القولون هو عضو فعال في الجسم، ويقوم بالكثير من العمليات الحيوية للجسم كما أن أمراضه لا تؤثر فقط على الجهاز الهضمي ولكنها تؤثر على الجسم برمته. ولعل أكثرنا قد اشتكى يومًا ما من أحد أعراض اضطرابات القولون، وتساءل بشأن علاقة القولون بحالتنا النفسية، وما الرابط بينه وبين بعض الأمراض المناعية التي قد يعاني منها جسمنا.
يعد القولون هو المرحلة الأخيرة لهضم وامتصاص الطعام، ويتشارك في هذا مع المعدة والأمعاء الدقيقة ليحافظ على توازن الجسم من الأملاح والسوائل، وهو ليس عضوًا حيويًا، ويمكن العيش بدونه، ولكنه يقوم بمهمة رائعة، وهي امتصاص كميات من المياه التي تفرز في عملية الهضم، وبالتالي يحافظ على تروية الجسم بصورة جيدة.
* أمراض القولون
أمراض القولون تسبب العديد من الأعراض المزعجة، ومنها الآلام والانتفاخ والغازات واضطراب حركة الأمعاء، ما قد يؤدي للإمساك أو الإسهال، وأحيانا وجود دم في البراز، وأشهر أمراض القولون هي:1. التهاب القولون Colitis
- التهاب القولون بسبب العدوى الفيروسية والبكتيرية (Infective colitis)، وهذا الالتهاب يمكن أن يكون: التهاب القولون الحاد - التهاب القولون المزمن.
- التهاب القولون المناعي (التهاب القولون التقرحي Ulcerative colitis - داء كرون Crohn's disease - التهاب القولون الوسطي Intermediate colitis).
- التهاب القولون بسبب نقص التروية (Ischaemic colitis).
- التهاب القولون الميكروسكوبي (microscopic colitis) والتهاب القولون الليمفاوي (Lymphocytic colitis).
2. متلازمة القولون العصبي (irritable bowel syndrome).
3. زوائد القولون Colonic polypi.
4. سرطان القولون (Cancer colon).
5. داء الرتوج والتهاب الرتوج (colonic diverticular disease and chronic diverticulitis).
وسنتناول في هذا المقال التهاب القولون ومتلازمة القولون العصبي.* أجزاء القولون
تتكون الأمعاء الغليظة من ستة أجزاء ليس بينها فاصل واضح تشريحيًا، وتبدأ مع انتهاء الأمعاء الدقيقة وتنتهي عند فتحة الشرج، وتبدأ الأمعاء الغليظة عند جل البشر من الجانب الأيمن السفلي للبطن، ويسمى الجزء الأول بالمصران الأعور، ثم القولون الصاعد رأسيًا إلى أعلى الجانب الأيمن، فالقولون المستعرض العابر من أعلى الجانب الأيمن ناحية الكبد إلى أعلى الجانب الأيسر ناحية الطحال، ومن ثم القولون النازل من أعلى الجانب الأيسر إلى أسفل الجانب الإيمن، والقولون السيني في داخل الحوض، وتنتهي الأمعاء الغليظة بالمستقيم المؤدي إلى فتحة الشرج.* طبقات القولون
ويتكون القولون من أربع طبقات، وكل منها لها وظيفتها الخاصة:- طبقة الغشاء المخاطي: ومهمتها تليين الطعام المهضوم الآتي من الأمعاء لتسهيل مروره إلى الخارج.
- الطبقة التحت المخاطية: وهي الطبقة الغنية بالأوعية الدموية الأعصاب، وهي عبارة عن نسيج ضام يصل الغشاء المخاطي بالطبقة العضلية.
- الطبقة العضلية: وهي الطبقة الثالثة والتي تسير فيها العضلات بشكل أفقي حول القولون.
- الطبقة المصلية: وهي الطبقة الخارجية للقولون.
* وظيفة القولون
يمر الأكل المهضوم من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة، حيث يختلط الطعام المهضوم بالبكتيريا النافعة التي تستوطن القولون، ويمر هذا المزيج من خلال أربعة مناطق بحركة القولون الدودية، ويستغرق هذا المرور عدة ساعات وهي كافية لامتصاص كميات المياه التي تكون موجودة في هذه الفضلات، ولكن في بعض الأحيان قد تكون أسرع من ذلك إذا زادت حركة وموجات القولون الدودية لسبب أو لآخر، وهذه السرعة قد تقلل من المدة المطلوبة لامتصاص المياه من هذه الفضلات فتخرج في صورة إسهال أو لين في البراز. ويلعب القولون أيضًا دورًا مهمًا في امتصاص بعض الفيتامينات المهمة، مثل فيتامين ك، الذي تلعب البكتيريا النافعة دورًا في امتصاصه، وفيتامين ب7 (أو ما يعرف بالبيوتين).* أمراض القولون
تصيب القولون أمراض عديدة، منها ما هو منتشر، مثل متلازمة القولون العصبي، ومنها ما هو نادر، مثل التهابات القولون (مثل الالتهاب التقرحي ومرض كرونز) والأورام السرطانية.1. متلازمة القولون العصبي (IRRITABLE BOWEL SYNDROME)
- مقدمة عن متلازمة القولون العصبي
تعد متلازمة القولون العصبي اعتلالا وظيفيا للقولون (الذي يعتبر جزءا من الأمعاء الغليظة). وتأتي هذه المتلازمة بأعراض عدة، منها ألم البطن، الانتفاخ، الإمساك، و/أو الإسهال، وهذه المتلازمة لا يمكن فهم أسبابها وعلاقاتها بشكل واضح كما الحال مع أمراض أخرى، كما أن تشخيصها غالبًا ما يكون بالأعراض وباستثناء واستبعاد الأمراض الأكثر خطورة، أي أنه ليس هناك تحليل أو أشعة تصويرية يمكنها الجزم بتشخيصها، ويمكن للمريض علاجها إما بتغيير العادات الغذائية ونمط الحياة، أو باستخدام أنواع معينة من الأدوية، إلا أنها تظل حالة مزمنة لا يمكن القضاء عليها تمامًا، بل ينبغي التعايش معها.- أعراض متلازمة القولون العصبي
عندما نتحدث عن أعراض القولون العصبي فإننا نتذكر مجموعة من الأعراض غير المحببة والتي تختلف في حدتها من شخص لآخر، وتشمل هذه الأعراض:- الغازات.
- ألم البطن.
- الانتفاخ.
- مخاط في البراز.
- الإمساك.
- الإسهال.
- الغثيان والقيء.
ومتلازمة القولون العصبي لا تودي إلى أي أمراض عضوية، مثل مرض كرونز أو مرض التهاب القولون التقرحي، أو سرطان القولون، إلا أنها تزيد من فرصة حدوث بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
- أسباب القولون العصبي
- لا يوجد سبب واضح حتى الآن يمكننا أن نفسر به مشكلة القولون العصبي، إلا أن هناك ارتباطات وعوامل عديدة ومتزامنة مع حدوث أعراض القولون العصبي والتي تختلف من شخص لآخر بحسب طبيعة حركة أمعائهم، وحساسية القولون لديهم، ودلالات الالتهابات، ونوعية وكمية البكتيريا النافعة الموجودة في أمعائهم، وحتى أن البعض تبدأ لديه أعراض القولون العصبي بعد إصابته بعدوى معينة بالجهاز الهضمي أو نزلة معوية تؤدي لاختلال التوازن البكتيري داخل قولونه، إما نتيجة العدوى والالتهاب أو نتيجة استخدام بعض المضادات الحيوية.
- وكونه اعتلالا وظيفيا للجهاز الهضمي، فإن هناك ثمة رابطا قويا بين كيفية تفاعل المخ مع الجهاز الهضمي، والذي يحدث إما بتواصل عصبي مباشر أو عن طريق إفراز بعض الهرمونات بالدم، فأثناء عملية الهضم يحدث تنبيه لمناطق عصبية حساسة بعضلات الأمعاء والقولون، والتي لها اتصال مباشر مع المخ، ما يجعل الأخير يتفاعل معها ويؤثر عليها.
- هناك أحداث فسيولوجية طبيعية تحدث بالجسم، مثل الدورة الشهرية لدى النساء، والتي تنتج عنها بعض الهرمونات التي تؤثر على القولون، ولذلك فإن الكثير من السيدات قد يشتكين من أعراض القولون أثناء تلك الفترة.
- كما أن الحالة المزاجية والنفسية لها يد في ضبط حركة القولون، فالتوتر والقلق والمشاعر العاطفية القوية قد تؤدي لظهور أعراض القولون العصبي، وعادة ما يحدث هذا بعد مرور فترات عصيبة في حياة الإنسان، مثل وفاة أحد الأشخاص المقربين منه أو فقده لوظيفة، أو الانفصال في العلاقات العاطفية. البعض قد تكون لديه متلازمة القولون العصبي، إلا أنها قد تكون في أخف حالاتها حتى أنه قد لا يلاحظها، ولكن عند مروره بأزمة نفسية أو بفترة عصيبة من حياته تظهر لديه أعراض القولون بقوة.
- ويظن الكثير من الباحثين أن متلازمة القولون العصبي من الأمراض المتوارثة، إلا أنه لا توجد دراسة جينية قوية تقطع بهذا، إلا أنك يمكن أن تلاحظ وجود هذه المتلازمة في بعض العائلات.
- ولا يمكننا إغفال دور الطعام في زيادة أعراض القولون العصبي. نعم هو لا يسببه من البداية، ولكن تناول أطعمة ومشروبات معينة يزيد من أعراض الانتفاخ، والإسهال، والألم، مثل الأطعمة المقلية والمشروبات الكحولية.
- تشخيص القولون العصبي
كون القولون العصبي اعتلالا وظيفيا وليس عضويا، يجعل تشخيصه ليس بالأمر السهل، وعادة ما يتم تشخيصه عن طريق استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض. وحاول بعض الأطباء في نهاية الثمانينيات وضع معايير تشخيصية لمتلازمة القولون العصبي، وسمّوها معايير روما لتشخيص متلازمة القولون العصبي. وتنص هذه المعايير على حدوث أحد الأعراض مرة واحدة أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، على أن تكون بداية الأعراض قد مرت عليها ستة أشهر.وهذه المعايير جعلت تشخيص المتلازمة أكثر سهولة، وعادة ما يجري الأطباء بعض التحاليل مع استخدام معايير روما، مثل تحاليل دلالات الالتهاب، كشف العدوى، الدم الخفي في البراز، وتحاليل استبعاد أمراض أخرى، وكذلك عمل فحوصات تصويرية وتداخلية، مثل منظار القولون، لكي يتأكدوا تمامًا من خلو المريض من أي أمراض عضوية قد تكون هي المسببة لتلك الأعراض.
- أنواع القولون العصبي
بعد استبعاد الأسباب العضوية للأعراض، وبعد تطبيق معايير روما التشخيصية، فإن المريض غالبًا ما يتم تشخيصه بمتلازمة القولون العصبي، وهناك ثلاثة أنواع للقولون العصبي:- القولون العصبي ذو الطبيعة الإسهالية (IBS-D).
- القولون العصبي ذو الطبيعة الإمساكية (IBS-C).
- القولون العصبي الخليط بين النوعين السابقين (IBS-M)، حيث يحدث الإمساك والإسهال بالتبادل.
* علاج القولون العصبي
هدف علاج القولون العصبي هو تقليل حدة أعراضه، مثل الإسهال، الإمساك، المغص، وألم البطن. وأولى خطوات العلاج هي تغيير نمط الحياة، والذي يشمل ممارسة الرياضة، والنوم لساعات كافية يوميًا، وتقليل التوتر والإجهاد، تناول طعام صحي ومتوازن.
1- تعديل العادات الغذائية
سنتوقف قليلًا عند نقطة الطعام لأهميتها، فتناول الأطعمة الدسمة والوجبات الكبيرة يثقل القولون ويجعل التقلصات والآلام تزيد، ولذا فإن تغيير العادات الغذائية أمر لا غنى عنه. هناك أطعمة معينة قد تزيد لديك أعراض القولون، عليك تسجيلها في دفتر لديك وتجنب تناولها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل وإخبار الأهل ليتجنبوا تقديمها لك، ومن ثم تلاحظ هل حدث لديك تحسن في الأعراض أم لا، فإذا حدث تحسن فهذا يعني أن هذه الأطعمة هي المتسببة في اظهار الأعراض، فعليك تجنب تناولها قدر المستطاع.هناك أطعمة اشتهر عنها تسببها في زيادة أعراض القولون، مثل: الأطعمة الدسمة كثيرة الدهون، الخضروات المنتجة للغازات، كالبصل والكرنب والقرنبيط، المشروبات الغازية بجميع أنواعها، المحليات الصناعية، الكافيين، والكحول. الألياف مهمة لصحة جهازك الهضمي، ولكن عليك إدخالها إلى طعامك ببطء وبكميات قليلة حتى يعتاد جسمك عليها ولا تسبب لك أعراض القولون الحادة.
وأخيرًا كمية الوجبات وتوقيتها مهمان جدًا، فالذين يعانون من اضطرابات القولون عليهم تناول كميات بسيطة من الطعام خلال وجباتهم وزيادة عدد الوجبات، بمعنى بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة يمكنك تناول 5 وجبات أصغر حجمًا، وكذلك تفادي زيادة كمية الطعام في الفطور، وتجنب تناول الطعام متأخرًا في الليل.
2- الأدوية المتاح استخدامها دون وصفة طبية
هناك العديد من الأدوية التي يمكن شراؤها من الصيدليات أو حتى من بعض مراكز التسوق، وهذه الأدوية يمكنها علاج بعض الأعراض المصاحبة للقولون العصبي، ويمكنك شراء هذه الأدوية دون الرجوع للطبيب، ما يوفر الوقت الذي ستحتاجه لحجز موعد مع الطبيب وزيارته وصرف الأدوية، ولذا فهذه الأدوية تتسم بالفعالية والأمان النسبي في استخدامها، ما يجعل الكثيرين يلجأون إليها في الحالات الطارئة.وأشهر أنواع الأدوية التي يمكن صرفها دون وصفة طبية هي الأدوية المضادة للإسهال، والأدوية الملينة، والأدوية المحتوية على بكتيريا البروبيوتك والتي لها دور في ضبط توازن البكتيريا النافعة في القولون.
3- الأدوية التي تحتاج لوصفة طبية
إذا زادت أعراض القولون ولم تستجب للأدوية العادية دون وصفة، فإن زيارة الطبيب تصبح ضرورة لفحصك وتحديد الأعراض الخاصة بك، وبالتالي نوعية العلاج الذي تحتاج إليه، وفي حال معرفة الطبيب لحالتك مسبقًا فإنه سيقوم بوصف العلاج لك أو تجديده.- أولًا مضادات التقلصات
- ثانيًا الأدوية الخاصة بالقولون
- ثالثًا المضادات الحيوية
- رابعًا مضادات الاكتئاب
- خامسًا العلاج عن طريق الجلسات النفسية
- سادسًا العلاج التكاملي بالأعشاب
التأقلم
بعيدًا عن الألم وعدم الارتياح اللذين يسببهما القولون العصبي، فإن التعايش مع الأعراض يومًا بعد يوم من التحديات التي يجب أن يواجهها المريض، فالبعض قد يشعر بالذنب والإحباط لأنه لا يستطيع حضور بعض المناسبات الاجتماعية، لأنه يحتاج إلى استعمال الحمام بطريقة مستمرة قد تسبب له الإحراج، ولكن أيًا كانت هذه التحديات فإنه من المهم معرفة هذه التحديات وكيفية التعامل معها.هناك الكثير ممن يعانون من متلازمة القولون العصبي يمارسون بعض رياضات اليوغا، وطقوس التأمل، وممارسة الرياضة، وتنظيم وجباتهم لتكون خالية من الأطعمة الضارة بقولونهم، فالحمية أو تنظيم الطعام فقط ليس كافيًا لتقليل أعراض القولون. وكثيرون ممن اتبعوا هذه الطقوس والسلوكيات أصبحت حياتهم أفضل وأكثر إنتاجية وسعادة.
* القولون العصبي والحمل
عادة ما تصاحب الحمل أعراض للجهاز الهضمي، فتشكو كثير من الحوامل من حرقة الصدر (ارتجاع المريء)، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، كذلك تشكو بعض الحوامل من زيادة مرات الإخراج، بينما تشكو أخريات من الإمساك في الأشهر المتأخرة من الحمل. وعادة ما تتحكم الهرمونات (الاستروجين والبروجستيرون) في أعراض الجهاز الهضمي، وتختلف الأعراض باختلاف مستوى هذه الهرمونات بالدم في مختلف مراحل الحمل.لكن هل هناك علاقة بين الحمل والقولون العصبي؟
هناك دراسات متعددة بهذا الصدد، منها ما يؤكد تفاقم أعراض القولون العصبي مع الحمل، ومنها ما يجزم بتحسن أعراض القولون مع الحمل. وإحدى هذه الدراسات وجدت أن نصف السيدات الحوامل اللواتي أجريت عليهن الدراسة تحسنت أعراض القولون لديهن مع الحمل، بينما فقط أقل من خمس الحالات ساءت أعراضهن مع الحمل.ولعل البعض يسأل هل يمثل القولون العصبي خطورة على الحمل؟ هناك دراسة واحدة اعتبرت أن القولون العصبي المشخص قبل الحمل قد يسبب خطورة متوسطة للإجهاض أو للحمل خارج الرحم. بينما لحسن الحظ تقل نسب خطورة حدوث تسمم الحمل وولادة جنين ميت.
* علاج القولون العصبي للحامل
قد تكون الأدوية التي يتم صرفها بدون وصفة طبية ليست كلها آمنة على الحمل، ولذا فاستشارة الطبيب ضرورية في هذه الحالة، لأن هناك أدوية على السيدات الحوامل تجنبها، ففي الماضي كانت هناك أدوية يظن أنها آمنة خلال الحمل، ولكن الدراسات الجديدة أثبتت تأثيراتها السلبية على الجنين.هناك ثلاث نصائح مهمة للسيدات الحوامل اللاتي يعانين من القولون العصبي:
- تناولي الطعام بحكمة: ونعني بالحكمة التوازن في الكميات والأنواع. فعدم تناول كميات من الدهون غير الصحية يساعد على تقليل القولون ذي الطبيعة الإسهالية، ويمكننا استبدالها بالدهون النافعة التي يحتاجها الجنين، مثل الدهون الموجودة في فاكهة الأفوكادو، وزيت جوز الهند، ودهون المكسرات، وزبدة المكسرات، كزبدة اللوز أو الفول السوداني. كذلك ننصح بتفادي السكريات سيئة الهضم، مثل سكر اللاكتوز، الفراكتوز، والسوربيتول. وأخيرًا ننصح بتجنب الأطعمة المنتجة للغازات كالقرنبيط، الكرنب، والبصل.
- اشربي الكثير من السوائل: فالتروية الجيدة تساعد على ضبط حركة القولون وإبقاء الجنين في حالة جيدة، وخاصة عند حدوث إسهال، فإذا قلت نسبة السوائل في الجسم ستؤدي إلى جفاف قد يضر الأم والجنين، وتذكري أنك تشربين لشخصين وليس لشخص واحد، ويمكنك اختبار مدى تروية الجسم بأن يصبح لون البول شفافا وتصبح رائحته أقل نفاذية.
- حاولي احتواء التوتر، وتعلمي كيف يمكنك إدارة الضغوطات النفسية: وهذا إما عن طريق جلسات العلاج السلوكي المعرفي والتنويم المغناطيسي، أو عن طريق جلسات اليوغا والتأمل وممارسة الرياضات المناسبة للحمل.
2. التهاب الأمعاء المناعي (INFLAMMATORY BOWEL DISEASE)
تعتبر أمراض التهاب الأمعاء المناعية من الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي في أماكن متفرقة منه حسب نوع الالتهاب، ويحوي تحت مظلته ثلاثة أمراض:- مرض التهاب القولون التقرحي (ULCERATIVE COLITIS UC).
- مرض كرون (CROHN’s DISEASE CD).
- التهاب القولون الوسطي (INTERMEDIATE COLITIS IC).
- أنواع أمراض التهاب الأمعاء المناعية
ينقسم مرض التهاب الأمعاء إلى نوعين رئيسيين:- التهاب القولون التقرحي: حيث يصيب القولون. وعادة ما يصيب الطبقة الداخلية لجدار القولون، ولا يسبب ورما حبيبيا، ولكنه قد يتسبب في انثقاب القولون، وسرطان القولون، أو مرض تضخم القولون التسممي.
- مرض كرون: يختلف عن التهاب القولون التقرحي بأنه قد يصيب أي موضع في الجهاز الهضمي بما فيه القولون. وعادة ما يصيب كل طبقات الجهاز الهضمي وليس الطبقة الداخلية فقط مسببًا ورمًا حبيبيًا. ومن مضاعفاته حدوث صديد في جدار الجهاز الهضمي، انسداد للأمعاء، شق في جدار القولون أو ناسور (بمعنى وصلة غير طبيعية ما بين عضوين مجوفين).
- أعراض التهاب الأمعاء المناعي
- ألم البطن: حيث يشعر مريض القولون التقرحي بألم أسفل البطن الأيسر بينما يشعر مريض كرونز بألم في أسفل البطن لجهة اليمين وفي الوسط، ويكون الألم عادة في صورة مغص، متغير في حدته ويزيد بعد الأكل.
- نقص الوزن (دون نية لذلك): عادة ما يكون نقصان الوزن ناتجا عن نية المريض في خفض وزنه بعمل حمية غذائية وممارسة الرياضة، ولكن هنا نقصد فقدان الوزن اللاإرادي أي أن المريض يفقد وزنه دون نية منه في ذلك وهذه دلالة مهمة.
- الحاجة لدخول الحمام بصورة متكررة نظرًا لحركة القولون.
- الحرارة.
- النزيف عن طريق فتحة الشرج: وهذا لا يمكن أن يكون عرضًا طبيعيًا، وهو من الدلائل القوية على التهاب الأمعاء.
- تأرق الجلد والعينين.
- الإسهال: وهو يحدث لدى البشر الطبيعيين عدة مرات سنويًا، ويتوقف من تلقاء نفسه. أما في حال التهاب الأمعاء المزمن فإن الإسهال قد يستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أيام وقد يكون من علامات المرض. وقد يحدث تفاقم في عرض الإسهال لدرجة تصل إلى 20 مرة ويكون قوامه سائلًا.
- أسباب التهاب الأمعاء المناعي
تظل الأسباب الحقيقية لالتهاب الأمعاء المزمن مجهولة، إلا أن كلا من التهاب القولون التقرحي ومرض كرونز يعتبران من الأمراض المناعية، والتي يهاجم فيها جهاز المناعة لدى الإنسان نفسه، وهو ما يعرف بأمراض المناعة الداتية.كما يعتبر مرض التهاب الأمعاء من الأمراض المتوارثة، حيث اكتشف الباحثون مئات الجينات المسؤولة عن ظهور مرض التهاب الأمعاء، ولذا نجد أن العديد من الحالات المشخصة بالمرض لديها تاريخ مرضي عائلي حافل بالمرض وأعراضه.
هناك عوامل أخرى:
- التدخين: عادة ما نجد أن التدخين هو سبب ظهور أمراض كثيرة، وهو كذلك في حالة مرض كرونز فهو يساعد على ظهوره. وعلى العكس من ذلك فإن التوقف عن التدخين يساعد على ظهور القولون التقرحي عند المرضى الذين لديهم قابلية لذلك.
- العرق: يعتبر العرق الأبيض ويهود الأشكيناز لديهم قابلية أعلى للإصابة بمرض التهاب القولون المزمن.
- السن: مع أنه ليس هناك من سن معين لظهور المرض، إلا أنه بشكل عام يبدأ قبل سن الـ35.
- العيش في المدن واحد من عوامل الإصابة مقارنة بالعيش في الريف.
- لا يعتبر التوتر ونوعية الطعام من مسببات مرض التهاب الأمعاء، إلا أنهما من مسببات انتكاسة المرض.
- تشخيص مرض التهاب الأمعاء المناعي
يتم تشخيص أمراض التهاب الأمعاء المناعية عن طريق عمل منظار للجهاز الهضمي، وأخذ عينة من المنطقة المصابة، ومن ثم يقوم أطباء الباثولوجية الإكلينيكية بدراسة الأنسجة وتحديد نوع الالتهاب الأمعائي المصاب به المريض.هناك فحوصات تصويرية أخرى، مثل الأشعة المقطعية، والحقن الشرجي بمادة الباريوم متبوعة بعمل أشعة عادية على البطن، وأخيرًا الكبسولة التصويرية الدقيقة، والتي يبتلعها المريض وتحتوي على كاميرا يمكنها تصوير جدار الأمعاء وحتى خروجها من فتحة الشرج، وهي مفيدة في حالة إصابة الأمعاء الدقيقة.
كما يمكننا عن طريق فحوصات الدم قياس دلائل الالتهاب لمعرفة المرحلة التي يمر بها المريض ومدى تحسنه. ويشرف على عملية التشخيص مختصو الجهاز الهضمي الباطني.
- علاج التهاب القولون (التقرحي وداء كرون)
أولًا العلاج الدوائي
تراوح مراحل الالتهاب ما بين التعافي والانتكاسة، لذلك هناك أدوية مزمنة إما عن طريق الفم أو اللبوس الشرجي، وتعطى هذه الأدوية في حالة التعافي لمنع حدوث الانتكاسات، وفي حال حدوث الانتكاسة يتم إعطاء أدوية أقوى وبجرعات أكبر، وبعضها يعطى عن طريق الوريد، وخاصة عقار الكوتيزون.وتشمل العلاجات عقاقير:
- السلفاسلازين.
- الكورتيزون (بريدنيزون).
- 5-أمينوسالسيليك أسيد (بنتازا).
- مثبطات المناعة مثل الأزاثيوبرين (اميوران)، ميزوتريكسيت، 6-مركابتوبيورين.
- الأدوية البيولوجية الحديثة، مثل الإنفليكسيماب (ريميكيد)، والأداليموماب (هيوميرا).
ثانيًا العلاج الجراحي
عادة ما يتجنب الأطباء التدخل الجراحي لكثرة مضاعفاته مع مثل هذه الحالات، إلا أنه أحد الحلول التي يضطر الفريق الطبي للجوء إليها لوقف تفاقم المرض أو علاج أحد مضاعفاته، مثل انثقاب الأمعاء، فمثلًا في حالة كرونز قد يحدث انثقاب في جدار الأمعاء مسببًا تلوثًا بتجويف البطن وتسمما بالدم، أو في بعض الأحيان نتيجة عدم استجابة المريض للعلاج واستمرار أعراض الإسهال ونزول الدم، والذي قد يهدد حياة المريض على المدى الطويل، وهو ما يضطر الفريق الجراحي لاستئصال الجزء المصاب من الأمعاء وإعادة توصيل الأجزاء المتبقية مرة أخرى.وأما في حالة التهاب القولون التقرحي فإن استئصال القولون كليةً قد يكون حلًا ممتازًا واستباقيًا لتفادي إصابة القولون بالسرطان.
ثالثًا: التعاطي مع التهاب الأمعاء المزمن
وهو يتم عن طريق تفهم طبيعة المرض ومضاعفاته، وكيفية علاجه، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات، والتحدث مع الأهل والأصدقاء وعدم الخوف من إخبارهم، وكذلك إفهامهم طبيعة المرض وكيفية التعاطي معه ليستطيعوا تقديم الدعم الكامل والمناسب، وأخيرًا الاشتراك في مجموعات الدعم النفسي الخاص بمثل هذه الأمراض، فهناك جمعيات تحرص على عمل لقاء منتظم أسبوعي لمرضى التهاب الأمعاء المزمن، حيث يجلس المرضى في مجموعات الدعم ليتحدثوا عن مشاكلهم، وكيفية إيجاد الحلول الملائمة.علاج التهاب الأمعاء المزمن لدى الحوامل
قد تظن بعض السيدات الحوامل أن إيقاف الأدوية الخاصة بالتهاب الأمعاء المزمن أثناء الحمل يساعدهن، بينما في الحقيقة إيقاف الأدوية يساعد في تفاقم الأزمة، ويزيد من احتمال حدوث انتكاسة، وقد يكون سبب ذلك هو ظن بعض السيدات أن الأدوية تشكل خطرًا على الجنين، ولكن واقع الدراسات يقول إن تاريخ تعاطي العلاجات على مدى أعوام طويلة لم يشكل خطورة للأم والجنين، مثل أدوية البنتازا، والسلفاسلازين، والكورتيزون، وحتى الأدوية البيولوجية.وهناك أدوية قد تمثل خطورة، أو لنقل إنها ليست بالأمان الكافي لتعطى للحوامل، مثل الأدوية المثبطة للمناعة، مثل الأزاثيوبرين، بينما هناك أدوية لا يمكن استخدامها بتاتًا نظرًا لتأثيراتها السيئة على الجنين، وما قد يسببه هذا العقار من تشوه كعقار الميثوتريكسيت والثاليدوميد، وهذه العقاقير كلها بشكلٍ عام لا يمكن تناولها دون الرجوع لكل من استشاري الجهاز الهضمي واستشاري النساء والتوليد، ولا يسمح باستخدامها خلال الحمل إلا على نطاق محدود وطبقًا لطبيعة كل حالة على حدة، وطبقًا لجدول أمان الأدوية الخاص بالحوامل، والذي يقسم الأدوية من الأدوية الآمنة (فئة A)، والأدوية الأشد خطورة على الحمل والتي تحمل (الفئة D)، وانتهاءً بالأدوية المحرمة أثناء الحمل والتي تحمل (الفئة X) .
ومن أشهر مضاعفات التهاب الأمعاء لدى الحوامل هو ظهور البواسير بنسبة تصل إلى 50%، إلا أن المضاعفات قد تصل إلى فقد الحمل أو التشوهات الجنينية، وهناك حلول لمشكلة البواسير، مثل تدريبات كيجل (وهو تدريب لعضلات الحوض عن طريق التحكم المتقطع لجريان البول أثناء التبول)، وكذلك العناية الشخصية، والحفاظ على نظافة هذه المنطقة من الجسم، وعدم الجلوس أو الوقوف لمدد طويلة أو حمل أشياء ثقيلة، وكذلك استعمال بعض الأدوية والكريمات السطحية لعلاج وتسكين ألم البواسير.
3. التهاب القولون المعدي (الحاد) Infectious colitis
عدوى القولون بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات هي مشكلة شائعة، وتؤدي لالتهاب القولون، وعادة ما يكون الالتهاب حاداً، والأعراض تكون إسهالا وأحيانا دما في البراز، والتشخيص يتم عبر تحليل البراز، والعلاج حسب نوع الميكروب المسبب للالتهاب:- علاج الأعراض.. فالإسهال مثلا يعالج بالغذاء والسوائل.
- الالتهاب البكتيري يعالج بالمضادات الحيوية المناسبة.
- الالتهاب الطفيلي يعالج بمضادات الطفيليات المناسبة.
- الالتهاب الفيروسي يعالج فقط بالراحة والسوائل والغذاء المناسب.