داء كرون هو شكل من أشكال مرض التهاب الأمعاء الذي يؤثر بشكل شائع على الأمعاء الدقيقة والقولون، ولكنه يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي والأعضاء ذات الصلة به، بما في ذلك الكبد. وقد ثبت أن الأشخاص المصابين بداء كرون هم أكثر عرضة للإصابة بتلف الكبد. لكن، يمكن لفحوصات الدم الروتينية أن تعطي نظرة ثاقبة لوظائف الكبد لديك، وتحدد ما إذا كان قد حدث أي ضرر يمكن تلافيه قبل حدوث مضاعفات.
وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث حول داء كرون وجميع الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى تلف الكبد، فإننا جمعنا إجابات لبعض الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة في منع مشكلات الكبد الخطيرة إذا كنت مصابًا بمرض كرون.
كيف يؤثر مرض كرون على الكبد؟
تلعب عدة عوامل دورًا في حدوث تلف الكبد لدى الأشخاص المصابين بداء كرون. قد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات في الكبد بسبب الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة للتحكم في مرض كرون، ولكن قد يتسبب سوء التغذية أو صعوبة امتصاص العناصر الغذائية والالتهابات المرتبطة بمرض كرون أيضًا في تلف الكبد.
ويمكن أن تحدث مشكلات الكبد في أي وقت لدى الأشخاص المصابين بداء كرون، وقد تتطور مجموعة متنوعة من الحالات لديهم، مثل:
- مرض الكبد الدهني وهو أكثر أمراض الكبد شيوعًا.
- التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- أيضا، قد يحدث التهاب الأقنية الصفراوية الأولي (PSC)، وعلى الرغم من أن هذه الحالة نادرة في الأشخاص المصابين بداء كرون، فإنها قد تكون خطيرة للغاية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وربما يتطلب عملية زرع كبد.
- وتعد حصوات المرارة من المضاعفات الأكثر شيوعًا لمن يعانون من مرض كرون. تشكُّل حصوات يمكن أن يؤدي إلى انسداد القنوات الصفراوية مما يؤدي إلى الشعور بالألم والغثيان والقيء. قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالتها.
- أخيرا، تلف الكبد.
وفي كثير من الأحيان، لا يعاني الأشخاص المصابون بمرض كرون من أي أعراض، وستظهر العلامة الأولى لأي مشكلات في الكبد في نتائج فحص الدم. لكن، يجب على كل شخص مصاب بمرض كرون الانتباه لعلامات تلف الكبد، بما في ذلك:
- انخفاض الطاقة أو التعب.
- اليرقان.
- سهولة الإصابة بكدمات.
- احتباس السوائل.
- ألم أو امتلاء في الجزء العلوي الأيمن من البطن.
هل لأمراض الأمعاء الالتهابية تأثير مختلف على الكبد عن تأثير كرون؟
أمراض الأمعاء الالتهابية هو مصطلح شامل لمجموعة متنوعة من الحالات بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. غالبًا ما ترتفع إنزيمات الكبد لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، بما في ذلك المصابون بمرض كرون. وفي الواقع، يُظهر ما يصل إلى 30٪ من مرضى أمراض الأمعاء الالتهابية اختبارات غير طبيعية للكبد. عادةً ما تعود مستويات إنزيمات الكبد إلى الحالة الطبيعية بدون تدخل طبي، ولكن من المهم مراقبتها لضمان عدم حدوث حالات خطيرة في الكبد.
اعتمادًا على حالة مرض التهاب الأمعاء التي تعاني منها، من المرجح أن تحدث بعض أمراض الكبد. على سبيل المثال، يكون التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي (PSC) أكثر شيوعًا لدى المصابين بالتهاب القولون التقرحي من مرض كرون.
كيف تمنع تلف الكبد بسبب داء كرون؟
إذا كنت مصابًا بمرض كرون، فمن المهم التأكد من إجراء فحوصات الدم بانتظام لرصد مشكلات الكبد، خاصة إذا كنت تتناول أدوية معينة. يمكن أن تضمن معرفة مستويات أنزيمات الكبد لديك اكتشاف التغييرات في نشاط الكبد في وقت قريب بما يكفي لمنع حدوث أضرار جسيمة. يمكنك أيضًا المساعدة في منع تلف الكبد عن طريق تجنب مسببات الالتهاب.
إذا أظهرت الاختبارات أنك مصاب بمرض الكبد الدهني، فقد يُنصح بفقدان الوزن. وقد يقترح الأطباء أيضًا أدوية لتحسين التحكم في مستويات الكوليسترول لديك. ويمكن أن يساعد اتخاذ هذه الإجراءات في علاجك قبل حدوث تلف دائم في الكبد.
كيف تتعامل مع تلف الكبد والألم وأنت مصاب بداء كرون؟
في حالة حدوث تلف في الكبد، من المهم للغاية الحصول على المساعدة لمنع حدوث مزيد من الضرر للكبد ومنع تراكم السموم في الدم والدماغ. وسيقترح الأطباء تغييرات على أدويتك وتعديلات في نظامك الغذائي. يمكن أن يساعد ذلك في معالجة أي اختلالات وتقليل الالتهاب.
وعادةً ما يؤدي السيطرة على الالتهابات في الجسم إلى تقليل الآلام وتقليل المضاعفات الإضافية لتلف الكبد. وفي الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الأجزاء التالفة من القولون، أو لإجراء عملية زرع كبد إذا لم تساعد الأدوية وتغيير نمط الحياة.
الخلاصة..
الأشخاص المصابون بداء كرون أكثر عرضة للإصابة بتلف الكبد، فإذا كنت مصابًا بمرض كرون، فمن المهم إجراء فحوصات الدم بانتظام للتحقق من أداء الكبد، لأن عديدًا من حاملي المرض قد لا تظهر عليهم أعراض حتى يتم اكتشاف الضرر، وقد يكون ضررا جسيما. ومن المهم اتباع أسلوب نمط حياة صحي، ويشمل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن التدخين والكحوليات.
المصادر:
