نعرف جميعا فصائل الدم، نعرف أنها متنوعة وربما احتجنا في أحد الأيام أن نجري اختبار الفصيلة هذا أو سمعنا عن كون شخص ما فصيلته نادرة، أو غير متوفرة، وما إلى غير ذلك.
لوقت قريب، حتى نهايات القرن التاسع عشر لم يكن أحد يعلم شيئا عن فصائل الدم تلك، كان هناك اعتقاد في أهمية الدماء، وأساطير عن قدرتها متى تناولها أحدهم على تجديد الشباب، لكن ممارسة نقل الدم ذاتها تأخر البشر كثيرا في إجرائها، وعندما أجروها كانت أحيانا تنقذ الحياة، لكن في كثير من الأحايين الأخرى تسبب الوفاة.
واستمر ذلك حتى تم الكشف عن مفهوم فصائل الدم في بدايات القرن العشرين، وأصبح مؤكدا أنه عند نقل الدم يجب أن ننقل فصيلة متوافقة؛ وإلا ستكون مضاعفات خطيرة تنتهي في أغلب الأحيان بالموت.
* ما هي فصائل الدم؟
هي أنواع مختلفة من البروتينات والغليكوبروتينات والغليكوليبيد، تبرزها كرات الدم الحمراء على سطحها، متى لم تكن متوافقة مع الجسم الذي تنقل إليه فإن الجسم يهاجمها مسببا تكسير هذه الكرات الغريبة، وهو ما يؤدي لمضاعفات خطيرة قد تنتهي (لا قدر الله) بالموت.
أغلبنا يعرف نظام ABO لفصائل الدم؛ حيث يتم تصنيف فصائل الأشخاص بحسب الوسمات antigens التي تبرزها الخلايا على سطحها إلى A , B , AB , O، وهذه الوسمات قادرة على استثارة الجهاز المناعي لمتلقي الدم، وإنتاج أجسام مناعية تهاجم تلك الخلايا الحاملة لوسمات غريبة عن الجسم، متى لم تكن كرات الدم الحمراء لمستقبل الدم تحتوي مثلها.
* هل تصنيف الفصائل ينحصر في نظام ABO؟
عندما يسألنا أحد عن الفصيلة فعادة لا نكتفي بالقول أن فصيلتنا A أو B أو... لكننا عادة ما نضيف أنها A موجبة أو سالبة، هذا الموجب أو السالب يعود لوسم آخر يحمله البعض، ولا يحمله البعض الآخر يسمى بعامل ريسوس Rhesus factor، لكن الأمر لم يقف عند ذلك فاليوم نعلم أن هناك 23 نظاما لفصائل الدم، وليس فقط النظامين اللذين ذكرناهما، يندرج تحت هذه الأنظمة مئات الفصائل المختلفة.
اقــرأ أيضاً
* ما السبب في ذلك التنوع؟
سواء كنت مؤمنا بالغائية، وأن وراء هذا العالم سببا ومثالية، أو كنت معتقدا في التطور، وأن كل صفة يستبقيها الكائن الحي فإنه يفعل تحت ضغط الطبيعة.. في كلا الحالين ستتساءل لماذا كان هذا التنوع؟ ما أسبابه؟ وما انعكاساته؟ وكيف يتميز أصحاب كل فصيلة عن أصحاب الفصائل الأخرى؟ وما الحكمة في أن تتنوع فصائلنا بهذا الشكل؟
وهذه أسئلة صعبة، اجتهد كثيرون في العثور على إجابة لها، لكن فيما يبدو لم نعثر بعد على إجابة شافية عنها.
* هل تشبه فصائل الدم خطوط الكف؟
يمسك العراف بكفك ثم يخبرك عن طالعك، هل يمكن من فصيلة دمك أن أخبرك هل ستكون تعيسا أم سعيد؟ لن أكون مبالغا إن قلت إننا نكاد نصل إلى هذه المرحلة، هناك الكثير مما هو غير ثابت ويتم تداوله بهذا الخصوص، هي أساطير لكن هناك من يؤمن بها تماما كما يؤمن أحدهم بعراف يخبرك بأدق أسرارك من قراءة مواقع نجمك.
على سبيل المثال تتناثر الشائعات أن أصحاب فصيلة الدم A هم أكثر ذكاء، أو أن أصحاب فصيلة الدم O لديهم أفضل أسنان، وما إلى غير ذلك من أمور غير مثبتة، أو علمية، أو صحيحة.
* متى ظهرت الفصائل؟
على الأغلب فإن أقدم إنسان كان يحمل فصيلة الدم A، ثم قبل 3.5 ملايين سنة ظهرت فصيلة الدم B، أما فصيلة الدم O فلم تظهر إلا منذ 2.5 مليون سنة نتيجة لطفرة جينية، جعلت كرات دم أصحاب هذه الفصيلة لا يحملون أيا من الوسمين A أو B، وهو ما يجعل أصحاب هذه الفصيلة قادرين على التبرع بالدم لأي فصيلة أخرى؛ لأن كراتهم الحمراء لا تحمل وسما قد تتعرف عليه المناعة كأجسام غريبة وتهاجمه.
* لماذا تنوعت الفصائل؟
من المعروف أن هناك طوال الوقت طفرات قد تحدث في الجينات، لكن أغلب هذه الطفرات يتم محوها لأنها لا تحمل أي مزايا بل ربما تكون ضارة، لكن فيما يبدو فإن الطفرات في فصائل الدم قد كانت مفيدة، وهو ما جعلها باقية حتى اليوم.
- تسود فصيلة الدم O في أفريقيا وبعض مناطق أخرى من العالم حيث الملاريا مرض متوطن، يعود ذلك إلى أن المرضى الحاملين لتلك الفصيلة يتعرضون لمضاعفات أقل عند إصابتهم بالملاريا، وهو ما يجعل لمن يحمل هذه الفصيلة فرصا أكبر في النجاة.
لكن لا يعني ذلك أن حمل فصيلة الدم O هو خير مطلق؛ فأصحاب هذه الفصيلة معرضون أكثر للإصابة ببعض البكتريا مثل بكتريا الهيلكوباكتر التي تسبب تقرحات المعدة، كما أنهم معرضون أكثر للإصابة بالطاعون.
- أما من يحملون فصيلة الدم A فمعرضون أكثر للإصابة بالجدري.
- ويبدو أن مناطق الصين وما حولها وبعض مناطق أسيا قد كانت عرضة لوبائي الجدري والطاعون عدة مرات، وهو سبب سواد أصحاب فصيلة الدم B الأكثر ممانعة لهما في تلك المناطق.
إلا أن بعض خصائص الفصائل إن لم يكن أغلبها أو جميعها لا تلقى تفسيرا، على سبيل المثال فإن أصحاب فصيلة الدم A هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، بينما أصحاب فصيلة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بقرح المعدة.
* فصائل الدم والعادات الغذائية
نشر بيتر دادامو المعالج بالطبيعة كتابه الشهير (كُل بشكل صحيح حسب نوعك)، ادعى فيه أن كل شخص يجب أن يأكل ما كان يأكله أجداده، وهو ما تحدده فصيلة دمه، فمن يأكل طعاما يتوافق مع فصيلة دمه فسيحظى بصحة أفضل وأمراض أقل.. وقد باع ذلك الكتاب سبعة ملايين نسخة، وترجم إلى 52 لغة، واعتبرته جريدة نيويورك تايمز وقتها من أفضل الكتب مبيعا.
ينصح دادامو أصحاب فصيلة الدم A بتناول أطعمة خالية من اللحوم، تعتمد في الأساس على الخضروات والفواكه والفول والبقوليات، هذا كان طعام الإنسان الأول الذي حمل تلك الفصيلة واعتمد على الجمع والالتقاط. يدعي دادامو أن حاملي هذه الفصيلة لهم مناعة حساسة لذا لا تناسبهم غير هذه الأطعمة.
أما أصحاب فصيلة الدم O فقد اعتمد أسلافهم الأوائل على الصيد، ينصحهم دادمو بتناول اللحوم والدواجن والأسماك والخضروات، وأن يقللوا من الحبوب والفول نظرا لمشاكل البطن التي يعانون منها.
أما أصحاب فصيلة الدم B فينصحهم بتناول البيض والخضروات الخضراء، وبعض أنواع اللحوم في وجبات قليلة الدهون، على أن يتجنبوا القمح والحنطة السوداء والعدس والفول السوداني والسمسم كما أن الدواجن تسبب كذلك المشاكل لهم.
أما أصحاب فصيلة الدم AB فعليهم بجبن التوفو النباتي المصنوع من حليب الصويا، ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية والخضروات فعصارتهم المعدية حموضتها ضعيفة. وعليهم تجنب اللحوم المدخنة والمعالجة والكافيين والكحوليات.
إدعاء دادامو افتقد رغم انتشاره الكبير إلى الدليل العلمي، وهو ما دفع العديدين لدراسة أمر هذه الوجبات وفصائل الدم، خاصة أن دادامو لم يترك مجالا للتفضيلات الشخصية فأجبر الجميع على أغذية معينة سواء أحبوها أم لا، بالإضافة إلى أنه في أحيان كثيرة قد دعم تناول أغذية غالية الثمن وصعبة الإعداد.
أشارت الدراسات إلى أن كلام دادامو بخصوص وجوب تناول أطعمة معينة لتناسب فصائل دم معينة غير صحيح على الإطلاق، الأطعمة التي تعتمد على الخضروات والفواكه لأصحاب فصيلة الدم A تحسن من الصحة بالفعل؛ لكن ذلك يحدث مع أي فصيلة دم تتناولها وليس مع فصيلة الدم A فقط.
في الحقيقة فتوصيات دادامو ضارة أحيانا كثيرة فعلى سبيل المثال مريض السكر عليه أن يتناول غذاءه بحسب دادامو بناء على فصيلة دمه، وليس على حالته الصحية، وهو ما يعني تداعيات خطيرة وأضرارا كبيرة.
أخيرا...
الدم هو عضو مهم من أعضاء الجسم، ووجوده يعني الحياة، التفت الإنسان إلى سره منذ قديم الأزل، التبرع بالدم يعني إنقاذ الكثير من الحيوات وإحياء للأنفس، ويتميز أصحاب فصيلة الدم O بأن بإمكانهم أن يتبرعوا لأي فصيلة أخرى في نظام ABO؛ لأن كراتهم الحمراء لا تحمل أي وسمات سواء لـ A أو لـ B، لكن بالطبع لا يجب إهمال وجود أنظمة أخرى للتصنيف، ووسمات أخرى يجب اختبارها هي أيضا قبل نقل الدم من أجل نقل دم آمن.
سبب تنوع الفصائل غير مؤكد حتى اللحظة بالرغم من وجود اجتهادات كثيرة، بل في أحيان كثيرة تخرج حقيقة تنسف كل جهود البحث في هذه المسألة مثل فصيلة الدم مومباي شديدة الندرة غير المفهومة أو المفسرة، والتي تمتلكها أعداد محدودة جدا قد لا تعدو المئات في كل العالم.
الثابت حتى اللحظة أن هناك ارتباطا ما بين بعض الأمراض وفصائل الدم، وهو ما يثير الباحثين ويدفعهم نحو المزيد من البحث.
اقرأ أيضاً:
كيف تُعالج صفراء الرضع؟
ما الفحوصات المختبرية في الثلث الأول من الحمل؟
رغم نقل الدم.. لا يزال فقر الدم موجوداً
لوقت قريب، حتى نهايات القرن التاسع عشر لم يكن أحد يعلم شيئا عن فصائل الدم تلك، كان هناك اعتقاد في أهمية الدماء، وأساطير عن قدرتها متى تناولها أحدهم على تجديد الشباب، لكن ممارسة نقل الدم ذاتها تأخر البشر كثيرا في إجرائها، وعندما أجروها كانت أحيانا تنقذ الحياة، لكن في كثير من الأحايين الأخرى تسبب الوفاة.
واستمر ذلك حتى تم الكشف عن مفهوم فصائل الدم في بدايات القرن العشرين، وأصبح مؤكدا أنه عند نقل الدم يجب أن ننقل فصيلة متوافقة؛ وإلا ستكون مضاعفات خطيرة تنتهي في أغلب الأحيان بالموت.
* ما هي فصائل الدم؟
هي أنواع مختلفة من البروتينات والغليكوبروتينات والغليكوليبيد، تبرزها كرات الدم الحمراء على سطحها، متى لم تكن متوافقة مع الجسم الذي تنقل إليه فإن الجسم يهاجمها مسببا تكسير هذه الكرات الغريبة، وهو ما يؤدي لمضاعفات خطيرة قد تنتهي (لا قدر الله) بالموت.
أغلبنا يعرف نظام ABO لفصائل الدم؛ حيث يتم تصنيف فصائل الأشخاص بحسب الوسمات antigens التي تبرزها الخلايا على سطحها إلى A , B , AB , O، وهذه الوسمات قادرة على استثارة الجهاز المناعي لمتلقي الدم، وإنتاج أجسام مناعية تهاجم تلك الخلايا الحاملة لوسمات غريبة عن الجسم، متى لم تكن كرات الدم الحمراء لمستقبل الدم تحتوي مثلها.
* هل تصنيف الفصائل ينحصر في نظام ABO؟
عندما يسألنا أحد عن الفصيلة فعادة لا نكتفي بالقول أن فصيلتنا A أو B أو... لكننا عادة ما نضيف أنها A موجبة أو سالبة، هذا الموجب أو السالب يعود لوسم آخر يحمله البعض، ولا يحمله البعض الآخر يسمى بعامل ريسوس Rhesus factor، لكن الأمر لم يقف عند ذلك فاليوم نعلم أن هناك 23 نظاما لفصائل الدم، وليس فقط النظامين اللذين ذكرناهما، يندرج تحت هذه الأنظمة مئات الفصائل المختلفة.
* ما السبب في ذلك التنوع؟
سواء كنت مؤمنا بالغائية، وأن وراء هذا العالم سببا ومثالية، أو كنت معتقدا في التطور، وأن كل صفة يستبقيها الكائن الحي فإنه يفعل تحت ضغط الطبيعة.. في كلا الحالين ستتساءل لماذا كان هذا التنوع؟ ما أسبابه؟ وما انعكاساته؟ وكيف يتميز أصحاب كل فصيلة عن أصحاب الفصائل الأخرى؟ وما الحكمة في أن تتنوع فصائلنا بهذا الشكل؟
وهذه أسئلة صعبة، اجتهد كثيرون في العثور على إجابة لها، لكن فيما يبدو لم نعثر بعد على إجابة شافية عنها.
* هل تشبه فصائل الدم خطوط الكف؟
يمسك العراف بكفك ثم يخبرك عن طالعك، هل يمكن من فصيلة دمك أن أخبرك هل ستكون تعيسا أم سعيد؟ لن أكون مبالغا إن قلت إننا نكاد نصل إلى هذه المرحلة، هناك الكثير مما هو غير ثابت ويتم تداوله بهذا الخصوص، هي أساطير لكن هناك من يؤمن بها تماما كما يؤمن أحدهم بعراف يخبرك بأدق أسرارك من قراءة مواقع نجمك.
على سبيل المثال تتناثر الشائعات أن أصحاب فصيلة الدم A هم أكثر ذكاء، أو أن أصحاب فصيلة الدم O لديهم أفضل أسنان، وما إلى غير ذلك من أمور غير مثبتة، أو علمية، أو صحيحة.
* متى ظهرت الفصائل؟
على الأغلب فإن أقدم إنسان كان يحمل فصيلة الدم A، ثم قبل 3.5 ملايين سنة ظهرت فصيلة الدم B، أما فصيلة الدم O فلم تظهر إلا منذ 2.5 مليون سنة نتيجة لطفرة جينية، جعلت كرات دم أصحاب هذه الفصيلة لا يحملون أيا من الوسمين A أو B، وهو ما يجعل أصحاب هذه الفصيلة قادرين على التبرع بالدم لأي فصيلة أخرى؛ لأن كراتهم الحمراء لا تحمل وسما قد تتعرف عليه المناعة كأجسام غريبة وتهاجمه.
* لماذا تنوعت الفصائل؟
من المعروف أن هناك طوال الوقت طفرات قد تحدث في الجينات، لكن أغلب هذه الطفرات يتم محوها لأنها لا تحمل أي مزايا بل ربما تكون ضارة، لكن فيما يبدو فإن الطفرات في فصائل الدم قد كانت مفيدة، وهو ما جعلها باقية حتى اليوم.
- تسود فصيلة الدم O في أفريقيا وبعض مناطق أخرى من العالم حيث الملاريا مرض متوطن، يعود ذلك إلى أن المرضى الحاملين لتلك الفصيلة يتعرضون لمضاعفات أقل عند إصابتهم بالملاريا، وهو ما يجعل لمن يحمل هذه الفصيلة فرصا أكبر في النجاة.
لكن لا يعني ذلك أن حمل فصيلة الدم O هو خير مطلق؛ فأصحاب هذه الفصيلة معرضون أكثر للإصابة ببعض البكتريا مثل بكتريا الهيلكوباكتر التي تسبب تقرحات المعدة، كما أنهم معرضون أكثر للإصابة بالطاعون.
- أما من يحملون فصيلة الدم A فمعرضون أكثر للإصابة بالجدري.
- ويبدو أن مناطق الصين وما حولها وبعض مناطق أسيا قد كانت عرضة لوبائي الجدري والطاعون عدة مرات، وهو سبب سواد أصحاب فصيلة الدم B الأكثر ممانعة لهما في تلك المناطق.
إلا أن بعض خصائص الفصائل إن لم يكن أغلبها أو جميعها لا تلقى تفسيرا، على سبيل المثال فإن أصحاب فصيلة الدم A هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة، بينما أصحاب فصيلة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بقرح المعدة.
* فصائل الدم والعادات الغذائية
نشر بيتر دادامو المعالج بالطبيعة كتابه الشهير (كُل بشكل صحيح حسب نوعك)، ادعى فيه أن كل شخص يجب أن يأكل ما كان يأكله أجداده، وهو ما تحدده فصيلة دمه، فمن يأكل طعاما يتوافق مع فصيلة دمه فسيحظى بصحة أفضل وأمراض أقل.. وقد باع ذلك الكتاب سبعة ملايين نسخة، وترجم إلى 52 لغة، واعتبرته جريدة نيويورك تايمز وقتها من أفضل الكتب مبيعا.
ينصح دادامو أصحاب فصيلة الدم A بتناول أطعمة خالية من اللحوم، تعتمد في الأساس على الخضروات والفواكه والفول والبقوليات، هذا كان طعام الإنسان الأول الذي حمل تلك الفصيلة واعتمد على الجمع والالتقاط. يدعي دادامو أن حاملي هذه الفصيلة لهم مناعة حساسة لذا لا تناسبهم غير هذه الأطعمة.
أما أصحاب فصيلة الدم O فقد اعتمد أسلافهم الأوائل على الصيد، ينصحهم دادمو بتناول اللحوم والدواجن والأسماك والخضروات، وأن يقللوا من الحبوب والفول نظرا لمشاكل البطن التي يعانون منها.
أما أصحاب فصيلة الدم B فينصحهم بتناول البيض والخضروات الخضراء، وبعض أنواع اللحوم في وجبات قليلة الدهون، على أن يتجنبوا القمح والحنطة السوداء والعدس والفول السوداني والسمسم كما أن الدواجن تسبب كذلك المشاكل لهم.
أما أصحاب فصيلة الدم AB فعليهم بجبن التوفو النباتي المصنوع من حليب الصويا، ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية والخضروات فعصارتهم المعدية حموضتها ضعيفة. وعليهم تجنب اللحوم المدخنة والمعالجة والكافيين والكحوليات.
إدعاء دادامو افتقد رغم انتشاره الكبير إلى الدليل العلمي، وهو ما دفع العديدين لدراسة أمر هذه الوجبات وفصائل الدم، خاصة أن دادامو لم يترك مجالا للتفضيلات الشخصية فأجبر الجميع على أغذية معينة سواء أحبوها أم لا، بالإضافة إلى أنه في أحيان كثيرة قد دعم تناول أغذية غالية الثمن وصعبة الإعداد.
أشارت الدراسات إلى أن كلام دادامو بخصوص وجوب تناول أطعمة معينة لتناسب فصائل دم معينة غير صحيح على الإطلاق، الأطعمة التي تعتمد على الخضروات والفواكه لأصحاب فصيلة الدم A تحسن من الصحة بالفعل؛ لكن ذلك يحدث مع أي فصيلة دم تتناولها وليس مع فصيلة الدم A فقط.
في الحقيقة فتوصيات دادامو ضارة أحيانا كثيرة فعلى سبيل المثال مريض السكر عليه أن يتناول غذاءه بحسب دادامو بناء على فصيلة دمه، وليس على حالته الصحية، وهو ما يعني تداعيات خطيرة وأضرارا كبيرة.
أخيرا...
الدم هو عضو مهم من أعضاء الجسم، ووجوده يعني الحياة، التفت الإنسان إلى سره منذ قديم الأزل، التبرع بالدم يعني إنقاذ الكثير من الحيوات وإحياء للأنفس، ويتميز أصحاب فصيلة الدم O بأن بإمكانهم أن يتبرعوا لأي فصيلة أخرى في نظام ABO؛ لأن كراتهم الحمراء لا تحمل أي وسمات سواء لـ A أو لـ B، لكن بالطبع لا يجب إهمال وجود أنظمة أخرى للتصنيف، ووسمات أخرى يجب اختبارها هي أيضا قبل نقل الدم من أجل نقل دم آمن.
سبب تنوع الفصائل غير مؤكد حتى اللحظة بالرغم من وجود اجتهادات كثيرة، بل في أحيان كثيرة تخرج حقيقة تنسف كل جهود البحث في هذه المسألة مثل فصيلة الدم مومباي شديدة الندرة غير المفهومة أو المفسرة، والتي تمتلكها أعداد محدودة جدا قد لا تعدو المئات في كل العالم.
الثابت حتى اللحظة أن هناك ارتباطا ما بين بعض الأمراض وفصائل الدم، وهو ما يثير الباحثين ويدفعهم نحو المزيد من البحث.
اقرأ أيضاً:
كيف تُعالج صفراء الرضع؟
ما الفحوصات المختبرية في الثلث الأول من الحمل؟
رغم نقل الدم.. لا يزال فقر الدم موجوداً