هشاشة العظام التي تعرف أيضًا بالمرض الصامت، تتطور ببطء على مدى عدة سنوات دون أن تظهر أعراض واضحة، هذا يؤدي إلى فقدان العظام بشكل تدريجي، مما يجعلها أقل كثافة وقوة، وبالتالي قابلة للكسر بسهولة. في هذا المقال، سنستعرض تعريف هشاشة العظام، وأسبابها، وأعراضها، وسبل الوقاية والعلاج، بالإضافة إلى تقديم معلومات جديدة وموثوقة حول هذا المرض.
تعريف هشاشة العظام
هشاشة العظام هي حالة صحية تتميز بانخفاض كثافة العظام، مما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث الكسور. تَعتبر منظمة الصحة العالمية أن هشاشة العظام من بين أكثر عشرة أمراض انتشارًا على مستوى العالم. تتأثر كثير من النساء والرجال بهذه الحالة، ولكن النساء، خاصةً بعد انقطاع الطمث، أكثر عرضة للإصابة بها.
أسباب هشاشة العظام
هشاشة العظام هي حالة صحية خطيرة، وتعتبر هذه الحالة مرضًا صامتًا يتطور ببطء على مدى سنوات طويلة دون ظهور أعراض واضحة، مما يجعل من الضروري فهم العوامل المرتبطة به. تشمل هذه العوامل نمط الحياة والتغذية والهرمونات، بالإضافة إلى التأثيرات الوراثية والبيئية، وإن الوعي بتلك العوامل يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات فعالة للوقاية والعلاج، مما يحسن من جودة الحياة ويقلل من المخاطر المرتبطة بالمرض. تتعدد أسباب هشاشة العظام، ومن أهمها:
-
التغذية غير السليمة: تناول الأطعمة الغنية بملح الطعام يمكن أن يتسبب بفقدان العظام للكالسيوم، وهو العنصر الأساسي لبناء العظام، كما أن الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة تساهم أيضًا في تدهور صحة العظام.
-
الهرمونات: نقص هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث يُعدّ أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تفاقم هشاشة العظام لدى النساء. هرمون الإستروجين يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على كتلة العظام، ونقصه يؤدي إلى فقدان سريع للعظام.
-
العوامل الوراثية: التاريخ العائلي لهشاشة العظام يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة بالمرض. إذا كان لدى أحد أفراد العائلة تاريخ من الكسور الناتجة عن الهشاشة، فإن هناك احتمالًا أكبر أن يصاب فرد آخر من هذه العائلة بهذا المرض.
-
أنماط الحياة: التدخين، واستهلاك الكحوليات، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساهم جميعها في تدهور صحة العظام. تشير الدراسات إلى أن النشاط البدني المنتظم، مثل رياضة المشي أو رفع الأثقال، يمكن أن يساعد في بناء عظام قوية.
-
الأمراض المزمنة: بعض الأمراض مثل قصور الغدة جارة الدرقية أو التهاب المفاصل يمكن أن تؤثر على صحة العظام. الأدوية التي تُستخدم لعلاج بعض هذه الحالات، مثل الكورتيزون، قد تساهم في فقدان العظام.
أعراض هشاشة العظام
تظهر أعراض هشاشة العظام بعد حدوث تدهور ملحوظ في كثافة العظام، ومن أبرز هذه الأعراض:
-
آلام حادة في الظهر: قد يشعر المصابون بألم مستمر في منطقة الظهر، خاصة عند الانحناء أو رفع الأشياء الثقيلة.
-
فقدان الوزن والانحناء: يلاحظ كثيرون فقدان الوزن بشكل تدريجي، بالإضافة إلى تغير في القامة، إذ يميل الظهر إلى التحدب والانحناء.
-
الكسور المتكررة: يعتبر حدوث كسور، خصوصًا في الفقرات والمفاصل والفخذين، من العلامات الدالة على الإصابة بهشاشة العظام، ويمكن أن تحدث هذه الكسور حتى نتيجة لإصابات بسيطة.
الكشف المبكر
من الممكن كشف مرض هشاشة العظام مبكرًا من خلال قياس كثافة العظام، ويتم ذلك عادة باستخدام جهاز خاص يقيس كمية الكالسيوم في العظام في مناطق مختلفة من الجسم، مثل عنق عظم الفخذ، التي تعتبر أكثر عرضة للكسر. إذا أظهرت النتائج نقصًا في الكالسيوم، فقد يعني ذلك الإصابة بهشاشة العظام.
سبل الوقاية والعلاج
يعتبر الكشف المبكر والعلاج الفوري مهمَّين لتقليل خطر تفاقم مرض هشاشة العظام. إليك بعض سبل الوقاية والعلاج:
-
التغذية الصحية: تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامين D ضروري للحفاظ على صحة العظام. يجب تضمين الأطعمة مثل الحليب، والزبادي، والأسماك الدهنية، والخضراوات الورقية في النظام الغذائي.
-
ممارسة الرياضة: التمارين الرياضية المنتظمة تعزز صحة العظام، وتساهم النشاطات التي تحمل وزن الجسم، مثل المشي والجري ورفع الأثقال، في بناء عظام قوية.
-
تجنب العوامل السلبية: الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحوليات يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة العظام، كما أن تناول المشروبات الغازية بشكل مفرط قد يؤثر سلبًا على صحة العظام.
-
العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام أدوية خاصة لعلاج هشاشة العظام، مثل البايفوسفونيت، والتي تُستخدم لزيادة كثافة العظام وتقليل خطر الكسور.
-
استشارة الطبيب: يُنصح الأفراد الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بهشاشة العظام بزيارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة ومناقشة خطط الوقاية والعلاج المناسبة.
نصيحة من موقع صحتك
هشاشة العظام هي مرض صامت يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يُكتشف مبكرًا، ومن المهم أن يكون لدى الأفراد وعي بمخاطر هذا المرض، وأن يتبعوا نمط حياة صحي يساهم في تعزيز صحة العظام. من خلال التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة، والكشف المبكر، يمكن تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام بشكل كبير، مما يحسن نوعية الحياة، ويقلل من مخاطر الكسور والإصابات.