أشارت دراسة حديثة إلى أن نقص النوم عند الأطفال يؤثر على مزاجهم وصحتهم العامة، حتى لو كان ذلك بمقدار نصف ساعة.
وتفيد الدراسة إلى أن الأطفال عندما يفقدون 39 دقيقة فقط من النوم، يكون مستوى صحتهم العامة أقل بشكل ملحوظ، ولا يتأقلمون جيداً في المدرسة، وتتأثر نوعية حياتهم سلباً وبشكل ملحوظ.
كيف يمكن لقلة النوم أن تؤثر على طفلك؟
وفقاً للباحثين في الدراسة، لا يُعرف الكثير عن كيفية تأثر الأطفال الأصحاء بالحرمان من النوم، وكان هدفهم دراسة هذه القضية.
من أجل الدراسة، خضع الأطفال لأسابيع متناوبة من النوم المقيد (عدد ساعات نوم أقل) والنوم المطول (عدد ساعات نوم أكثر)، وكانت هناك فترة أسبوع واحد بين كل منها. وشارك في الدراسة 100 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، يتمتعون بصحة جيدة، ولا يعانون من مشكلات في النوم.
وتم تغيير أوقات نوم الأطفال بحيث تكون إما ساعة واحدة متأخرة عن المعتاد (النوم المقيد) أو قبل ساعة واحدة (النوم المطول)، وبقي الأطفال يستيقظون في أوقاتهم المعتادة.
ثم طلب الباحثون من الآباء والأطفال على حد سواء تقييم نوعية الحياة المتعلقة بصحة الأطفال باستخدام استبانات مختلفة.
ما وجده الباحثون هو أن قلة النوم، حتى ولو لمدة أسبوع، يمكن أن تقلل من جودة الحياة المتصورة للطفل ووالديه عند الأطفال، وكانت هناك تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة الجسدية وكذلك القدرة على التكيف مع البيئة المدرسية، ومن غير المعروف كيف يمكن أن تؤثر هذه النتائج على الأطفال على المدى الطويل أو في مجموعة سكانية أكثر تنوعاً.
لماذا تعد نتائج هذه الدراسة مهمة؟
تعد هذه دعوة لزيادة وعي الآباء الذين يجب أن يأخذوا أهمية النوم بجدية أكبر لكل من أطفالهم وأنفسهم. من خيارات الطعام إلى التمارين إلى مهارات التأقلم والمشاركة الاجتماعية، يمكن أن تتأثر جميع مكونات الحياة الصحية إيجاباً أو سلباً بالنوم.
هذه الدراسة بالذات مهمة لأن معظم الدراسات من هذا النوع قد شملت أطفالًا يعانون من اضطرابات النوم. أظهرت هذه الدراسة الجديدة وجود علاقة مباشرة بين تقييد النوم ونوعية الحياة المرتبطة بالصحة لدى الأطفال الأصحاء.
يوضح هذا أن جميع الأطفال يحتاجون إلى كمية ونوعية كافية من النوم للحفاظ على شعورهم بالصحة والقدرة على التكيف مع البيئة المدرسية.
كيف تساعد طفلك على النوم بشكل أفضل؟
لا بد من جعل النوم أولوية لدى الأطفال والكبار أيضاً، ويعني هذا أنه لا بد من جميع أفراد العائلة أن يطوروا عادات نوم صحية خاصة عندما يتعلق الأمر بالانفصال عن الأجهزة كالموبايل أو التلفاز، حيث يمكن أن يؤدي التعرض للضوء الأزرق أثناء النوم، مثل ما تولده الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى، إلى إرسال إشارة إلى الدماغ تفيد بأن الوقت قد حان للاستيقاظ، مما يتسبب في صعوبة النوم.
إضافة إلى ذلك، يجب على الآباء تحديد مواعيد نوم منتظمة، والحفاظ عليها بحيث توفر لأدمغة وأجسام الأطفال التي لا زالت في طور النوم قدراً كافياً من الراحة.
المصدر: