يعاني الكثير من اضطرابات النوم أو يصل الأمر لحدوث الأرق. ويعرف الأرق على أنه اضطراب النوم لمدة ثلاث ليال على الأقل في الأسبوع لأكثر من 3 أشهر، مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بالتعب ومشاكل أخرى أثناء النهار. ويتحكم في النوم عوامل كثيرة من بينها إنتاج الميلاتونين (يُطلق عليه اسم هرمون مصاص الدماء) في الليل، عندما يبدأ الظلام بالخارج. ويتم تحديد موعد إطلاق الميلاتونين بواسطة الغدة الصنوبرية الصغيرة في مؤخرة الرأس. ويشير الميلاتونين إلى أن الوقت قد حان للنوم. وعندما تشرق الشمس ويشرق الضوء ، تنخفض مستويات الميلاتونين مرة أخرى لمساعدة الجسم على الاستيقاظ.
عقار الميلاتونين
يتجه البعض إلى الميلاتونين، وهو دواء يساعد على النوم بدون وصفة طبية وغالبًا ما يتم الخلط بينه وبين مكمل غذائي. ويلعب هذا الهرمون القوي دورًا مهمًا في الجسم، وأحيانا يكون الميلاتونين، المعبأ بشكل نكهات فواكه على شكل الدب الجيلاتيني، جذابا للآباء المحرومين من النوم الذين يبحثون عن الراحة لأنفسهم ولأطفالهم. لكن، يتساءل المتخصصون عما إذا كانت المستويات المتزايدة يمكن أن تضر أكثر مما تنفع. ويبحث تحقيق جديد أطلقته الأكاديمية الأميركية لطب النوم في سلامة الميلاتونين. وبينما يتم التحقق من الأدلة الصحية، توصي الأكاديمية بعدم استخدامه للأرق عند البالغين أو الأطفال.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد عديل ريشي نائب رئيس لجنة السلامة العامة للأكاديمية الأميركية لطب النوم إن لديه زميلا طبيبا بدأ في تناول الميلاتونين لمساعدته أثناء الوباء عندما كان يواجه صعوبة في النوم ليلاً. وبدأ صديقه بإعطاء الهرمون لأطفاله، الذين يعانون أيضًا من مشاكل في النوم. لكن ريشي يقول إن هناك أسبابًا مهمة لعدم استخدام الميلاتونين للأرق حتى تتوفر المزيد من المعلومات.
يؤثر الميلاتونين على النوم، لكن هذا الهرمون يؤثر أيضًا على وظائف أخرى في الجسم، فله تأثير على درجة حرارة الجسم، وسكر الدم، وحتى على توتر الأوعية الدموية. ولأن الميلاتونين لا يعتبر دواءً، فإنه لا يتطلب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية ويباع دون وصفة طبية. لكن، كشفت دراسة سابقة لمنتجات الميلاتونين، على سبيل المثال، عن مشاكل الجرعات غير المتسقة، مما يجعل من الصعب على الناس معرفة مقدار ما يحصلون عليه بالضبط، مما أدى إلى دعوات لمزيد من الرقابة من قبل إدارة الغذاء والدواء.
جرعات غير دقيقة
في حين أن جرعات الميلاتونين تتراوح عادة بين 1 و5 ملليغرام، فإن الزجاجات التي تم فحصها كانت بعيدة عن الهدف مع وجود هرمون أكثر أو أقل بكثير في المنتج مما هو مذكور في الملصق. واختبر باحثون من جامعة جيلف في أونتاريو بكندا 30 صيغة متاحة تجاريًا ووجدوا أن محتوى الميلاتونين يختلف عن المكونات الموضحة على الزجاجات بأكثر من 10%.
بالإضافة إلى الميلاتونين، وجد الباحثون مواد أخرى في الزجاجات أيضًا: في حوالي ربع المنتجات، حددوا أيضًا ناقلًا كيميائيًا آخر يسمى السيروتونين.
وبينما يلعب الميلاتونين دورًا في ضبط الساعة البيولوجية للجسم ودورة النوم والاستيقاظ، فإن السيروتونين له دور في الحالة المزاجية ويساعد في نوم حركة العين السريعة العميق. لكن إضافة السيروتونين بكميات غير معروفة قد يكون غير صحي. ويمكن أن يؤثر السيروتونين على القلب والأوعية الدموية والدماغ، لذلك فهو ليس شيئًا يمكن للأشخاص تناوله دون الالتفات إليه ومعرفة مخاطره. أيضا، الأشخاص الذين يتناولون أدوية لاضطرابات المزاج يمكن أن يتأثروا بشكل خاص بالسيروتونين في مساعدتهم على النوم.
وبالنسبة لأي شخص يتناول الميلاتونين، يوصي ريشي بفحص الزجاجة لمعرفة ما إذا كان يستخدم منتجًا بعلامة تحقق معتمدة من دستور الأدوية الأميركية، مما يشير إلى أن المنتج يفي بالمعايير. ويعد خطر وجود مواد أخرى مثل السيروتونين سببًا جيدًا لعدم إعطاء الأطفال الهرمون، ولكن هناك قلق آخر وهو ما إذا كان الميلاتونين يتداخل مع سن البلوغ عند الأطفال، وهو أيضًا سؤال يطرحه الباحثون في مستشفى الأطفال في أونتاريو الشرقية في أوتاوا، كندا.
الميلاتونين وتعطيل البلوغ
في حين يعتبر استخدام الميلاتونين على المدى القصير آمنًا، أفاد الباحثون بأن المخاوف من أن الاستخدام طويل المدى قد يؤخر النضج الجنسي للأطفال. وتقول إحدى النظريات إن استخدام الميلاتونين ليلا قد يتداخل مع انخفاض مستويات الهرمون الطبيعي ويتداخل مع بداية سن البلوغ. كما أفاد باحثون من مستشفى الأطفال في ميشيغان في ديترويت بحدوث زيادة طفيفة في الابتلاع العرضي للميلاتونين لدى الأطفال. وأفادوا في مجلة طب الأطفال بأن هناك حوادث كثيرة لابتلاع الأطفال كميات كبيرة من الميلاتونين بشكل عرضي وخاصة أثناء فترة الوباء.
الخلاصة:
هرمون الميلاتونين له دور مهم في الطب وفي اضطرابات النوم خاصة. لكن، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقييم الاستخدام الآمن للميلاتونين عند الأطفال والبالغين. ومن المحتمل أن تحتاج إدارة الغذاء والدواء إلى تنظيم الميلاتونين كدواء، خاصة للأطفال.