يقول الباحثون إن الأطفال الصغار الذين ينامون 10 ساعات على الأقل كل ليلة ينتقلون بشكل أفضل إلى رياض الأطفال. ويشيرون، مع ذلك، إلى أن العديد من العائلات العاملة المزدحمة يمكن أن تكافح من أجل جعل أطفالهم ينامون في الوقت المحدد. ويمكن أن يكون الحد من وقت الشاشات وتوفير روتين ثابت لوقت النوم من بين الطرق لمساعدة الأطفال على النوم بشكل أفضل.
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الصغار الذين ينتقلون إلى رياض الأطفال يمكن أن يستفيدوا من 10 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة، ويُعَدّ هذا أمراً مهماً عندما تفكر في أن أكثر من نصف الأطفال في الولايات المتحدة الذين تراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً ينامون أقل من 9 ساعات ليلاً.
قال الباحثون في دراستهم إن الأطفال الذين ينامون 10 ساعات أو أكثر ليلاً كان لديهم وقت أسهل خلال السنة الأولى من رياض الأطفال اجتماعياً وعاطفياً.
وأفادوا أيضاً بأن الأطفال الذين حصلوا على قسط كافٍ من النوم كان لديهم مشاركة تعليمية أفضل، وكان أداؤهم الأكاديمي أفضل من الأطفال الذين ينامون أقل من 10 ساعات كل ليلة.
قالت ميشيل هينتز، اختصاصية علم نفس الطفل والأسرة في فلوريدا: "هذه النتائج هي تأكيد أكثر للموقف السائد على نطاق واسع بأن النوم ضروري لأداء وظائفنا عامة". النوم مهم للمساعدة في تنظيم الشهية والهرمونات والجهاز المناعي. بالنسبة إلى الأطفال، يساهم النوم أيضاً في التنظيم العاطفي، وتحمّل الإحباط، والمزاج العام. يمكن كل والد أن يشهد على معرفته عندما يكون طفله مرهقاً، وهذا ليس متعة".
أفاد الباحثون أيضاً بأن الحصول على أكثر من 10 ساعات من النوم ليلاً كان أمراً مهماً بشكل خاص بدلاً من النوم الكلي في 24 ساعة. وقالت الدكتورة ريبيكا دياموند، طبيبة مستشفى الأطفال في مدينة نيويورك وأستاذة مساعدة في طب الأطفال في جامعة كولومبيا، إنه يجب على الآباء عدم استخلاص الكثير من الاستنتاجات الثابتة من هذه الدراسة الصغيرة.
قال دايموند: "ما يشكل نوماً جيداً أو نوماً كافياً، أمر معقد ومختلف لكل شخص وطفل... وعند النظر في هذه الدراسة، أو أي دراسة، من المهم أن نتذكر أن الارتباط لا يساوي السببية. ليس من المستغرب أن نرى أن النوم المستمر لمدة 10 ساعات أو أكثر كل ليلة كان مرتبطاً بنتائج أفضل لرياض الأطفال، لأننا نعرف مدى أهمية النوم للتفاعل الاجتماعي والتعلم والمزاج والرفاهية البدنية".
وأضافت: "ومع ذلك، هناك قيود على مدى إمكانية استنتاج العلاقة السببية على أساس الدراسة. يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى تساهم في نوم أفضل وتعديل أفضل للمدرسة، على سبيل المثال. الدراسة أيضاً صغيرة نسبياً. لذا، في حين أنّ من الرائع رؤية البيانات التي تساعد في دعم مدى أهمية النوم للأطفال، لا يمكننا التعميم كثيراً. النوم مهم، لكنه مجرد قطعة واحدة من اللغز الأكبر لصحة الأطفال".
لماذا لا يحصل الأطفال على قسط كافٍ من النوم؟
يقول الخبراء إن الأطفال قد يواجهون صعوبة في النوم والاستمرار في النوم لأسباب عديدة، وهناك حدود لما يمكنك التحكم فيه.
وأوضح هينتز أنه "[يمكن] أن يكون هناك روتين عائلي مزدحم في المساء، وأنشطة ما بعد المدرسة، وما إلى ذلك. يمكن أن يتفاقم هذا عندما يكون لدى العائلات آباء يعملون وأطفال متعددون لديهم أنشطة وفعاليات ما بعد المدرسة. غالباً ما تتطلب جداول عمل الوالدين الأطفال الذين يحضرون برامج ما بعد المدرسة حتى الساعة 5 أو 6 مساءً، يليها الركض إلى الأنشطة والعشاء والحمامات ثم النوم. وبالنسبة إلى بعض العائلات، نوم الأطفال قبل الساعة 9 مساءً. يكاد يكون من المستحيل".
ومع ذلك، يتفق الخبراء على أنه يجب على الآباء الانتباه بشكل خاص إلى وقت الشاشة - باستخدام الكمبيوتر أو مشاهدة التلفزيون أو تصفح الهاتف الذكي - قبل النوم مباشرة. أظهرت الدراسات وجود صلة بين وقت الشاشة والنوم المضطرب والتعلم.
وتابع هنتز: "بالنسبة إلى الأطفال في هذا العمر ، إن نظافة النوم مسؤولية الوالدين. لحسن الحظ ، هذا ليس من الصعب تحقيقه، لأننا مخلوقات بالعادة ونزدهر بالروتين. يزدهر الأطفال على الاتساق. من أهم التوصيات التخلص من الأجهزة الإلكترونية والشاشات (من أي نوع) قبل 30 دقيقة على الأقل من موعد النوم".
هناك عدد لا يحصى من الأسباب التي تجعل النوم غير كافٍ أو منخفض الجودة. يمكن أن تسبب الحالات الطبية والضغوطات مشاكل في النوم. أوقات النوم المتسقة مع روتين وقت النوم، والحد من وقت الشاشة في غرفة النوم وقرب وقت النوم، والعمل على تعزيز نومك كوالد، هي بعض من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لتحسين نوم طفلك.
نصائح لنوم صحي أفضل
في حين أن الدراسة قد لا تكون كبيرة بما يكفي لإثبات وجود صلة سببية بين النوم الليلي ونتائج رياض الأطفال، يقول الخبراء إنه لا يوجد أي عيب فعلياً في تشجيع أطفالك على الحصول على المزيد من النوم ليلاً.
كتب مؤلفو الدراسة: "يجب أن تولي الجهود الرامية إلى تعزيز الانتقال المواتي إلى التعليم لأول مرة اهتماماً خاصاً بنظافة النوم وانتظام 10 ساعات من نوم الطفل ليلاً قبل بدء رياض الأطفال".
على سبيل المثال، توصي الأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات بما لا يزيد على ساعة من وقت الشاشة في أيام الأسبوع وثلاث ساعات في عطلات نهاية الأسبوع.
ثلاث خطوات لأوقات نوم أفضل
يُشجَّع الآباء على إعداد روتين نوم من ثلاث خطوات يحافظ على النظام، وعلى سبيل المثال: حمام وكتاب وسرير. هذا وقت رائع لقضاء وقت ممتع مع طفلك. بالنسبة إلى الأطفال بعمر 5 سنوات، يمكن أن يستغرق هذا الروتين ما يصل إلى ساعة، ولكنه يوفر الفرصة للآباء الذين يعانون من الشعور بالذنب لمشاركة العناق والقصص والضحكات. فإذا فشلتم في ضبط روتين لنوم الطفل، فتواصلوا مع طبيب الطفل. وأي قلق على الإطلاق يستحق دائماً التحدث عنه مع طبيب الأطفال، وليس من وظيفتك أبداً أن تقرر ما إذا كان هناك شيء يحتاج إلى التحقيق أو العلاج أو لا. قلقك كافٍ، لذا تواصل مع طبيب طفلك بشأن أي أسئلة أو مخاوف.
المصادر:
Pre-Kindergartners Need At Least 10 Hours of Sleep Per Night: How to Help Them Get That
