صحــــتك

كيف تتجنب الحساسيّة الغذائيّة عند الأطفال الرضع؟

من المهم إدراج مختص الصحة العقلية في علاج الطفل

يعدّ البدء في إطعام الطفل الأطعمة الصلبة حدثًا مثيرًا للوالدين، ومع ذلك، فإنه يأتي مع كثير من الأسئلة والمخاوف، خاصةً فيما يتعلق بالحساسية الغذائية. فما هي الأطعمة التي من المرجح أن تسبب الحساسية عند الأطفال؟ وما هي الأعراض التي قد تظهر؟ وكيف يمكن أن تتجنبها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال. 

هل يمكن أن يعاني أي طفل من حساسية تجاه الطعام؟

نعم. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين لديهم أحدُ من أفراد الأسرة المقربين مصابٌ بحساسية تجاه الطعام يكونون أكثر عرضة للإصابة. من المهم -بشكل خاص- مراقبة العلامات والأعراض التي تظهر عند هؤلاء الأطفال. يعاني حوالي 3٪ من الأطفال الصغار وحوالي 9٪ من الأطفال في عمر عام واحد من حساسية تجاه طعام واحد على الأقل.

يمكن أن يصاب الطفل برد فعل من تناول طعام فيه مشكلات صحيّ، أو من تناول حليب الثدي الذي يحتوي على البروتينات، التي تأتي من النظام الغذائي للأم. لحسن الحظ، تكون معظم تفاعلات الحساسية تجاه الطعام خفيفة، ومع ذلك، يمكن أن يكون بعضها شديدًا، ويتطلب عناية طبية فورية.

علامات وأعراض حساسية الطعام الخفيفة

يمكن أن تسبب الحساسية الغذائية الكثير من الأعراض، فإذا كان الطفل أصغر من أن يخبرك بما يحدث، فقد لا تعرف بعضًا منها على الإطلاق. قد تكون الأعراض الأخرى ملحوظة، ولكنْ لها الكثير من الأسباب المحتملة الأخرى، مما يجعل من السهل ربطها بشيء آخر تمامًا. الحل هو تدوين الأعراض التي تميل إلى الحدوث معًا، وتدوين ما إذا كانت تظهر بعد تناول الطعام بوقت قصير أم لا، ومن ثم إبلاغ الطبيب بذلك.

  1. المغص

المغص ليس مرضًا أو تشخيصًا محددًا، إنه مصطلح وصفي يدل على أنّ طفلك يبكي بلا هوادة، لمدة ثلاث ساعات على الأقل في اليوم، وثلاثة أيام في الأسبوع، ولمدة ثلاثة أسابيع متتالية على الأقل. عادة ما يكون نمط المغص من النوع الذي يمكن التنبؤ به، فيمكنك عندها التعرف على نوبة المغص من خلال أعراضها:

  • بكاء عالي النبرة.
  • صعوبة التهدئة.
  • احمرار الوجه، مع احتمالية شحوب الجلد حول الفم.
  • أرجل مشدودة لأعلى، وأذرع متيبسة، ونوبات مشدودة، أو ظهر مقوس.

في حين أن حساسية الطعام قد تسبب المغص، فإن العديد من الأشياء الأخرى يمكن أن تسبب مغصًا، مثل التحفيز المفرط، وعدم القدرة على تهدئة الذات، أو مشكلة في الجهاز الهضمي. لا توجد طريقة لتمييز المغص المرتبط بالحساسية عن أي نوع آخر من المغص. بدلاً من ذلك، انتبه لأي أعراض أخرى قد تحدث معها.

  1. الحكة

يمكن أن تسبب حساسية الطعام الحكة في كل مكان، لكن الطفل لن يكون قادرًا على إظهار ذلك بالطريقة التي يفعلها الكبار، قبل أن يبلغ من العمر ما يكفي ليكون قادرًا على الحك بيده، فقد يتلوّى الطفل المصاب بالحكة، في محاولة منه لفرك المنطقة المصابة بالحكة بشيء ما. مرة أخرى، لا تكفي الحكة المشتبه بها للإشارة إلى وجود حساسية تجاه الطعام، لكنها جزء مهم من الصورة بأكملها.

  1. الأكزيما

الأكزيما هي طفح جلدي متقشر ومثير للحكة، وقد يصبح أحمر اللون. يمكن أن يحدث مع حساسية الطعام، أو لأسباب أخرى. يمكن أن تبدو هذه الحالة مختلفة حسب عمر طفلك:

  • عادة ما تظهر الأكزيما على الخدين والذقن والجبهة وفروة الرأس في العمر من 0-6 أشهر. في بعض الأحيان تنتشر إلى مناطق أخرى أيضًا، وقد تبدو حمراء تجعله يبكي.
  • غالبًا ما تكون الأكزيما على المرفقين والركبتين في العمر من 6-12 شهرًا، حيث يفرك الجلد من خلال الزحف. قد يشكل الطفح الجلدي المصاب قشرة صفراء.
  • من المرجح أن تكون الأكزيما في ثنايا الركبتين والمرفقين، أو على الرسغين واليدين والكاحلين، في العمر من 2-5 سنوات. قد تبدو جافة ومتقشرة وسميكة.

تعدّ الأكزيما نادرة في منطقة الحفاض بسبب الرطوبة الزائدة هناك. بالنسبة للأطفال المعرّضين لخطر كبير، أو الذين يعانون بالفعل من الأكزيما، تُظهِر الأبحاث أن شيئين يمكنهما تقليل عدد وشدة نوبات الأكزيما في الأشهر الأربعة الأولى من العمر، هما:

  • الرضاعة الطبيعية حصرًا.
  • مكمل بتركيبة متحللة مائيًا، هيبوالرجينيك.

لتهدئة بشرة طفلك، قد يوصي طبيب الأطفال بالآتي:

  • حمامات الشوفان.
  • منتجات الجلد غير الستيرويدية، مثل الفازلين.
  • الكمادات الباردة.
  • لفات رطبة.

قد يوصي الأطباء بمضادات الهيستامين أو كريمات ستيرويدية، لعلاج الحكة الشديدة.

  1.  الطفح الجلدي (الشري)

الطفح الجلدي (الشري) هو نتوءات وردية أو حمراء، ذات مراكز شاحبة، يمكن أن يتراوح قطرها -في أي مكان- من نصف بوصة (1.27 سم) إلى عدة بوصات (عدة سنتيمترات)، وتكون مثيرة للحكة كثيرًا، وقد يكون لها شكل غير منتظم.

إذا كان الطفح الجلدي في منطقة واحدة فقط، فمن المحتمل أن يكون بسبب شيء اتصل به طفلك جسديًا، مثل لعاب الحيوانات الأليفة، أو حبوب اللقاح. ومع ذلك، إذا كان الطفح في جميع أنحاء الجسم، فيمكن أن يشير إلى رد فعل تحسسي أو عدوى. قد يختفي هذا الطفح الجلدي من منطقة ليظهر في منطقة أخرى. ومع ذلك، فإن حوالي 3٪ فقط من الحالات ناتجةٌ عن الحساسية الغذائية.

لا تحتاج حالات الطفح الجلدي الخفيفة إلى العلاج؛ إذْ يجب أن تذهب من تلقاء نفسها في غضون ست ساعات تقريبًا. يمكنك إعطاء طفلك دواء الحساسية المناسب لسنّه، لتخفيف الأعراض. إذا كان عمره أكثر من عام، فغالبًا ما يكون دواء بينادريل هو الخيار الأول. يمكن لطبيب الأطفال الخاص بك تقديم توصية إذا لم تكن متأكدًا مما يجب عليك استخدامه.

  1. تورم في الوجه والشفتين والعينين

قد يحدث لطفلك انتفاخ في وجهه، خاصة في الشفاه وحول العينين، إذا كان لديه رد فعل تحسسي تجاه الطعام، وهذا ما يسمى بالوذمة الوعائية، فيجب أن يساعد علاج الحساسية بمضادات الهيستامين على التخلص من الوذمة الوعائية. من المحتمل أن يزول التورم في غضون أيام قليلة بدون علاج. تعتبر هذه الأعراض خفيفة، إلا إذا كان طفلك يعاني أيضًا من تورم في اللسان والحلق.

  1. مشكلات في الجهاز الهضمي

يمكن أن تؤدي الحساسية الغذائية إلى عدة أعراض في الجهاز الهضمي:

  • ألم البطن: من الصعب قياس هذا عند الطفل. قد تجعل بعض العلامات الطفل يبكي بلا هوادة، ويسحب ركبتيه إلى الصدر.
  • القيء: تأكد من عدم وضع طفلك على ظهره إذا كان يتقيأ، لأنه قد يُدخل القيء في رئتيه.
  • براز رخو أو إسهال: قد يحتوي على مخاط أو دم.

إذا كان طفلك الرضيع يعاني من قيءٍ مزمن أو دم أو مخاط في حفاضاته، فربما يحتاج لإجراء بعض الاختبارات التشخيصية. قد يقترح الأطباء التبديل إلى صيغة خاصة أيضًا. ابذل قصارى جهدك للحفاظ على رطوبة طفلك في حالتيْ القيء أو الإسهال. إذا لم يتمكن طفلك من الحفاظ على أي شيء، أو بدَأَتْ علامات الجفاف بالظهور، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.

أعراض الحساسية التقليدية

يمكن أن تسبب حساسية الطعام لطفلك أعراض الحساسية التقليدية، مثل:

  • انسداد وسيلان الأنف، الذي يمكن أن يصبح مزمنًا (التهاب الأنف التحسسي).
  • العطاس.
  • السعال.
  • عيون دامعة مع حكة.

يتم علاج هذه الأعراض -بشكل عام- بأدوية الحساسية.

متى تظهر الأعراض؟

تظهر أعراض حساسية الطعام -بشكل عام- بسرعة، في غضون بضع دقائق، بعد أن يأكل طفلك الطعام. حيث يتطور الشرى والتأق، إما معًا أو بشكل منفصل، بين 30 دقيقة إلى ساعتين بعد تناول الطعام المسبب للمشكلة. قد يتحمل طفلك طعامًا جيدًا في البداية، لكنه قد يصاب بالحساسية لاحقًا. يمكن أن تتطور الحساسية في أي مرحلة من مراحل الحياة.

الأطعمة التي من المرجح أن تسبب الحساسية

يجب أن تكون على اطلاع بأي تفاعلات حساسية تحدث مع تناول أي طعام جديد. يوجد أكثر من 160 نوعًا من الأطعمة المسببة للحساسية، قد تكون بعض الأطعمة مسببة للحساسية أكثر من غيرها. من المعروف أن الأطعمة والمجموعات الغذائية الثمانية الآتية من المحتمل أن تسبب مشكلات مع تفاعلات الحساسية بنسبة تصل إلى 90٪ من الوقت.

  • حليب البقر.
  • البيض.
  • الفول السوداني.
  • المكسرات، مثل الجوز أو اللوز.
  • السمك.
  • المحار.
  • الصويا.
  • القمح.

تقول إرشادات التغذية الجديدة الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إنه لا بأس من إدخال هذه الأطعمة المسببة للحساسية عندما يكون طفلك مستعدًا لتناول الأطعمة الصلبة. لا يوجد دليل يؤكد ضرورة الانتظار حتى يكبر الطفل ويقي نفسه من حساسية الطعام. إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من رد فعل تحسسي تجاه طعام ما، وتظهر عليه بسببها أعراض مثل الإسهال أو الطفح الجلدي أو القيء، فتحدث مع طبيب طفلك حول أفضل الخيارات للنظام الغذائي.

يجب أن يشتمل النظام الغذائي اليومي لطفلك على مجموعة متنوعة من الأطعمة، في غضون بضعة أشهر من بدء الأطعمة الصلبة، مثل حليب الثدي، أو الحليب الصناعي، أو كليهما، وكذلك اللحوم، ورقائق الذرة، والخضراوات، والفاكهة، والبيض والسمك.

ماذا تفعل إذا اشتبهت في وجود حساسية تجاه الطعام

اذهب دائمًا إلى غرفة الطوارئ، أو اتصل بالإسعاف على الفور، إذا كنت تشك في حدوث رد فعل تحسسي شديد لدى طفلك، وإذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من حساسية تجاه الطعام، ويبدو أنه يعاني من أعراض خفيفة فقط، قم بما يلي:

  1. احتفظ بمفكرة طعام: اكتب ما يأكله طفلك ويشربه، جنبًا إلى جنب مع الأوقات، وأي أعراض تحدث خلال الساعتين القادمتين. لاحظ الأعراض التي لا يبدو أنها مرتبطة بالطعام أيضًا.
  2. تحقق من العلاجات: اتصل بطبيب الأطفال، واسأله عن أدوية الحساسية الآمنة لطفلك.
  3. راجع طبيب الأطفال الخاص بك: حدد موعدًا مع طبيب طفلك المعتاد، قد يحيل طفلَك إلى طبيب الحساسية لإجراء مزيد من الاختبارات.

كيفية منع تفاعلات الحساسية

إذا لم يكن لديك حساسية، فليس من الضروري تجنب المواد المسببة للحساسية أثناء الحمل. لا يوجد دليل على أن ذلك يمنع الحساسية لدى الطفل.

إن أفضل طريقة لتقليل خطر إصابة طفلك بالحساسية هي الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، إذا بدا أن طفلك يعاني من رد فعل تجاه حليب الثدي، فقد يكون ذلك بسبب حساسية تجاه البروتينات القادمة من الطعام الذي تناولتِه، والذي ينتقل عبر الحليب.

الرضاعة الطبيعية لمدة تتراوح بين 4-6 أشهر قد تقلل أيضًا من خطر إصابة طفلك بالأكزيما، والحساسية من حليب البقر.

بمجرد أن يبلغ طفلك ما من 4-6 أشهر، قدّمي الأطعمة الصلبة المكونة من مكونات مفردة، مثل طعام الأطفال من التفاح، أو القرع، أو حبوب الأرز.

باعدي بين الأطعمة الجديدة ببضعة أيام، فإذا كان لدى طفلك رد فعل، فمن السهل معرفة نوع الطعام الذي يمثل المشكلة.

ينتظر بعض الناس إعطاء أطفالهم أطعمة عالية الخطورة، مثل البيض، والفول السوداني، لكن الخبراء يقولون إن تأخير التعرض لهذه الأطعمة قد يزيد في الواقع من خطر الإصابة بالحساسية الغذائية.

بمجرد أن تعرف أن طفلك يعاني من حساسية تجاه شيء ما، فإن أفضل طريقة لمنع رد الفعل هي أن تتجنب بجدية أي مشكلة تحدث بسبب نوعية الطعام، أو أي شيء يمكن أن يحتوي عليه، أو يكون على اتصال به. 

كيف يمكنني مساعدة طفلي على التعايش مع حساسية الطعام؟

إن التعايش مع الحساسية الغذائية يعني عدم إعطاء طفلك الأطعمة التي يعاني من حساسية تجاهها. بالنسبة لبعض الأطفال، فإن مجرد لمس المادة المسببة للحساسية يمكن أن يسبب لهم رد فعل تحسسي. على الرغم من أنه يمكن للعائلات إزالة مسببات الحساسية من منازلهم، فإن تناول الطعام بالخارج قد يمثل تحديًا، لذلك يجب أن تختار لطفلك أطعمة تناسب حالته.

الخلاصة:

قد يكون من الصعب اكتشاف الحساسية الغذائية عند الأطفال. الطريقة الوحيدة للتأكد مما إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه الطعام هي الحصول على تشخيص رسمي من أحد مقدمي الرعاية الصحية.

ومع ذلك، هناك بعض علامات وأعراض الحساسية الغذائية التي قد تتعرف عليها، يمكن أن يكون بعضها معتدلاً، ويبدو غير محدد بمفرده. على سبيل المثال، يمكن أن يعاني الأطفال من انسداد الأنف، أو حكة الجلد، أو السعال، نتيجة لحساسية الطعام. لكن الأعراض الأخرى، مثل صعوبة التنفس، يمكن أن تكون شديدة، وتتطلب رعاية طارئة.

 

المصادر

  1. https://www.verywellhealth.com/does-your-baby-have-a-food-allergy-1323918
  2. https://www.webmd.com/parenting/baby/introducing-new-foods
  3. https://www.cedars-sinai.org/health-library/diseases-and-conditions---pediatrics/f/food-allergies-in-children.html
آخر تعديل بتاريخ
11 مايو 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.