أجريت في الأعوام القليلة السابقة، وفي عدد من المراكز الطبية الغربية، بعض الدراسات التي أظهرت أن لون العيون له علاقة ببعض الخصائص الصحية وبالاستعداد للإصابة بأمراض معينة، ومع أن العلاقة السببية في هذه الظاهرة ما زالت غير معروفة في كثير من الحالات، إلا أن الاطلاع على نتائج هذه الإحصاءات قد يفيدنا في اتخاذ الإجراءات الوقائية من الوقوع في المرض.
وفيما يلي نوضح أهم الأحوال الصحية التي قد تطرأ على العين، والدلالات المحتملة لها:
- إذا تعرض بياض العين لأي تبدل في اللون، فهذا مما يدعو لاستشارة أخصائي العيون دون تأخر:
* فإذا ظهرت مثلا حلقة بيضاء جديدة في قرنية العين، فقد يكون هذا دليلا على تراكم الكوليسترول فيها، بسبب ارتفاع تركيزه في الدم.
* وإذا تحول بياض العين إلى أية درجة من الصفار، فهذا قد يعني الإصابة باليرقان، الذي ينتج عن أمراض الكبد وبعض أمراض الدم.
* وإذا أصيب بياض العين ببعض الاحمرار، فهذا دليل على إصابة العين بالالتهاب، أو التحسس، أو التجفاف، وإذا كان الاحمرار داكنا كالدم، وغطى طرفا من القرنية، فهذا يحصل عادة من نزيف مفاجىء بسبب انفجار وعاء شعري في قرنية العين.
* وإذا ظهر لون رمادي أو ضبابي في منطقة البؤبؤ، فهو إشارة إلى تشكل الساد أو ما يعرف باسم "الماء الأبيض" cataract في عدسة العين.
ومهما يكن من أمر، فالنصيحة الذهبية بالنسبة لصحة العينين، تدعو لزيارة أخصائي العيون وقائيا مرة في العام على الأقل، بخاصة بعد سن الأربعين، حتى وإن لم تكن هناك شكوى، فطبيب العيون هو الوحيد الذي يمكن أن يكشف العلامات الباكرة لأمراض العين الخفية والهامة كالزرق والضمور الشبكي، والمضاعفات العينية والبصرية للأمراض الجهازية الشائعة، كارتفاع الضغط وداء السكري.
** ونعرض الآن لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات الحديثة حول ألوان العيون وعلاقاتها ببعض الأمراض أو الحالات الصحية:
- ذوو العيون الفاتحة اللون (الرمادي والأخضر الفاتح) معرضون خلال حياتهم لنسبة أعلى من سرطانات العين (وهي سرطانات نادرة)، مقارنة مع ذوي العين السوداء أو البنية اللون، وهم لذلك ينصحون بارتداء النظارات الداكنة الواقية من الأشعة فوق البنفسجية كلما كانوا معرضين لأشعة الشمس، وهم أيضاً أكثر عرضة لسرطان الجلد (على الأغلب لأن أكثرهم يتحلون بلون جلد فاتح)، ولذلك ينصحون كذلك بدهن جلودهم بالمراهم الواقية عندما تكون مكشوفة لأشعة الشمس.
- وجد في دراسة بجامعة لوي فيل Louisville أن ذوي العيون البنية أو السوداء يتمتعون بردود فعل أسرع، بشكل عام، من ذوي العيون الزرقاء أوالفاتحة اللون، مما يجعلهم أكثر مهارة في أداء بعض الألعاب الرياضية (ككرة السلة مثلا).
- ثبت في دراسة أجريت في مركز ويتون Wheaton لأمراض العيون في شيكاغو، أن ذوي العيون الزرقاء أكثر تحسسا للضوء من ذوي العيون الداكنة، بسبب انخفاض معدل الصباغ الذي يمتص الضوء في عيونهم، ولذلك يستحسن كذلك أن يستخدموا النظارات الواقية من أشعة الشمس.