ما هو السماق؟
يأتي بهار السماق من شجيرة صغيرة مزهرة تنتمي إلى الفصيلة البطمية، والتي ينتمي إليها أيضًا الكاجو والمانجو، وتخرج أزهار السماق مع بداية الصيف، وتنضج الثمار في شهري أغسطس وسبتمبر، وتنمو الثمار في هيئة عناقيد عنبية مخروطية الشكل، وهي ثمار صغيرة كالتوت تتميز بلون أحمر داكن يميل إلى البنفسجي.
ولتحضير بهار السماق، تُجفف هذه الثمار وتُسحق، ويتميز السماق بنكهة لاذعة وحامضة تشبه الليمون، لذلك يُضاف إلى تتبيلة وصفات كثيرة ومتنوعة. ويوجد نوع آخر من السماق يُعرف بالسماق الأبيض، وينمو في معظم الولايات الأميركية، وكان يُستخدم من قبل السكان الأصليين لأميركا في تحضير أطباقهم المختلفة، وتم استخدامه في ذلك الوقت بشكل واسع بسبب القيمة الغذائية للسماق وفوائده العديدة.
القيمة الغذائية للسماق
القيمة الغذائية للسماق بسبب احتواء الثمرة على نسبة مرتفعة من أحماض الستريك (الليمون)، والأسيتيك (الخل)، والماليك (التفاح)، وهو ما يكسبه المذاق اللاذع والحامض، ويحتوي السماق أيضًا على نسبة مرتفعة من العفص (التانين، وهو مادة فينولية تقوم بترسيب البروتينات ومختلف المركبات العضوية منها الأحماض الأمينية والقلويدات)، وخاصة في أنواعه التي تنمو في إيطاليا، كما أنه يحتوي على عدة فيتامينات، وخاصة الفيتامين ج، وتوجد في السماق أيضًا نسبة معقولة من المعادن، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والفوسفور.
تحتوي ملعقة صغيرة (حوالي 2.7 غرام) من السماق على:
- 0.4 غرام من البروتين.
- 0.9 غرام من الألياف.
- 1.3 غرام من النشويات.
- 0.1 غرام من الدهون المشبعة.
- 77 ملليغرامًا من الصوديوم.
- 53 ملليغرامًا من البوتاسيوم.
- لا يحتوي السماق على الكولسترول، وتحتوي ملعقة صغيرة منه على حوالي 7 سعرات حرارية.
الفوائد الصحية للسماق
-
يحتوي على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة
يحتاج الجسم إلى مضادات الأكسدة للقضاء على الجذور الحرة المسؤولة عن تلف خلايا الجسم المختلفة، وللحد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة المختلفة، مثل أمراض القلب وداء السكري والسرطان، وهناك أيضاً أدلة على أن مضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة مثل السماق قد تلعب دروراً في تقليل الالتهاب.
ويعد السماق أحد أغنى التوابل بمضادات الأكسدة، وفي دراسة أُجريت عام 2015 على فئران المعمل، أظهرت النتائج فاعلية السماق في الحد من مضاعفات داء السكري بسبب المواد المضادة للأكسدة، ويحتوي السماق على مجموعة واسعة من المركبات الكيميائية ذات النشاط المضاد للأكسدة القوي بما في ذلك العفص، والأنثوسيانين والفلافونويد.
-
يخفض نسبة الكولسترول في الدم
تعد نسبة الكولسترول المرتفعة أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات أُجريت على البشر، فإن الدراسات التي أُجريت على الحيوانات تشير إلى فاعلية السماق في خفض نسبة الكولسترول المرتفعة التي تسببها الحمية الغذائية المليئة بالكولسترول، وهذا يرجع إلى القيمة الغذائية للسماق فهو لا يحتوي على الكولسترول أبداً.
-
ينظم نسبة السكر في الدم
تسبب نسبة السكر المرتفعة في الدم أعراضًا صحية مختلفة، منها الإرهاق والصداع وكثرة التبول والشعور المستمر بالعطش، وقد يسبب الارتفاع المستمر لنسبة السكر في الدم مضاعفات أكثر خطورة، مثل التهاب الأعصاب واضطرابات الكلى.
وأظهرت دراسة أُجريت على 42 شخصًا من مرضى داء السكري أن تناوُل ثلاثة غرامات من بهار السماق يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أدى إلى خفض نسبة السكر في الدم بحوالي 13%، وتحسين قدرة الجسم على تنظيم السكر بشكل عام.
-
خفض ضغط الدم المرتفع
يشيع استخدام الطب الشعبي في العديد من دول الشرق الأوسط للسماق لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وتشير دراسة أولية إلى أن العفص الموجود في السماق قد يساعد على الحماية من الإصابة بتصلب الشرايين.
-
الحماية من الإصابة ببعض أنواع السرطانات
مثل سرطان الثدي والقولون والدم، وربما يرجع ذلك لما يحتويه السماق من مضادات الأكسدة، لكن يحتاج إثبات ذلك إلى المزيد من الأبحاث.
-
مضاد للالتهابات
لخواصه المضادة للالتهاب، يستخدم السماق في علاج أعراض البرد مثل الحمى والألم، وفي علاج التهاب المفاصل ومشكلات الجهاز التنفسي، ويعتبر السماق أحد أقوى التوابل المضادة للالتهابات المتوفرة لأنه غني بمضادات الأكسدة، ولديه القدرة على تحييد الجذور الحرة. وتأتي الخصائص المضادة للأكسدة الموجودة في السماق من مجموعة متنوعة من المركبات النباتية، مثل البوليفينول والفلافونويد بالإضافة إلى الفيتامينات A و C.
-
مضاد للميكروبات
بجانب توفير خصائص مضادة للالتهابات، تحتوي العفص الموجودة في السماق على خصائص مضادة للميكروبات، وتشير الأبحاث إلى أن هذه الخصائص المضادة للميكروبات تساعد في منع نمو خمس سلالات بكتيرية شائعة عن طريق الفم، والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض معدية في الفم، كما تشير دراسة إلى أن خواص السماق المضادة للميكروبات قد تساعد في القضاء على عدوى بكتيريا السالمونيلا، وتعزى هذه القدرة إلى النسبة العالية من الأحماض الموجودة بالسماق وإلى القيمة الغذائية للسماق من مضادات أكسدة وفيتامينات تحمي من الأمراض وتعزز المناعة.
طريقة الاستخدام
يمكن استخدام السماق المجفف كتوابل أثناء تحضير أغلب وصفات الطعام، إذ يمكن للسماق أن يعزز نكهة ولون مجموعة متنوعة من الأطباق، فيمكن إضافته إلى اللحوم والسمك والدجاج والأرز وأطباق السلطة، ويمكن أيضًا استخدامه لتحضير مشروب شاي دافئ، وخاصة لعلاج أعراض البرد والإنفلونزا، كما يستخدمه الناس أحياناً لصنع مشروب حلو وحامض يعرف باسم عصير الليمون بالسماق، ويتوفر السماق في محلات العطارة، وفي المتاجر الكبرى، فهو يحظى بشعبية كبيرة، خاصة في مطابخ الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.
الآثار الجانبية المحتملة
يعتبر السماق آمنًا بشكل عام، إذ لم يتم تسجيل أي ردود فعل سلبية في الأبحاث السريرية المتاحة، لكن يجب الحذر من احتمالية الإصابة بالحساسية، فهو ينتمي كما ذكرنا إلى الفصيلة البطمية التي ينتمي إليها الكاجو والمانجو، وتأكد من استشارة الطبيب قبل استخدام السماق لعلاج ارتفاع نسبة الكولسترول أو داء السكري، خاصة إذا كنت تتناول أدوية تخفض نسبة السكر في الدم، وخاصة في حالة تناوُل علاجات طبية أخرى، ويُنصح بتجنب تناول السماق أثناء الحمل أو الرضاعة، لعدم وجود ما يكفي من الدراسات عن آثارها تحسًبا لأي مخاطر محتملة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل السماق ينقص الوزن؟
أظهرت مكملات السماق الغذائية أن لها تأثيراً محتملاً في خفض الوزن إلى جانب تأثير إيجابي على مقاومة الإنسولين لدى المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
هل السماق يفيد القولون؟
وجد تحليل كيميائي أجري عام 2004 للسماق الطازج، أن أكثر من 14% منها يتكون من الألياف، وهي مادة مغذية تدعم صحة الجهاز الهضمي، وبالتالي تدعم القولون والحركة الصحية للقولون، وتسهل عملية الهضم والإخراج.
هل للسماق مدة صلاحية؟
إذا تم تخزين السماق بشكل صحيح في مكان بارد ومظلم يمكن أن يبقى صالحاً للاستخدام لمدة تصل من 2-3 سنوات، ومع ذلك؛ فإنه قد يفقد فعاليته مع مرور الوقت، وما يزال بإمكانك استخدام السماق بعد هذه المدة أيضاً، لكنه قد لا يقدم نفس النكهة، فإذا قمت بفتح عبوة السماق فيجب عليك الحرص على استخدامها خلال عام للحصول على أفضل نكهة.
ختاماً، السماق نبات ينمو في جميع أنحاء العالم، ويتميز بمجموعاته الكبيرة من التوت الأحمر، ويقوم الناس بتجفيف هذا التوت وطحنه لاستخدامه كدواء عشبي أو توابل للطهي، بالإضافة إلى أن القيمة الغذائية للسماق عالية فهو غني بمجموعة متنوعة من العناصر الغذائية والمركبات المضادة للأكسدة، وتشير الأبحاث المبكرة أنه قد يكون مفيداً للتحكم في نسبة السكر في الدم وتخفيف آلام العضلات الناجمة عن ممارسة الرياضة، ومع ذلك هناك حاجة للمزيد من البحوث.