لا يكاد يمرّ يوم علي في العيادة إلا وألمح آثار تلك العادة البغيضة على جسد طفل أو أكثر، إنها عادة الكي (Cauterization) للشفاء من الأمراض، هكذا يظن أهل الأطفال الذين أقحموا أولادهم في هذه التجربة العنيفة.
اقــرأ أيضاً
وما إن يستشعر بعض الأهالي بتكرر مرض بسيط كالزكام أو التهاب اللوزتين لدى أبنائهم، وليس قطعا مرضاً عضالاً أعجز الطب والأطباء، إلا ويبدؤون بالإصغاء للأصوات العديدة الناصحة من جار أو جدة أو صديق، ضاربين عرض الحائط بنصائح الطبيب وتطميناته، ومعرضين أطفالهم لتجربة قاسية أليمة سواء أثناء حدوثها أو في تبعاتها.
* الفارق بين الدجل والشعوذة والطب البديل والتكميلي؟
انتشرت عادة الكي في الأزمنة البعيدة قبل ظهور ما يسمى الطب الحديث، ورافقتها طرق كثيرة أُطلق على حاضنتها مسمى الطب الشعبي، وهي موجودة إلى اليوم في مختلف أقطارنا العربية، وغالبها كانت وما تزال تحمل طابع الدجل والشعوذة، وتفتقر إلى الرحمة والرأفة بحال المرضى الذين يكفيهم ما فيهم من أمراض.
ونحن في معرض هذا الحديث لا ننكر دور الطب البديل؛ والذي اصطلح على تسميته مؤخرا بالطب التكميلي، لأنه ليس بديلا عن الطب بل مكملاً لطرائق الطب الحديث وعلاجاته بالاستخدام المدروس لبعض المواد والأعشاب بكميات وجرعات مدروسة يصفها الطبيب الذي خضع للتدريب في هذا المجال لا بعض الجهال الذين امتهنوا عبثا مهنة الطبيب الشعبي، وهم لا يفقهون في أي مما يصفون تركيبا أو ضررا محتملا.
* بعض الحالات التي أستقبلها أحياناً تكون قد كُويت للتو، فهل نستطيع تخيل طفل لم يبلغ أسبوعه الثاني من العمر مكوياً بحديدة في بطنه في أكثر من عشرين نقطة، ولمَ؟
يرمي أحد الوالدين عندما نعاتبه اللوم في الغالب على قبول الطرف الآخر، وعلى أهل الطرف الآخر، ونضطر لإعطاء المراهم المضادة والمرممة لعلاج تلك الحروق العميقة، وفي حال تجاوزت الحروق مساحة معينة من الجلد فإننا نضطر إلى تحويل الطفل إلى قسم الحروق في المستشفى ليتلقى السوائل الوريدية؛ فمساحة الحروق عندما تتجاوز نسبة معينة تؤدي إلى ضياع سوائل وأملاح الجسم، مما قد يسبب جفافاً واضطراباً في نسبة أملاح الدم قد تنتهي بصدمة في جهاز الدوران الدموي، ناهيكم عن إمكانية تلوث هذه الحروق بالبكتيريا والتي قد تفضي إلى تسمم قاتل في الدم.
اقــرأ أيضاً
* وماذا عن الندبات الدائمة لتلك الحروق في الجسم؟
إنها مدعاة خجل في نفس المكوي أو المكوية اللذين لم نستشرهما قبل أن نحرق جسديهما بالنار، ووصفة تخلف وعار في جبين أهاليهما تعبر عن بدائيتهم وعدم تماشيهم مع تطور العلم وتقدم الحضارة الإنسانية.
أعزائي يا من لا تتوقفون عن إصدار النصائح الطبية المجانية لمن حولكم، كفوا نصائحكم فنصائحكم قد تقتل أطفالنا.
وأعزائي الأهالي قد يحاسبكم أطفالكم يوماً على اضطهادهم بما فعلتم ولو باللوم.
وأعزائي أصحاب القرار الصحي في مختلف دولنا، يجب أن تستصدر قوانين قابلة للتطبيق الجدي تجرم الآباء والأمهات وتسحب منهم الحق في تعريض أطفالهم للخطر عن طريق تلك الممارسات، ومن ثم الإيعاز لكل الكوادر الطبية في المراكز الطبية والمشافي بتسجيل تلك الوقائع والإبلاغ عنها، وحتى يحاسب المسؤولين عن تلك الأعمال الشنيعة أهلاً كانوا أو ناصحين أو ممارسين منفذين.
ونحن في معرض هذا الحديث لا ننكر دور الطب البديل؛ والذي اصطلح على تسميته مؤخرا بالطب التكميلي، لأنه ليس بديلا عن الطب بل مكملاً لطرائق الطب الحديث وعلاجاته بالاستخدام المدروس لبعض المواد والأعشاب بكميات وجرعات مدروسة يصفها الطبيب الذي خضع للتدريب في هذا المجال لا بعض الجهال الذين امتهنوا عبثا مهنة الطبيب الشعبي، وهم لا يفقهون في أي مما يصفون تركيبا أو ضررا محتملا.
* بعض الحالات التي أستقبلها أحياناً تكون قد كُويت للتو، فهل نستطيع تخيل طفل لم يبلغ أسبوعه الثاني من العمر مكوياً بحديدة في بطنه في أكثر من عشرين نقطة، ولمَ؟
يرمي أحد الوالدين عندما نعاتبه اللوم في الغالب على قبول الطرف الآخر، وعلى أهل الطرف الآخر، ونضطر لإعطاء المراهم المضادة والمرممة لعلاج تلك الحروق العميقة، وفي حال تجاوزت الحروق مساحة معينة من الجلد فإننا نضطر إلى تحويل الطفل إلى قسم الحروق في المستشفى ليتلقى السوائل الوريدية؛ فمساحة الحروق عندما تتجاوز نسبة معينة تؤدي إلى ضياع سوائل وأملاح الجسم، مما قد يسبب جفافاً واضطراباً في نسبة أملاح الدم قد تنتهي بصدمة في جهاز الدوران الدموي، ناهيكم عن إمكانية تلوث هذه الحروق بالبكتيريا والتي قد تفضي إلى تسمم قاتل في الدم.
* وماذا عن الندبات الدائمة لتلك الحروق في الجسم؟
إنها مدعاة خجل في نفس المكوي أو المكوية اللذين لم نستشرهما قبل أن نحرق جسديهما بالنار، ووصفة تخلف وعار في جبين أهاليهما تعبر عن بدائيتهم وعدم تماشيهم مع تطور العلم وتقدم الحضارة الإنسانية.
أعزائي يا من لا تتوقفون عن إصدار النصائح الطبية المجانية لمن حولكم، كفوا نصائحكم فنصائحكم قد تقتل أطفالنا.
وأعزائي الأهالي قد يحاسبكم أطفالكم يوماً على اضطهادهم بما فعلتم ولو باللوم.
وأعزائي أصحاب القرار الصحي في مختلف دولنا، يجب أن تستصدر قوانين قابلة للتطبيق الجدي تجرم الآباء والأمهات وتسحب منهم الحق في تعريض أطفالهم للخطر عن طريق تلك الممارسات، ومن ثم الإيعاز لكل الكوادر الطبية في المراكز الطبية والمشافي بتسجيل تلك الوقائع والإبلاغ عنها، وحتى يحاسب المسؤولين عن تلك الأعمال الشنيعة أهلاً كانوا أو ناصحين أو ممارسين منفذين.