* وظائف الكالسيوم في الجسم
تعد عملية أيض الكالسيوم واحدة من أكثر العمليات التي يتم التحكم فيها في الجسم بدقة.
- يلعب الكالسيوم دورا هاما في توصيل الإشارات داخل الخلية وانقسامها.
- في انقباض العضلات.
- إفراز الهرمونات.
- كما أن له دورا حيويا ورئيسيا في عملية تجلط الدم.
- لكن الوظيفة التي يعرفها الجميع للكالسيوم هي دوره ووجوده في العظام حيث يوجد حوالي 99% من كمية الكالسيوم في الجسم.
يوجد الكالسيوم في الدم على ثلاثة صور، جزء حر أو متأين، وآخر مرتبط ببروتينات البلازما، والجزء الثالث مرتبط ببعض الأيونات السالبة. هذا التوزيع ليس ثابتا، لكنه يتغير بشكل مستمر حسب تركيز البروتينات والأيونات السالبة، وطبقا لتغيرات الحموضة والقلوية في الدم.
من بين هذه الصور، يعد الجزء الحر هو الجزء النشط بيولوجيا، ويتم تنظيمه بشكل دقيق من خلال هرمون الغدة الجار درقية (Parathrmone) وفيتامين د. بالإضافة إلى ذلك، هناك هرمون الكالسيتونين (Calcitonin) الذي يعمل علي تقليل مستوى الكالسيوم من خلال تثبيط انتقال الكالسيوم من العظام إلى الدم، وتقليل إعادة امتصاصه من الكلى. لكن هذا الدور يظل محدودا بالمقارنة بهرمون الغدة الجار درقية وفيتامين د، كما أن هذا الدور قد لا يكون مؤكدا في الإنسان البالغ.
يؤدي نقص الجزء الحر من الكالسيوم إلى زيادة الاستثارة العصبية في العضلات والإصابة بمرض الكزاز (Tetanus)، وهو المرض الذي يتميز بحدوث خدر أو تقلصات في اليدين والقدمين، وقد يؤدي في الحالات الحادة إلى تقلصات في الحنجرة، و يسبب مشاكل في التنفس. كما قد يؤدي انخفاض الكالسيوم بشكل سريع في الدم إلى حدوث انخفاض في ضغط الدم ومشاكل في تخطيط القلب الكهربائي.
في المقابل تؤدي زيادة تركيز الكالسيوم إلي نقص الاستثارة العصبية في العضلات. عادة ما يصاب المريض بحالة من الإعياء والضعف، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب وعدم التركيز. في الحالات المزمنة قد تتكون حصوات في الكلى وقد ينتج عنها فشل كلوي.
* أسباب نقص الكالسيوم
قد يحدث نقص الكالسيوم لأسباب عديدة، من أهمها:
- نقص الألبيومين الذي يرتبط بالكالسيوم وهو الأمر الذي قد يحدث في أمراض الكبد المزمنة وهبوط القلب. لكن نقص الألبيومين يؤثر بشكل أساسي على تركيز الكالسيوم الكلي وليس الجزء الحر منه.
- السبب الثاني لنقص الكالسيوم هو الفشل الكلوي المزمن، حيث يؤثر هذا الفشل على تكوين الجزء النشط من فيتامين د.
- أما السبب الثالث فهو نقص هرمون الغدة الجار درقية غالباً بسبب إزالة الغدة أثناء عملية جراحية في الرقبة. في بعض الحالات، قد ترتفع نسبة هرمون الغدة الجار درقية، لكن هناك مقاومة لتأثيره، وبالتالي لا يؤدي وظيفته كما يجب.
- هناك أيضا نقص فيتامين د، نتيجة عدم التعرض للشمس الذي يؤدي بدوره إلى نقص امتصاص الكالسيوم من الأمعاء.
بصفة عامة، يشمل التقييم الأولي لنقص الكالسيوم البحث عن السبب عن طريق تقييم وظائف الكلى، قياس تركيز الألبيومين والماغنسيوم، بالإضافة إلي مستوى فيتامين د وإنزيم الفوسفات القلوي وهرمون الغدة الجار درقية، والأخير قد يكون منخفضاً في حالات نقص الإفراز أو عاليا في حالات مقاومة التأثير.
* ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم
يرتفع مستوى الكالسيوم عادة في الدم نتيجة انتقاله من العظام أو امتصاصه من الأمعاء أو إعادة الامتصاص من الكلى، وقد يكون مزيجا من هذا كله. هناك العديد من العوامل التي قد تتسبب في ارتفاع مستوى الكالسيوم، على رأسها:
- زيادة إفراز هرمون الغدة الجار درقية.
- كما أن بعض الأورام الخبيثة تتميز بارتفاع مستوى الكالسيوم، خاصة أورام العظام وأورام الدم.
والسببان السابقان يمثلان أغلب أسباب ارتفاع نسبة الكالسيوم.
- هناك كذلك مجموعة من اضطرابات الغدد الصماء مثل مشاكل الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية قد تسبب في هذا الارتفاع.
يتم تقييم حالات ارتفاع الكالسيوم عن طريق قياس نسبة الكالسيوم الكلي والمتأين، وقد يطلب منك الطبيب قياس هذه النسبة أكثر من مرة. كما قد يطلب قياس نسبة الفوسفات وهرمون الغدة الجار درقية والجزء النشط من فيتامين د.
في الجزء التالي سنتناول بعض التحاليل المتعلقة بالكالسيوم في الدم.
* أولا: تحليل الكالسيوم
يتم طلب هذا التحليل عادة بشكل روتيني إذا كان المريض يعاني من أية أعراض تتعلق بالكلى أو العظام أو الأعصاب أو الغدة الدرقية أو الجار الدرقية، كما قد يستخدم بطبيعة الحال لمتابعة مستوى الكالسيوم إذا لم يكن طبيعيا في قياس سابق.
لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، لكن قد يطلب منك التوقف عن تناول بعض الأدوية مثل مضادات الحموضة ومدرات البول وفيتامين د، لأنها قد تؤثر على نتيجة التحليل.
وتتراوح النسبة الطبيعية للكالسيوم الكلي بين 8.6-10.3 mg/dL بينما تبلغ النسبة الطبيعية للكالسيوم الحر أو المتأين 4.6-5.3 mg/dl أو ما يعادل 1.15-1.33 mmol/L حيث تستخدم بعض المعامل وحدات القياس الأولي وبعضها الوحدات الأخيرة.
* ثانيا: تحليل هرمون الغدة الجار درقية
يعمل هذا الهرمون على زيادة مستوى الكالسيوم من خلال تحريكه من العظام إلى الدم، وزيادة مستوى فيتامين د النشط، كما يمنع الكلى من إفرازه في البول.
يستخدم هذا التحليل في حالة وجود خلل في مستوى الكالسيوم في الدم، ولتقييم وظيفة الغدة الجار درقية وتحديد سبب المشكلة فيها إن وجدت.
لا توجد استعدادات خاصة لعمل التحليل، وإن كانت بعض الأدوية قد تؤثر على نتيجة الاختبار.
تتراوح النتيجة بين 10-65 pg/ml، وتجدر الإشارة إلى أن النتيجة يجب قراءتها بحرص مع باقي التحاليل لتقييم معناها.
* ثالثا: فيتامين د
يستخدم هذا التحليل لتحديد مستوى فيتامين د إذا كان هناك اشتباه في نقصه، خاصة في حالات تشوهات العظام، أو لمتابعة مستواه إذا كان المريض يتناول الفيتامين لتعويض النقص.
تجدر الإشارة إلى أن هناك مصدرين رئيسيين للحصول على فيتامين د، الأول يصنع في الجسم عن طريق التعرض للشمس، والثاني يتم تناوله مع الطعام. لكن المصدرين يتم التعامل معهما عن طريق مجموعة من الإنزيمات داخل الجسم لتحويلهما إلي الصورة النشطة.
الوظيفة الأساسية لفيتامين د هي تنظيم مستوى الكالسيوم والفوسفور والماغنسيوم في الجسم. من خلال هذه الوظيفة يلعب هذا الفيتامين دورا حيويا في نمو وصحة العظام، ويؤدي نقصه إلي حدوث ليونة وتشوهات في العظام مسببا ما يعرف باسم الكساح في الأطفال (Rickets)، ولين العظام في البالغين (Osteomalecia).
هناك تحليلان يتم عملهما لقياس مستوى فيتامين د في الدم:
1. الأول يتم طلبه في حالات تشوهات العظام، ويسمي 25-هيدروكسي فيتامين د 25hydroxyvitamin D، وتتراوح قيمته الطبيعية بين 21–29 ng/ml.
2. أما الآخر فهو يعرف باسم 1،25 ثنائي هيدروكسي فيتامين د 1,25 dihydroxyvitamin D، ويتم طلبه بشكل خاص في حالات وجود مشاكل في الكلي، حيث يتواجد الإنزيم المسؤول عن تكوينه. تتراوح القيمة الطبيعية لهذا التحليل بين 19.9-79.3 pg/ml، لكنها قد تتفاوت بين معمل وآخر طبقا للطريقة التي يستخدمها المعمل في التحليل.
* رابعا: الفوسفور
يقيم هذا التحليل مستوى الفوسفور في الدم، حيث يرتبط هذا المعدن ارتباطا وثيقا بالكالسيوم ويستخدم في متابعة الحالات التي تعاني من وجود كالسيوم بنسبة غير طبيعية.
قد يتطلب منك هذا التحليل صياما أثناء الليل حتى صباح اليوم التالي، وتتفاوت النتيجة الطبيعية حسب السن، وتتراوح النسبة الطبيعية في البالغين بين 2.5-4.5 mg/dL
* خامسا: الماغنسيوم
مثل الفوسفور، يرتبط هذا المعدن بالكالسيوم ويستخدم لتحديد أسباب المستويات غير الطبيعية للكالسيوم أو البوتاسيوم.
قد يتطلب التحليل صياما مماثلا للصيام في حالة تحليل الفوسفور.
وتتراوح النسبة الطبيعية بين 1.7–2.4 mg/dL.
اقرأ أيضا:
هل أنت مهيأ للإصابة بهشاشة العظام؟
ما الذي يؤثر على صحة العظام؟
للحفاظ على صحة عظامك.. لا تفكر بالكالسيوم فقط
"البوتاسيوم" عنصر هام لصحة جسمك.. كيف تحصل عليه؟
* المصادر:
Tietz Fundamentals of Clinical Chemistry, 6th edition ,2008
Vitamin D Tests
Calcium
Magnesium
Magnesium
Phosphate (Phosphorus)
PTH