تعد التهابات المسالك البولية شكوى شائعة أثناء الحمل، ووُجد أن الكائن المسبب الأكثر شيوعًا هو الإشريكية القولونية E-coli، إلا أن الالتهاب قد يكون دون ظهور أعراض فيما يسمى البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل. ويمكن أن تؤدي البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل إلى حدوث التهاب المثانة أو التهاب الحويضة والكلية.
لذلك، يجب فحص جميع النساء الحوامل بحثًا عن البيلة الجرثومية، إذ إن التهاب الحويضة والكلية قد يكون مرضًا يهدد الحياة، خاصةً مع زيادة خطر الإصابة بالأمراض في فترة الحمل وما قبل الولادة. سنتعرف في هذا المقال على المزيد عن البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل، وكيفية تشخيصها وطرق علاجها.
ما هي البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل؟
يشير مصطلح البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل إلى وجود البكتيريا في البول، وهي حالة تكشف فيها مزرعة البول عن نمو كبير في البكتيريا ما يزيد عن 105 بكتيريا/مل، ولكن دون ظهور أي أعراض التهاب في المسالك البولية.
ويعتبر هذا الأمر شائعًا أثناء الحمل، فيبدو أن الانخفاض الواضح في مناعة النساء الحوامل يشجع نمو الكائنات الحية الدقيقة المتعايشة وغير المتعايشة، فتؤدي الزيادة الفسيولوجية في حجم الدم والبلازما أثناء الحمل إلى انخفاض تركيز البول، مما يشجع نمو البكتيريا في الجهاز البولي.
يعزز الحمل تطور البيلة الجرثومية بدون أعراض إلى البيلة الجرثومية المصحوبة بأعراض، والتي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الحويضة والكلية، ومضاعفات سلبية مثل الخداج وانخفاض الوزن عند الولادة، وارتفاع معدلات وفيات الأجنة.
الآثار الضارة للبيلة الجرثومية العديمة الأعراض غير المشخصة على الأم والطفل أجبرت الباحثين على إجراء فحص الثقافة الروتينية لجميع النساء الحوامل اللاتي يحضرن إلى العيادة قبل الولادة من أجل حماية الأم والطفل من أي شكل من أشكال المضاعفات التي قد تنشأ بسبب العدوى.
حالات البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل.. كيف تُشخَّص؟
توصي الكلية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد بإجراء فحص مزرعة البول في الزيارة الأولى للنساء الحوامل أثناء المتابعة الدورية قبل الولادة، ويجب الحصول على مزرعة بول متكررة أيضًا خلال الثلث الثالث من الحمل، فيوصي فريق العمل المعني بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بالحصول على مزرعة بول بين الأسبوعين 12 و16 من الحمل.
فوجد أنه من خلال فحص النساء الحوامل المصابات بالبيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل وعلاجهن بقوة، من الممكن تقليل معدل الإصابة السنوي بالتهاب الحويضة والكلية أثناء الحمل بشكل ملحوظ.
كما تبين أن علاج النساء الحوامل المصابات بالبيلة الجرثومية العديمة الأعراض يقلل من حدوث الخدج، والولادة المبكرة وولادة الرضع بوزن منخفض.
لذا؛ اعتبر الأطباء أن المعيار الذهبي للكشف عن البيلة الجرثومية هو إجراء فحص مزرعة البول، ويجب الحصول على مزرعة بول بشكل روتيني عند النساء الحوامل لفحص البيلة الجرثومية في الزيارة الأولى قبل الولادة وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
ما هو علاج حالات البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل ؟
يجب علاج النساء الحوامل عند اكتشاف البيلة الجرثومية بأسرع وقت ممكن، كما يجب أن يعالج اختيار المضاد الحيوي الكائنات المسببة للعدوى طبقًا لنتائج مزرعة البول، ويجب أن يكون المضاد الحيوي أيضًا آمنًا للأم والجنين. عقار الأمبيسيلين كان هو الدواء المفضل قديمًا، ولكن في السنوات الأخيرة لوحظ وجود مقاومة للأمبيسيلين في 20 إلى 30 بالمائة من الحالات، وأصبح النيتروفورانتوين خيارًا جيدًا بسبب تركيزه العالي في البول، ويمكن تناوله خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، ولكن خلال الثلث الثالث من الحمل ينطوي استخدامه على خطر إصابة الرضيع باليرقان النووي، وخاصة الخدج.
لا ينبغي وصف المضادات الحيوية الشائعة الأخرى، مثل الفلوروكينولونات والتتراسيكلين، أثناء الحمل بسبب التأثيرات السامة المحتملة على الجنين.
ما هي المضاعفات المحتملة للبيلة الجرثومية العديمة الأعراض اثناء الحمل؟
يمكن أن تكون مضاعفات التهاب المسالك البولية للأمهات والأطفال حديثي الولادة أثناء الحمل مدمرة، إذ وُجد أن 30% من السيدات اللاتي يعانين من البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل غير المعالجة يُصَبن بالتهاب المثانة العرضي، وما يصل إلى 50% يُصَبن بالتهاب الحويضة والكلية. وترتبط البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل أيضًا بتأخر النمو داخل الرحم، وبالرضع منخفضي الوزن عند الولادة.
أجرى الأطباء دراسة شملت 25746 من النساء الحوامل، ووجدت أن وجود التهاب المسالك البولية كان مرتبطًا بالولادة المبكرة (بداية المخاض قبل 37 أسبوعًا من الحمل)، واضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل (مثل ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل وتسمم الحمل)، وفقر الدم (مستوى الهيماتوكريت أقل من 30%) والتهاب السلى.
في حين أن هذا لا يثبت وجود علاقة سبب ونتيجة، فقد أظهرت التجارب العشوائية أن العلاج بالمضادات الحيوية يقلل من حدوث الولادة المبكرة والرضع منخفضي الوزن عند الولادة.
كيفية الوقاية من البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل؟
يعد إجراء فحص مزرعة البول بشكل روتيني للسيدة الحامل أثناء الزيارة الأولى لمتابعة الحمل وعلاج أي التهابات في مجرى البول هو حجر الأساس للوقاية من مضافات البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل.
البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل.. الخلاصة
تعد عدوى المسالك البولية أثناء الحمل سببًا شائعًا لحدوث العديد من المضاعفات الخطيرة للأم والجنين، ومع الفحص والعلاج المناسبَين، يمكن حمايتهما من هذه المضاعفات، فقد يظهر التهاب المسالك البولية على شكل البيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل أو التهاب المثانة الحاد أو التهاب الحويضة والكلية.
يجب فحص جميع النساء الحوامل بحثًا عن البيلة الجرثومية، ومن ثم علاجهن بالعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة. يجب علاج التهاب المثانة الحاد والتهاب الحويضة والكلية بقوة أثناء الحمل. يعتبر النيتروفورانتوين عن طريق الفم والسيفالكسين من الخيارات الجيدة للمضادات الحيوية لعلاج النساء الحوامل المصابات بالبيلة الجرثومية العديمة الأعراض أثناء الحمل والتهاب المثانة الحاد، ولكن قد يكون العلاج بالمضادات الحيوية بالحقن مطلوبًا عند النساء المصابات بالتهاب الحويضة والكلية.