على الرغم من أن قائمة أعراض COVID-19 لا تشمل تساقط الشعر، إلا أننا نشهد عددا متزايدا من التقارير اليومية في ما يخص تساقط الشعر لدى المصابين بفيروس كورونا، حسب ما أشار إليه أطباء الأمراض الجلدية، حيث وجدوا أن المرضى الذين أصيبوا بـCOVID-19 منذ شهرين أو ثلاثة أشهر هم الآن يعانون من تساقط الشعر.
والملاحظ أن تساقط الشعر المصاحب للإصابة بفيروس COVID-19 يتميز بالتساقط من جميع أنحاء الرأس وليس من منطقة تاج الرأس فقط كما في الصلع الذكوري.
وفي الأساس، هناك العديد من الأسباب العامة لتساقط الشعر، كتغيير النظام الغذائي، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، مثل ما بعد الولادة أو انقطاع الطمث، وهناك العديد من الحالات الطبية أو الغذائية الأخرى التي تؤدي إلى تساقط الشعر.
أما في ما يخص فيروس كورونا، فقد رجح أطباء الأمراض الجلدية أن هذا التساقط للشعر هو تساقط مؤقت بسبب حدوث صدمة للجهاز المناعي بالإضافة إلى وجود العديد من الأسباب المحتملة لتساقط الشعر، مثل العدوى نفسها أو الصدمة النفسية أو الجسدية الشديدة، أو ارتفاع درجة الحرارة وفقدان الوزن الشديد، وهي أعراض شائعة من ضمن أعراض الإصابة بالفيروس.
ولكي نستطيع اكتشاف بعض العلاقة بين الإصابة بالفيروس وتساقط الشعر يجب أن نعلم أكثر عن دورة نمو الشعر.
* دورة نمو الشعر
هناك ثلاث مراحل في دورة نمو بصيلات الشعر، هي طور النمو، والتراجع (الراحة)، وطور التساقط.وبشكل عام يكون 90% من الشعر في مرحلة النمو و5% في مرحلة الراحة و5% في مرحلة التساقط، حيث تتساقط يوميا ما بين 50 إلى 100 شعرة لدى معظم الناس.
وعند حدوث التساقط تزداد نسبة بصيلات الشعر في طور الراحة بشكل ملحوظ وتصل حتى 50%، وهو ما يؤدي إلى تساقط كبير في الشعر، وهذا الحدث يحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر لظهور تساقط الشعر.
وهذا هو السبب الذي يجعل تساقط الشعر يظهر بعد شفاء مرضى COVID- 19 بشهرين أو ثلاثة أشهر، ويمكن أن يستمر تساقط الشعر هذا لمدة تصل إلى ستة أو تسعة أشهر، وغالبا ما تشفى هذه الحالة من تلقاء نفسها ما لم تكن مرتبطة بنوعية معينة من الأدوية أو نقص التغذية.
* عوامل الخطر
أوضح أطباء الأمراض الجلدية العديد من عوامل الخطر المتعلقة بتساقط الشعر المرتبط بـCOVID-19، وأول هذه العوامل هو الاستعداد الوراثي، حيث هناك بعض المرضى الذين قد يعانون من مرض عضال وشديد ولكن لا يعانون بعد ذلك من تساقط الشعر، ويمكن أن يعاني البعض الآخر من مرض خفيف لكن يحدث لديهم تساقط كبير في الشعر بعد ذلك، ويرجع ذلك إلى وجود استعداد وراثي لديهم.كما تلعب التغذية لدى المريض أيضا دورا مهما، فالجسم يحتاج إلى العديد من العناصر الغذائية لبناء الشعر، وخاصة الحديد والبيوتين وفيتامين (د).
فإذا كان لدى الجسم مخزون عال من الحديد فسيكون قادرا على دعم الشعر، أما إذا كنت تعاني من فقر الدم أو أي مشاكل أخرى وكان مخزون الحديد لديك منخفضاً فسيحول الجسم الحديد المتوافر في المخزون إلى خلايا الدم الحمراء ولن يركز على تصنيع الشعر، فيبدأ الشعر بالتساقط.
* التعامل مع الحالة
في مثل هذا النوع من التساقط الناتج عن حدوث عدوى مثل COVID-19، وسوء الحالة النفسية والجسدية وسوء التغذية المصاحبة للفيروس، يجب أن تبدو فروة الرأس طبيعية تماما، حيث لا يكون هناك طفح جلدي أو أعراض أخرى، مثل الحكة أو الحرقان أو الألم أو التقشير، فإذا كانت هذه الأعراض موجودة أو كانت هناك تغيرات واضحة على فروة الرأس فيجب إحالة المريض إلى قسم الأمراض الجلدية.فمن المؤكد أن مشكلة تساقط الشعر يمكن أن تشغل بال المريض بشكل كبير، لأن الشعر جزء من هويتنا وهو أول ما ينظر إليه الآخرون عند رؤيتنا، لذا عندما يبدأ المرضى بفقدان الشعر، خاصة إذا كانت هذه الحالة تحدث لأول مرة لديهم، فإنهم غالبا ما يكونون مستائين جدا، حيث يخشى العديد من الناس من الصلع، وخاصة النساء، لذا من المهم في هذه الحالة طمأنة وإرشاد المريض أن هذه الحالة سوف تتحسن وهي حالة مؤقتة ولكن الأمر يستغرق وقتا للعودة إلى طبيعته.
كما أنه من الضروري نصح المريض باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه والبروتين، كما يمكن التحقق من مستويات الحديد وفيتامين د، وربما يوصي بعض الأطباء بتناول الفيتامينات التي تحتوي على الحديد كمكمل غذائي، وقد يساعد البيوتين أيضا في حل مشكلة تساقط الشعر.
أما في ما يتعلق بالأدوية، فإن أفضل علاج لتساقط الشعر هو المينوكسيديل 5%، وهو معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لكل من الرجال والنساء، ولكن يجب تجنبه إذا كانت المرأة حاملا أو مرضعة.
وهناك ملاحظة أخيرة في هذا الموضوع، وهي أن الإجهاد الوبائي قد يؤدي إلى تساقط الشعر حتى لدى المرضى الذين لم يصابوا بـCOVID-19، حيث أفاد خبراء الشعر والجلد بأن هناك المزيد من المرضى الذين يعانون من تساقط الشعر منذ بداية الوباء بما في ذلك المرضى الذين لم تثبت إصابتهم بـCOVID-19، ويمكن أن يكون هذا النوع من التساقط مرتبطا بالتوتر نتيجة الضغوط الخارجية، حيث هناك الكثير من الضغوط المرتبطة بالجائحة، فهناك ضغوط مالية وقلق على أفراد الأسرة من المرض وقلق من الإصابة بالفيروس والعزلة الاجتماعية والتغيرات المتعلقة بالعمل والتعليم من المنزل، وهذا يعني أننا نشهد تساقط الشعر لدى مرضى غير مصابين بـCOVID-19، ويبدو أن الأمر مرتبط بالإجهاد الوبائي في هذه الفترة.
المصادر:
Hair Loss an Unexpected COVID Misery for Many
COVID-19 Related Hair Loss