يؤثر مرض كرون والداء البطني (Celiac Disease) في الجهاز الهضمي، ويسببان التهابًا في الأمعاء، ويؤديان إلى ظهور أعراض متشابهة إلى حد ما، ولكن يختلف المرضان في المسببات والعلاج.
يمكن تحديد محفزات الالتهاب في المرض البطني والأعراض التي يُصاب بها المريض، ولكن في مرض كرون تكون محفزات الالتهاب غير معروفة، كما وتختلف أساليب علاج كل منهما، ولهذا من الضروري التفرقة بينهما كي نحصل على العلاج الأنسب للحالة التي نمر بها. فما الفرق بينهما؟
ما مرض كرون؟
يُعرف مرض كرون بأنه مرض التهابي يصيب الأمعاء، ويؤدي إلى ظهور أعراض هضمية، إذ يصيب الالتهابُ في مرض كرون مناطقَ من الأمعاء تختلف من شخص للآخر، ولكنه يؤثر في الأمعاء الدقيقة في أكثر الحالات، وقد ينتشر هذا الالتهاب إلى أنسجة أعمق في الجهاز الهضمي. يسبب مرض كرون أعراضًا مختلفة منها:
- ألم المعدة.
- الإسهال.
- الغثيان.
- تقرحات في الفم.
- انخفاض الشهية.
- خسارة الوزن.
- ظهور دم في البراز.
لا تعرف مسببات مرض كرون حتى الآن، ولكن يُعتقد أن الجينات تلعب دوراً، ففرص الإصابة تزداد عند الأشخاص الذين لديهم أقرباء مصابون بالمرض، ولكنه بالطبع يصيب أيضاً من ليس لديهم تاريخ عائلي بالمرض، ويعتقد الباحثون أيضاً أن الإصابة بعدوى هضمية فيروسية أو بكتيرية قد تحفز بداية المرض بسبب خلل في استجابة المرض للعدوى، إذ تبدأ الخلايا المناعية بمهاجمة أنسجة الجهاز الهضمي، ولكن لم تثبت هذه العلاقة بعد.
لا تعرف أيضاً محفزات الالتهاب والعوامل التي تسهم في تفاقم أو تزايد الالتهاب، ولكن قد يكون للنظام الغذائي والتوتر دور هنا، وهذا يختلف من شخص لآخر.
يؤدي تفاقم مرض كرون إلى ظهور أعراض التهابية خارج الجهاز الهضمي منها:
- التهاب الجلد.
- التهاب العينين.
- التهاب المفاصل.
- التهاب الكبد وقنوات الصفراء.
- حصى الكلى.
- فقر الدم.
- تأخر النمو عند الأطفال.
لا يمكن الشفاء من مرض كرون، وإنما يركز العلاج على الحد من مستويات الالتهاب في الأمعاء، وذلك من خلال الأدوية المضادة للاتهاب، ومثبطات المناعة، وأدوية أخرى تؤثر في الاستجابة المناعية وتُعرف بالأدوية الحيوية. قد تُعطى بالطبع علاجات أخرى للسيطرة على الأعراض التي يسببها المرض، مثل الإسهال والألم، وتعويض بعض العناصر الغذائية، وقد يحتاج بعض المصابين بالمرض إلى عملية جراحية لاستئصال جزء متضرر من الأمعاء، ولكن فوائد العملية تكون مؤقتة ولا تشفي المرض بشكل نهائي.
ما الداء البطني؟
يُعرف الداء البطني أيضاً بأنه مرض التهابي يصيب الأمعاء، إذ يهاجم جهاز المناعة أيضاً الأمعاء، ولكن قد يحدث هذا في أيضاً الداء البطني عند تناول المريض أطعمة محتوية على الجلوتين، مثل القمح والشعير. يسبب تناول الجلوتين عند المصابين بالداء البطني أعراضاً تشبه تلك التي تنجم عن مرض كرون، ومنها:
- ألم البطن.
- الإسهال أو الإمساك.
- الغازات والانتفاخ.
- عسر الهضم.
- خسارة الوزن.
كما هو الحال في مرض كرون، فإن السبب الرئيسي للإصابة بالداء البطني غير معروف، وقد يكون بسبب الوراثة أو عوامل بيئية أخرى، ولكن محفزات نوبات الالتهاب معروفة هنا على الأقل، وهي كما ذكرنا الأطعمة المحتوية على الجلوتين، إذ تسبب هذه المادة عند تناولها استجابة مناعية في الجسم تدفع الخلايا المناعية إلى مهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة.
قد يسبب الداء البطني أيضاً أعراضاً خارج نطاق الجهاز الهضمي، ومن هذه الأعراض:
- التهاب في الجلد يسبب طفحًا وحكة.
- تعب وإرهاق.
- اضطرابات تؤثر في التوازن والكلام.
محفزات الالتهاب في الداء البطني والأطعمة التي تحتوي عليه معروفة، وهناك بدائل لهذه الأطعمة متوفرة بسهولة، ولذلك فإن علاج الداء البطني الرئيسي يعتمد على تفادي تناول أي نوع من الأطعمة المحتوية على الجلوتين، ولو بكميات قليلة، وذلك لأن الالتهاب المستمر، حتى لو كان طفيفاً يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطرة.
قد ينصح بعلاجات أخرى بالإضافة إلى نظام غذائي خالٍ من الجلوتين، وذلك حسب الحالة، إذ قد يسبب الداء البطني أحياناً ضعف المناعة بسبب تأثيراته على الطحال، ولهذا قد يوصى بأخذ لقاحات لتعزيز مناعة الجسم، مثل لقاح الإنفلونزا الموسمي، وقد يوصى بتناول مكملات غذائية لضمان حصول الجسم على القدر الكافي من العناصر الغذائية التي يحتاجها.
المصدر: