يعتبر التسمم الغذائي (Food poisoning) عبارة عن مجموعة أعراض تَنتُج عن تناول أغذية ملوَّثة بالبكتيريا، أو السموم التي تُفرِزها هذه الكائنات، كما يَنتُج عن تناول الأغذية الملوَّثة بأنواع مختلفة من الفيروسات والجراثيم والطفيليات، ومواد كيميائية سامة مثل التسمم الناتج عن تناول الفطر.
يمكن الوقاية من التسمم الغذائي بسهولة، إذ يمكن الوقاية من نحو 85٪ من الإصابات عن طريق التعامل مع الطعام وإعداده بشكل صحيح، ولا يحتاج معظم الأشخاص الذين يعانون من التسمم الغذائي الذهاب إلى المستشفى.
من أكثر أعراضه شيوعًا التهابٌ في المعدة والقيء والإسهال، وعادة ما تهدأ هذه الأعراض بعد 48 ساعة. قد تشمل الأعراض الشديدة وجودَ دم في البراز، والتشنج البطني الشديد، والرؤية الضبابية، والإسهال الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أيام، وهذه كلها مؤشرات لضرورة الحصول على الرعاية الطبية.
يمكن لأي شخص في كثير من الأحيان التعامل مع التسمم الغذائي الخفيف إلى المتوسط دون وصفة طبية، ويمكن أن تبدأ الأعراض في الظهور بعد تناول الطعام الملوَّث في غضون ساعات قليلة، ولكن يمكن أن تكون فترة الحضانة أطول أيضًا، اعتمادًا على العامل الذي سبّب المرض.
أسباب التسمم الغذائي
هناك العديد من مسببات التسمم الغذائي، لكن هناك خمسة أسباب رئيسية مسؤولة عن معظم الأمراض التي تنقلها الأغذية، وتشمل:
- فيروس نوروفيرس (Norovirus) الموجود عادة في المحار والفواكه والخضراوات.
- بكتيريا السالمونيلا الموجودة عادة في البيض واللحوم ومنتجات الألبان.
- بكتيريا كلوستريديوم بيرفرينجنز الموجودة في اللحوم والدواجن.
- بكتيريا الكامبيلوباكتر (Campylobacter) الموجودة في اللحوم غير المطهوة جيدًا والمياه الملوثة.
- المكَوّرات العنقودية الموجودة في المنتجات الحيوانية مثل القشدة والبيض والحليب.
يُعَدّ السالمونيلا والنوروفيرس مسؤولَين عن معظم حالات التسمم الغذائي التي تدخل المستشفيات، وتشمل الفئات الأكثر عرضة لخطر مضاعفات التسمم الغذائي: الأطفال الرضع، والحوامل، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو مرض الكبد أو السكري.
كيف تعالج التسمم الغذائي في البيت؟
يمكن أن يؤدي الإسهال والقيء إلى خلل في توازن السوائل والشوارد (الإلكتروليتات) في الجسم، والإلكتروليتات هي عناصر، مثل الصوديوم والبوتاسيوم، تساعد في كل شيء، بدءًا من الحفاظ على نبضاتك الطبيعية إلى التحكم في كمية الماء الموجودة في جسمك. لذا يجب أن:
- تسمح للمعدة بالراحة، وهذا يعني تجنّب الطعام والشراب تمامًا لبضع ساعات.
- تحافظ على رطوبة الجسم، وذلك من خلال شرب الكثير من السوائل. اشرب الماء أو مرق الدجاج والخضار أو محلول الشوارد (الإلكتروليت)، والذي سيحل محل العناصر التي تُفقَد مع القيء والإسهال. تشمل الخيارات الأخرى الشاي الخالي من الكافيين أو شاي الزنجبيل أو الليمون، وكذلك شاي النعناع الذي قد يساعد أيضا في تهدئة المعدة.
- تناوَل الأطعمة التي يَسهُل هضمُها عند الشعور بالجوع أو القدرة على تناول الطعام، وهذا يعني اتباع نظام غذائي لعلاج اضطراب المعدة يُعرَف باسم النظام الغذائي BRAT، وهو من التوصيات الغذائية الرئيسية للشفاء من أمراض الجهاز الهضمي، ويشمل الموزَ والأرز وعصير التفاح والخبز المحمص. هذا النظام الغذائي مثالي لمساعدة الشخص على التعافي؛ لأن هذه الأطعمة الأربعة تحتوي على نسبة عالية من النشاء، مما يقلل من الإسهال.
- كما يمكن تناول الدجاج المشوي بدون جلد، ولحم الديك الرومي، وبياض البيض والعسل الأبيض، والجيلي والشوفان وزبدة الفول السوداني، والبطاطس المهروسة، فهذه الأطعمة جيدة للأكل بسبب ليونتها ومحتواها من النشاء ومحتواها الغذائي، كما أنها تَمُدّ الجسم بالبروتينات التي يحتاجها للمساعدة في عملية الشفاء، ومنع انهيار العضلات في غياب ما يكفي من الطعام والسعرات الحرارية.
- كما يُنصَح بتناول لبن الزبادي الطبيعي أو كبسولات البروبيوتيك لمدة أسبوعين على الأقل، هذا سيساعد الجسم على تجديد البكتيريا الصحية المفقودة من الجهاز الهضمي بسبب أعراض التسمم الغذائي، واستعادة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي مسارَه الصحيح.
- تأخير استخدام فرشاة الأسنان لمدة ساعة على الأقل، إذْ يمكن أن يتسبب حمض المعدة الذي يتم طرده أثناء القيء في إتلاف مينا الأسنان، كما أن تنظيف الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد القيء يمكن أن يؤدي إلى زيادة تآكل المينا. بدلاً من ذلك، اشطف الفم بمزيج من الماء وصودا الخبز.
بمجرد أن يتمكن الشخص من الحفاظ على تناول هذه الأطعمة الخفيفة، يمكنه العودة إلى نظامه الغذائي المعتاد في غضون 48 ساعة.
الأطعمة والمشروبات الممنوعة بعد التسمم الغذائي
من أهم الأطعمة والمشروبات التي يجب عدم تناولها بعد التسمم الغذائي
1. منتجات الألبان
يمكن لأطعمة الألبان مثل الجبن والآيس كريم واللبن أن تزيد من تهيج المعدة بعد التسمم الغذائي، لذلك يجب تجنّبها لصالح المشروبات المرطّبة والأطعمة الأقل تهْييجًا.
2. الأطعمة عالية الدهون
يمكن أن تُسبب الأطعمة المقلية، مثل الدجاج المقلي والبطاطس المقلية وغيرها من المواد عالية الدهون، تهييج الأمعاء وتفاقم أعراض الإسهال.
3. الطعام الحار
يمكن أن تهيج الأطعمةُ الحارة التي تحتوي على كثير من التوابل والملح مع الفلفل الحار المعدةَ، وتؤدي إلى اضطرابات في المعدة.
4. الأطعمة التي تسبب الانتفاخ
هناك بعض الأطعمة -رغم قيمتها الغذائية- التي تسبب الغازات، بسبب احتوائها على مجموعة من المواد التي يواجه الجسم مشكلات في امتصاصها، ومن هذه الأطعمة الفاصوليا واللوبيا والكرنب والقرنبيط والبصل والثوم.
5. المشروبات التي تحتوي على الكافيين
تجنَّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الصودا ومشروبات الطاقة والقهوة، لأنها يمكن أن تُهيِّج المعدة، وقد يُسبب بعضها فقدَ الجسم لمزيد من السوائل ويجعله أكثر جفافا، كما يجب تجنب التدخين بجميع أنواعه.
طرق الوقاية من أمراض التسمم الغذائي
للوقاية من أمراض التسمم الغذائي، يجب محاولة منع وصول الميكروب للغذاء، ومنع نمو الميكروب والقضاء عليه، ويمكن تحقيق ذلك باتباع الخطوات الآتية:
- شراء الأطعمة من مصادر موثوق بها فقط، وتجنّب الباعة المتجوِّلين.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد تحضير الطعام، وقبل وبعد تناوله.
- الاهتمام بنظافة وتطهير أجهزة وأدوات المطبخ، وغسلها جيدًا بعد استخدامها في تجهيز الأغذية النيئة (مثل اللحوم والدواجن)، فقد يُقلِّل ذلك احتماليةَ التلوث العَرَضي بين الأغذية النيئة والأغذية المطهوّة.
- عدم ترك الأغذية المطهوة أكثر من ساعتَين في درجة حرارة الغرفة لمنع نمو الميكروبات وتكاثرها.
- عند الرغبة في تخزين الأغذية المطهوة، يجب حفظ الغذاء في درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية، وذلك بحفظه في الثلاجة.
- يجب حفظ الأغذية في الثلاجة في أوان لا يزيد عمقها عن 10 سم، حتى تصل البرودة إلى جميع أجزاء الطعام.
- حفظ الأغذية المطبوخة في الرف العلوي، والخضار في الرف الأوسط، والأغذية النيئة في الرف السفلي.
- فحص الثلاجة بشكل دوري للتأكد من أنها تعمل في درجات حرارة مناسبة.
- فكّ تجميد الطعام بطريقة آمنة، وذلك عن طريق فكّ تجميده في الثلاجة، فتَرْكُ الطعام ليذوب في درجة حرارة الغرفة يُعطي البكتيريا احتمالية للنمو.
- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على البيض النيء مثل المايونيز.
- مكافحة الحشرات والقوارض والذباب بصفة مستمرة.