صحــــتك

دواء ليراجلوتايد (ساكسيندا) للسكري وعلاج السمنة وخفض الوزن

دواء ليراجلوتايد (ساكسيندا) للسكري وعلاج السمنة وخفض الوزن

دواء ليراجلوتايد Liraglutide باسمه التجاري ساكسيندا Saxenda يعتبر أحد الأدوية التي تستخدم في علاج مرض السكري من النوع الثاني، لكنه مثل بعض أدوية مرض السكري لا تقتصر فائدته على علاج مرض السكري فقط بل من الممكن أن يتم استخدامه في خفض الوزن وعلاج السمنة، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما هو دواء ليراجلوتايد (ساكسيندا)؟ وكيف يستخدم في خفض الوزن؟

دواء ساكسيندا يحتوي على المادة الفعالة ليراجلوتايد، والتي تندرج تحت عائلة مثبطات البيبتيد المشابه للجلوكاجون (GLP-1) التي تستخدم في علاج مرض السكري من النوع الثاني.

هذه العائلة من البيبتيد تسمى انكرتين (Incretins)، وهو يعتبر أحد هرمونات الجهاز الهضمي والذي يتم إطلاقه بعد الأكل فيعمل على زيادة إفراز الإنسولين الذي يعمل على خفض مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى تقليل إفراز الجلوكاجون الذي يعطي تأثيرا معاكسا للإنسولين فيعمل على رفع مستوى السكر في الدم، وهذا ما يفسر استخدام الدواء لعلاج مرض السكري.

 كما يعمل الدواء على تأخير تفريغ محتويات المعدة بالإضافة إلى تحسين وزيادة الشعور بالشبع مما يؤدي إلى تقليل تناول الطعام بالتالي فقد الوزن، وهذا ما يفسر إمكانية استخدام الدواء لتقليل الوزن.

دواء ليراجلوتايد كما ذكرنا يندرج تحت عائلة مثبطات البيبتيد المشابه للجلوكاجون (GLP-1) ويطلق عليه أيضا محاكيات الانكرتين (Incretin Mimetics) لأنه يقوم بنفس وظيفة هرمون الانكرتين، تمت الموافقة على استخدام الدواء تحت الاسم التجاري فيكتوزا في عام 2010 لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني للتحكم في مستوى السكر في الدم، لكن تمت ملاحظة أن بعض الأشخاص الذين قاموا بتناول الدواء فقدوا بعض الوزن أثناء استخدامهم للدواء، ومن هنا تم اقتراح استخدام الدواء مع الأشخاص غير المصابين بمرض  السكري ليعطي نفس النتيجة ويخفض الوزن.

بعد أربع سنوات تمت الموافقة على استخدام دواء ساكسيندا الذي يعتبر النسخة الأعلى قوة من دواء ليراجلوتايد، من قبل منظمة إدارة الغذاء والدواء (FDA) لخفض الوزن، وأصبح أول دواء من نوعه تتم الموافقة عليه لهذا الغرض، ومن هنا تم فتح الباب للأدوية المثيلة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني لتتم الموافقة عليها لخفض الوزن أيضا.

دواء ساكسيندا يعتبر أحد أهم الأدوية المصرح باستخدامها للتحكم في ارتفاع وزن الجسم المزمن، ويعطي أفضل نتائجه عندما يستخدم بالتزامن مع نظام غذائي يحتوي على القليل من السعرات الحرارية بالإضافة إلى القيام بالتمارين الرياضية.

 

هل يمكن استخدام دواء ليراجلوتايد (ساكسيندا) لعلاج السمنة؟

بداية تجب علينا معرفة أن السمنة  ليست مشكلة تجميلية بل هي مشكلة طبية تزيد من خطورة الإصابة بأمراض ومشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة ببعض أنواع السرطان، فالسمنة تعتبر مرضا معقدا ينتج من تراكم كمية زائدة من الدهون في الجسم، بالإضافة إلى عدم الاتزان بين طاقة السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم وطاقة السعرات الحرارية التي يقوم الجسم بحرقها.

يتم قياس ارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وتصنيف الشخص طبقا لوزن جسمه إذا ما كان وزن جسمه طبيعيا أو زائدا أو في مرحلة السمنة عن طريق مؤشر يسمى نسبة كتلة الجسم Body Mass Index  (BMI)، ويتم حسابها عن طريق حساب نسبة وزن جسم الشخص بالكيلو غرام إلى مربع طول الشخص بالمتر المربع، حيث يكون وزن الشخص طبيعياً إذا كانت نسبة كتلة الجسم من 18.5 إلى 24.9، ويكون وزن الشخص في مرحلة السمنة إذا كانت نسبة كتلة الجسم أعلى من 29.9 حيث تزداد مرحلة وخطورة السمنة بارتفاع نسبة كتلة الجسم.

دواء ساكسيندا تمت الموافقة عليه لعلاج السمنة، حيث يستخدم للبالغين الذين تبلغ نسبة كتلة الجسم (BMI) 30 كجم/م2 أو أعلى، ومن الممكن أن يتم استخدامه أيضا للبالغين الذين تبلغ نسبة كتلة الجسم لديهم 27 كجم/م2، والذين لديهم أيضا على الأقل حالة صحية واحدة مرتبطة بالوزن مثل مرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول.

كما قامت منظمة إدارة الغذاء والدواء (FDA) في عام 2020 بتوسيع موافقة استخدام دواء ساكسيندا ليشمل استخدامه أيضا مع المراهقين الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر، والذين تبلغ نسبة كتلة الجسم لديهم 30 كج/م2 أو أكثر والذين يبلغ وزنهم ما لا يقل عن 132 رطلا أو 60 كجم.

 

 

هل هناك بدائل لدواء ليراجلوتايد (ساكسيندا) وكيفية استخدام الدواء؟

دواء ساكسيندا لديه بدائل أخرى تحتوي على مواد فعالة مختلفة عن مادة ليراجلوتايد لكنها تندرج تحت نفس العائلة مثل دواء اكزيناتيد باسمه التجاري بييتا، والتي يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني لكن غير مصرح استخدامه لعلاج السمنة أو لخفض وزن الجسم.

كما أن هنا أدوية مثيلة لدواء ساكسيندا تحتوي على نفس المادة الفعالة ليراجلوتايد مثل دواء فيكتوزا الذي يستخدم في علاج مرض السكري من النوع الثاني، لكنه يختلف عن دواء ساكسيندا في الجرعة حيث يستخدم دواء ساكسيندا بجرعة أكبر من دواء فيكتوزا، كما يختلف أيضا عن دواء ساكسيندا في كونه لم تتم الموافقة عليه للاستخدام في تقليل وزن الجسم.

دواء ساكسيندا يكون متاحا كقلم حقن متعدد الجرعات، ويتم أخذ دواء ساكسيندا كحقنة مرة واحدة يوميا تحت الجلد حيث يمكن لقلم ساكسيندا تقديم خمس جرعات مختلفة، تتراوح من 0.6 مجم وهي الجرعة الابتدائية إلى 3 مجم وهي الجرعة المستهدفة والأعلى، وهي التي يتم استخدامها في تقليل الوزن والتخسيس.

يفضل أن نبدأ باستخدام جرعة 0.6 مجم يوميا في أول أسبوع لتفادي الآثار الجانبية المتوقعة لدواء ساكسيندا، ثم نقوم بزيادة الجرعة بمقدار 0.6 مجم يوميا على فترات أسبوعية حتى نصل إلى الجرعة المستهدفة في الأسبوع الرابع وهي 3 مجم مرة واحدة يوميا.

 

الآثار الجانبية لدواء ساكسيندا

بالتأكيد دواء ساكسيندا يحتوي على العديد من الآثار الجانبية ويمنع استخدامه دون استشارة الطبيب المختص، فتجب على المريض استشارة طبيبه المختص ومناقشة الآثار الجانبية للدواء قبل استخدامه وكيفية التعامل معها، فالطبيب لن يقوم بوصف الدواء إلا إذا كانت الفائدة من استخدام دواء ساكسيندا أكبر من الآثار الجانبية التي ستنتج من استخدام هذا الدواء، حيث هناك آثار جانبية شائعة للدواء ومعظمها يكمن في اضطرابات الجهاز الهضمي وتتسبب بغثيان، ترجيع، إسهال، إمساك، عسر هضم وألم في منطقة البطن، وذلك نتيجة أنه يعمل على تقليل حركيته في المعدة.

هذه الآثار الجانبية المرتبطة بالمعدة والجهاز الهضمي هي الأكثر شيوعا خصوصا عند بداية أخذ دواء ساكسيندا ومع التغيير في الجرعات، لهذا السبب كما ذكرنا عادة ما يتم تعديل الجرعة ببطء على مدى عدة أسابيع للتقليل من تلك الآثار الجانبية.

وهناك أيضا بعض الآثار الجانبية الأخرى الشائعة مثل:

  • الألم مكان أخذ الحقن
  • صداع والشعور بالتعب
  • الشعور بالدوخة
  • حمى

ويوجد بعض الآثار الجانبية الخطيرة لدواء ساكسيندا حيث تحتوي عائلة مثبطات البيبتيد المشابه للجلوكاجون (GLP-1) على تحذيرات عديدة للاستخدام، ومن ضمن تلك التحذيرات التحذير الأكثر صرامة من منظمة إدارة الغذاء والدواء (FDA) لخطر الإصابة بسرطان خلايا الغدة الدرقية thyroid C-cell tumours، بالرغم من أن خطر الإصابة تم رصده في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، لكن ليست هناك دراسات واضحة تؤكد أن تلك الأدوية قد تسبب الإصابة بأورام لدى الإنسان، لكن يحظر استخدام دواء ساكسيندا مع الأشخاص الذين لديهم أو لدى عائلتهم تاريخ مرضي بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي. وهناك أيضا بعض الآثار الجانبية النادرة لدواء ساكسيندا، لكنها خطيرة ومن الممكن أن تحدث مثل:

  • التهاب البنكرياس.
  • أمراض المرارة.
  • انخفاض مستوى السكر في الدم.
  • سرعة ضربات القلب أو خفقان الصدر.
  • مشاكل في الكلى.
  • الإصابة برد فعل تحسسي شديد.
  • أفكار انتحارية.

في النهاية دواء ساكسيندا من الممكن أن يقوم بالمساعدة على فقد الوزن بنجاح، لكن تجب علينا معرفة أن الدواء يعمل بشكل أفضل عندما يتم أخذه بالتزامن مع نظام غذائي يحتوي على كمية سعرات حرارية قليلة بالإضافة إلى ممارسة الرياضة.

وقد يكون دواء ساكسيندا غالي الثمن بالنسبة للأدوية الأخرى التي تستخدم في علاج السمنة وفقد الوزن، لكن أيضاً نتائجه كانت فعالة أكثر من الأدوية الأخرى فكل دواء له إيجابياته وسلبياته، ولهذا السبب يجب على الشخص أن يستشير طبيبه المختص قبل البدء بتناول أي دواء لفقدان الوزن وعلاج السمنة.

 

المصادر

Saxenda

Saxenda (liraglutide) - Saxenda

آخر تعديل بتاريخ
05 يونيو 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.