لا يكون انخفاض ضغط الدم مدعاة للقلق في معظم الحالات، لكن في حالات نادرة، يمكن أن يدل على حالة الصدمة، وفي هذه الحالة قد يتطلّب الأمر عناية طبية طارئة.
يحدث انخفاض ضغط الدم عندما يكون ضغط دم الشخص أقل من المستويات الطبيعية، ولا تُعدّ هذه مشكلة في معظم الحالات، ولا يدرك البعض أن ضغط الدم لديهم منخفض، وقد يلاحظ الأطباء ذلك فقط إذا بدأت بعض الأعراض في الظهور.
في هذا المقال سنتعرّف على الحالات التي يكون فيها انخفاض ضغط الدم حالة طارئة، بالإضافة إلى الأعراض والأسباب، وخيارات العلاج المُمْكِنة.
متى يكون انخفاض ضغط الدم حالة طارئة؟
في كثير من الحالات، لا تُعد قراءات انخفاض ضغط الدم مدعاة للقلق، فقد لا يدرك الشخص المصاب بانخفاض ضغط الدم أن ضغط دمه منخفض، لأن ذلك لا يسبِّب أعراضًا في كثير من الحالات. لا توجد نقطة محددة يصبح عندها ضغط الدم منخفضًا جدًا، أو منخفضًا بشكل خطير، كما يختلف هذا من شخص لآخر.
يعتبر معظم الأطباء انخفاضَ ضغط الدم المزمن خطيرًا فقط إذا تسبَّب في أعراض أخرى، وقد تكون بعض الأعراض الشديدة التي تظهر فجأة مدعاة للقلق. تختلف أعراض انخفاض الضغط من شخص لآخر، وعادة ما تشمل على:
- الدوخة أو الدُوَار.
- صعوبة في التركيز.
- الإغماء.
- الغثيان.
- التعب.
- الجفاف.
- عدم وضوح الرؤية.
- قد يكون الجلد شاحبًا ورطبًا.
- التنفس السريع.
- الاكتئاب.
إذا كان الشخص يعاني من أي من هذه الأعراض، فعليه استشارة الطبيب. تتضمن بعض العلامات المُقلقة المصاحبة للانخفاض الشديد في ضغط الدم، والتي يجب البحث عنها ما يلي:
- التنفّس بشكل سريع وصعب.
- نبض ضعيف جدًا وسريع.
- جلد بارد ورطب.
- فقدان الوعي.
- ازرقاق الجلد.
يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض طلب العناية الطبية الطارئة.
الحالات الطبية المرتبطة بانخفاض الضغط
قد تلعب عدد من الحالات الطبية والمشكلات الصحية دورًا في انخفاض ضغط الدم. وتشمل هذه على:
- اختلاطات الحمل.
- فقدان الدم.
- نقص شديد في المُغذّيات والفيتامينات.
- وجود نزيف داخلي.
- تناول بعض الأدوية.
- مشكلات قلبية.
- اضطرابات في عمل الغدد الصماء (الهرمونات).
- اختلاطات السكري.
- الالتهابات الشديدة، مثل الصدمة الإنتانية أو تجرثم الدم.
- كما قد يساهم الاستلقاء لفترات طويلة أيضًا في انخفاض ضغط الدم.
يجب على أي مصاب بهذه الحالات ويعاني من أعراض انخفاض في ضغط الدم استشارة الطبيب بانتظام، لمراقبة مشكلته الصحية، وتأثيرها على ضغط الدم.
المجالات الطبيعية لضغط الدم
المجال الطبيعي لضغط الدم لدى معظم البالغين هو 120/80 ملليمترًا من الزئبق (ملم زئبق). المجالات الأعلى لضغط الدم هي ارتفاع الرقم الانقباضي الذي يزيد عن 130، أو الرقم الانبساطي الذي يزيد عن 80. تشير هذه الأرقام الأعلى إلى ارتفاع ضغط الدم التي يجب على المصاب محاولة خفضها.
لا توجد نقطة محددة لما يعتبره الأطباء انخفاضًا في ضغط الدم، وقد يختلف من شخص لآخر.
بشكل عام، يكون ضغط الدم منخفضًا لدى البالغين إذا كان أقل من 90/60 ملم زئبق. ولكن، حتى في هذه المستويات، قد لا يعاني بعض الأشخاص من أية أعراض.
قد يكون علاج انخفاض ضغط الدم ضروريًا فقط في حالة ظهور الأعراض، وهو مؤشر على أن انخفاض ضغط الدم قد يؤثّر على الجسم.
الوقاية من انخفاض ضغط الدم
لا يعد انخفاض ضغط الدم في حد ذاته مدعاة للقلق بشكل عام، إلا إذا انخفض بشدة، وبدأ في التسبّب بظهور الأعراض. يساعد التعامل مع أي مشكلات صحية تؤثر على ضغط الدم في منع انخفاضه وتدهوره بشكل كبير.
على سبيل المثال، يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية ارتفاع ضغط الدم مراقبة جرعاتهم، ومتابعة قياس ضغط الدم لديهم للتأكد من أن الضغط لا ينخفض بشكل كبير. إذا بدأ ضغط الدم في الانخفاض أقل من المعتاد، يجب على المريض استشارة الطبيب. قد يرى الطبيب حاجة إلى تعديل جرعة الدواء، أو التحقق من التفاعلات المحتملة للدواء مع أي شيء آخر قد يتناوله المُصاب.
علاج انخفاض ضغط الدم
في بعض الحالات، لا يحتاج انخفاض ضغط الدم إلى علاج، فقد يكفي تطبيق بعض التوصيات والعلاجات البسيطة المتعلقة بنمط الحياة، والتي تشمل:
- شرب مزيد من السوائل.
- تغيير طريقة جلوس الشخص.
- النهوض ببطء من وضعية الاستلقاء أو الجلوس إلى وضعية الوقوف لتجنب هبوط الضغط في وضعية الانتصاب.
- إجراء تغييرات غذائية.
- ارتداء الجوارب الضاغطة.
- قد يوصِي الأطباء أيضًا بإجراء تغييرات في بعض الأدوية، مثل تعديل الأدوية لارتفاع ضغط الدم إذا أدت إلى انخفاض ضغط الدم بشكل خطير.
طلب العناية الطبية الطارئة
إذا عانى المُصاب من انخفاض في ضغط الدم إلى جانب أعراض مقلقة، مثل فقدان الوعي والارتباك الذهني وتسرع معدل النبض والتنفس السريع والضعيف، فعليه طلب العناية الطبية الفورية.
في غرفة الطوارئ، قد يطرح الأطباء أسئلة حول التاريخ الطبي للمصاب، أو الأدوية التي يتناولها، والتحري عن وجود أي عدوى أو حوادث قد أصيب بها. يمكنهم أيضًا إجراء اختبارات للتحقق من معدل ضربات القلب وضغط الدم، واختبارات التصوير لفحص الجسم والأعضاء الداخلية بحثًا عن مشكلات أخرى.
حتى إذا كان الشخص يعاني من أعراض خفيفة وليست شديدة، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، فربما يتعيّن عليه استشارة الطبيب في بعض الأحيان.
قد يرى الطبيب ضرورة مراقبة الأعراض وفحص ضغط الدم لإجراء أي تشخيص ضروري وتنظيم العلاج. بصرف النظر عن هذه الأحداث، قد يعاني الشخص من انخفاض بسيط في ضغط الدم ويتمتّع بصحة جيدة، ولا يسبب هذا الانخفاض له أية أعراض.
المصادر: