعل في ما يحدث للناس ممن يبدأ لديهم تطور مرض الزهايمر دلالة على أهمية دور النوم في الاحتفاظ بالذكريات وخلقها، فمع هذا المرض تتخرب خلايا الدماغ التي تنتج الاستيل كولين، لذلك يتوقف المصابون به عن الأحلام!
ومن المثير للاهتمام أن من الآثار الجانبية للدواء الأكثر استخداما في علاج مرض الزهايمر -عقار آريسبت – قدرته على إحداث الأحلام القوية التأثير.
اقرأ أيضا:
أهم ما تحتاج معرفته لمواجهة الأرق (ملف)
تأثير الأرق على جودة حياتك
9 أسباب للأرق تزيد عند النساء وتقدم العمر