تشير نتائج تقرير جديد إلى أن اللياقة البدنية مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وحتى المستويات المعتدلة من اللياقة القلبية التنفسية توفر بعض الحماية. وقال الباحث في الدراسة إدوارد زامريني، من مركز واشنطن الطبي: "إحدى النتائج المثيرة لهذه الدراسة هي أنه مع تحسن اللياقة البدنية للأشخاص، انخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وأن النتائج تشير إلى أنه يمكن للناس العمل على إجراء تغييرات إضافية وتحسينات في لياقتهم البدنية، ما قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف".
وسيتم تقديم النتائج في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب 2022 في إبريل/ نيسان، وهي أكبر أكاديمية في العالم لأطباء الأعصاب والمتخصصين في علم الأعصاب، خلال الاجتماع السنوي الرابع والسبعين في سياتل.
كيف تمت الدراسة؟
حدد الباحثون 649605 أشخاص، متوسط أعمارهم 61 عامًا، وكان هؤلاء الأشخاص من المحاربين القدامى ولا يعانون من أي أعراض لمرض الزهايمر أو الاضطرابات ذات الصلة. وقاموا بتقسيم المشاركين إلى خمس مجموعات لياقة بدنية خاصة بالعمر، من الأقل لياقة إلى الأكثر لياقة، بناءً على معادلات الأيض القصوى التي تم تحقيقها أثناء اختبار جهاز المشي.
وفي النهاية وجد أن معدل خطر الإصابة بالزهايمر أو الاضطربات المتصلة به لدى الأشخاص ذوي اللياقة القلبية التنفسية الأقل يكون بمعدل 9.5 حالات لكل 1000 شخص/ سنة، مقارنة بمعدل 6.4 حالات لكل 1000 شخص/ سنة للمجموعة الأكثر لياقة.
وبعد ضبط العوامل التي يمكن أن تؤثر على خطر الاصابة بالزهايمر والاضطرابات المتصلة به، كانت المجموعات الأكثر لياقة أقل احتمالاً لتطوير الزهايمر بنسبة 33% والاضطرابات المتصلة به بنسبة 26%، في حين أن المجموعتين متوسطة ومنخفضة اللياقة كان 20% و13% من أفرادهما أقل عرضة للإصابة بالمرض، على التوالي.
وأضاف زامريني: "فكرة أنه يمكنك تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر ببساطة عن طريق زيادة نشاطك هي فكرة واعدة للغاية، خاصة أنه لا توجد علاجات كافية لمنع أو وقف تطور المرض، ونأمل في تطوير مقياس بسيط يمكن تخصيصه بشكل فردي حتى يتمكن الناس من رؤية الفوائد التي يمكن أن تحققها حتى التحسينات التدريجية في اللياقة".
اللياقة القلبية التنفسية هي العلامة الحيوية التالية
تعليقًا على النتائج، لاحظ شاهين إي. لاخان، وهو طبيب أعصاب في بوسطن، أنه "لعقود من الزمان ومع زيادة الدعم من دراسات مثل هذه، عرفنا أن الوقاية من الخرف تعتمد على السلوكيات الصحية للدماغ بما في ذلك اتباع نظام غذائي سليم، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، ونظام التمارين (الهوائية/ القلبية التنفسية/ رفع الأثقال)، والنوم الجيد، والارتباطات الاجتماعية والفكرية، بمعنى ما هو جيد للجسم يكون جيدا للدماغ". وقال لاخان "تجدر الإشارة إلى أن الإجراء الذي تمت دراسته هنا يتعلق باللياقة القلبية التنفسية، والتي ارتبطت بأمراض القلب والوفاة الناتجة عنها، والوفاة لأي سبب، والآن صحة الدماغ".
وأضاف: "قد تكون اللياقة البدنية القلبية المتنبئ القوي بعد معدل ضربات القلب وضغط الدم، والذي يمكن الأطباء من خلاله وضع خطة علاج شخصية، كما أصبحت القدرة على قياس لياقة القلب والجهاز التنفسي أمرا تقليديًا بدءًا من الآلات الثابتة الضخمة وصولاً إلى الأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعة أو الخاتم أو حتى أجهزة الآيفون والأندرويد".
وأضاف: "بدلاً من تتبع الوزن، والشكل، ومؤشر كتلة الجسم فقط، يمكن تتبع هذا المؤشر وتحسينه لزيادة تمكين الأفراد من تولي مسؤولية صحتهم". وتم دعم الدراسة من قبل المعهد الوطني للشيخوخة، والمعاهد الوطنية للصحة، ووزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية، والمركز الطبي في واشنطن العاصمة، وجامعة جورج واشنطن. ولم تكن هناك أي علاقات مالية ذات صلة.
* المصدر: