وتكمن أهمية فيتامين (د) بأنه يعزز امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، ويسهم في الحفاظ على تركيز مناسب لكل من الكالسيوم والفوسفات في الدم، ولهذا يعتبر ضروريا لنمو العظام وإعادة بنائها، وأيضاً يقوم بدور مهم في نمو الخلايا وله دور عصبي وعضلي إضافة لوظيفته المناعية ودوره في تقليل الالتهابات.
ووفقاً للمسوحات الوطنية الحديثة في بريطانيا، فقد تبين أن واحد من كل خمسة أشخاص لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د)، ويرتبط انخفاض مستويات فيتامين (د) مع ارتفاع خطر ضعف صحة العظام والعضلات، والتي قد تؤدي إلى ازياد خطر الإصابة بأمراض مثل الكساح عند الأطفال وتضخم العظام عند البالغين، والسقوط وضعف قوة العضلات.
* أشعة الشمس كمصدر لفيتامين د
ومن الجدير بالذكر أن نشير لأن هذه الإرشادات، رغم أنها صدرت بالأساس لبلدان الشمال حيث تغيب الشمس معظم السنة، إلا أنها صالحة للتطبيق في معظم بلداننا، وذلك لأنه لا يمكننا الحصول على الكمية اللازمة لأجسامنا من فيتامين د من خلال الغذاء، والمصدر الوحيد الطبيعي هو التعرض لأشعة الشمس؛ وبالتحديد للأشعة فوق البنفسجية ب (Ultraviolet B).
وينبغي أن يكون التعرض بشكل ومواصفات معينة حتى يستفيد الجسم وينتج مايحتاجه من فيتامين د، وتختلف مدة التعرض حسب عوامل كثيرة أهمها لون الجلد والمنطقة التي يسكن فيها الإنسان.
والموضوع بالفعل معقد، ولا يمكن حساب الوقت بسهولة، ولكن سنحاول تبسيطه بقاعدة بسيطة، وهي أن تُعرض أكبر جزء ممكن من جسمك العاري (بدون واقي الشمس) لأشعة شمس منتصف النهار عندما يكون ظلك أقصر من طولك، ولمدة تساوي نصف المدة التي يحتاجها جلدك ليكتسب اللون البرونزي يومياً.
ولأنه لا يمكن الاعتماد على المصادر الغذائية فالقاعدة أن من لا يستطيع التعرض لأشعة الشمس بالشكل الموصوف في الفقرة أعلاه لأي سبب، سواء كان بسبب شدة الحرارة، أو بسبب تغطية معظم أجزاء الجسم خوفاً من السرطان؛ فإنه لا بديل عن تناول مكملات فيتامين د.
* ولكن ما هو الكساح ولين العظام؟
- إن الأطفال الذين يعانون من نقصٍ حاد في فيتامين (د) قد تصبح عظام الجمجمة أو الساق لديهم رقيقة؛ فقد تصبح ساقي الطفل منحنية (أرجل مقوّسة)، وقد يشكو أيضاً من آلامٍ في العظام والعضلات أو ضعف العضلات، وتعرف هذه الحالة باسم (الكساح).
- أما النقص الحاد في فيتامين (د) لدى البالغين فإنه يسبب الألم والضعف المعروف باسم (لين العظام osteomalacia)، وضعف العضلات قد يسبب صعوبة في تسلق السلالم أو النهوض من الأرض أو حتى النهوض من كرسي منخفض، ويمكن أن يجعل الشخص البالغ يمشي بطريقة التهادي waddling pattern.
وقد نظرت اللجنة الاستشارية العلمية المعنية بالتغذية (SACN) -وهي لجنة مؤلفة من خبراء تقدم النصائح للحكومة بشأن المسائل المتعلقة بالنظام الغذائي والتغذية والصحة- إلى الأدلة العلمية.
وأوصت هذه اللجنة في تقريرها المعنون بــ (فيتامين "د" والصحة) أن:
- يتناول جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من أربع سنوات فما فوق (10 ميكروغرام/ اليوم).
- أما بالنسبة للأطفال الرضع والأصغر سناً، فقد أوصت بتناول (8.5-10 ميكروغرام/ اليوم).
وفي أكتوبر 2016 أصدرت هيئة الصحة العامة البريطانية، بناءً على التوصية السابقة، توصيات ونصائح تفصيلية حول كيفية تحقيق هذه التوصية بتناول فيتامين (د) ومكملاته، وهذه التوصيات يمكن الاستفادة منها في أغلب بلداننا التي يعاني سكانها من نقص في هذا الفيتامين:
1- عامة الناس
يمكن للغالبية العظمى من الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات فأكثر أن يحصلوا على فيتامين (د) من أشعة الشمس عندما يخرجون للهواء الطلق، خصوصاً في الفترة الواقعة بين أواخر مارس وأوائل أبريل إلى سبتمبر، جنباً إلى جنب مع الأطعمة التي تحوي بشكل طبيعي على فيتامين (د) مثل الجبن وسمك السلمون والتونا وزيت كبد السمك؛ لذلك لا يوجد داعٍ لتناول مكملات فيتامين (د) في أثناء تلك الفترة.
أما في الفترة الواقعة بين أكتوبر إلى مارس فإن الجميع (من فوق سن الخامسة) يعتمد على المصادر الغذائية التي تحوي على فيتامين (د) بالإضافة لمكملٍ غذائي يومي يحوي على (10 ميكروغرام) من فيتامين (د)، وسبب الاستعانة هنا بمكمل غذائي هو قلة الأطعمة التي تحوي على فيتامين (د) بشكل طبيعي، وقد يكون من الصعوبة بمكان الحصول على ما يكفي منها.
2- مجموعات خاصّة
أ) النساء الحوامل والمرضعات
في الفترة الواقعة بين أواخر مارس وأوائل أبريل إلى سبتمبر، فإن غالبية الحوامل والمرضعات يحصلن على ما يكفي من فيتامين (د)، طبعاً جنباً إلى جنب مع الأطعمة التي تحوي بشكل طبيعي على فيتامين (د)؛ لذلك لا يوجد داعٍ لتناول مكملات فيتامين (د) في أثناء تلك الفترة،
أما في الفترة الواقعة بين أكتوبر إلى مارس فيجب على الحوامل والمرضعات تناول مكملٍ غذائي يومي يحوي على (10 ميكروغرام) من فيتامين (د).
ب) الرضع والأطفال الصغار
يوصى - كإجراء احترازي - بإعطاء جميع الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين (0-1 سنة)، سواء كانوا يرضعون بشكل طبيعي كامل أو جزئي، مكمل غذائي يحوي على كمية مقدارها (8.5-10 ميكروغرام) من فيتامين (د).
ويجب أن يُعطى جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة، و4 سنوات مكمل يومي يحوي على (10 ميكروغرام) من فيتامين (د).
ت) كبار السن (65 سنة فما فوق)
لم توضع توصيات خاصة لمن هم في عمر 65 سنة فما فوق، وإنما تشملهم التوصيات الجديدة لعامة الناس.
ث) الناس الذين يتعرضون قليلاً لأشعة الشمس
يجب على الأشخاص الذين يعانون من التعرض القليل جداً لأشعة الشمس، أخذ مكملات يومية تحوي على (10 ميكروغرام) من فيتامين (د) على مدار السنة.
مثلاً الأشخاص الضعفاء أو الذين يبقون دوماً في المنزل أو الذين يبقون داخل دور الرعاية، أو الذين يرتدون ملابس تغطي معظم بشرتهم عندما يخرجون للهواء الطلق؛ كذلك الأقليات الأثنية مثل الذين تعود أصولهم لأفريقيا أو جنوب آسيا عليهم أخذ مكملات يومية تحوي على (10 ميكروغرام) من فيتامين (د) على مدار السنة.
اقرأ أيضاً:
كيف تعرف أن طفلك مصاب بالكساح؟
للحفاظ على صحة عظامك.. لا تفكر بالكالسيوم فقط
دليلك للتعرّف على الفيتامينات (1)
توازن الهرمونات لجسم متناسق
المصادر
Government advice on vitamin D
Overview of Vitamin D
How do I get the vitamin D my body needs?