ونود أن نعرف الفشل هنا بأنه عدم حصول حمل بعد محاولتين للحقن المجهري أو أكثر، لكن جرى العرف على البحث عن الفشل بعد تجربة واحدة غير ناجحة.
ويمثل فشل محاولة العلاج بالحقن المجهري صدمة نفسية عنيفة للزوجين الباحثين عن الإنجاب نتيجة التكلفة المادية والصحية والنفسية، وخصوصاً أن كثيراً من المرضى يلجأ إليها، كما سبق ذكره، على أنها الملاذ الأخير للحصول على طفل.
وعادة لا يدرك الزوجان أن نسبة الحمل لا تزيد في أفضل الأحوال عن 60%، ويعتقد أغلب الأزواج أن التكلفة المرتفعه للحقن المجهري هي ضمان للحمل بنسبة 100%، ويفضل بالطبع أن يركز الطبيب المعالج على هذه النقطة تحديداً قبل العلاج وبدء أي دورة علاجية.
وينبغي أن نذكر المرضى أن احتمال الحمل من أطفال الأنابيب من 50-60%، وهذا يعني أن الفشل وارد بنسبة 40-50% تقريباً.
* ما هي أسباب فشل الحقن المجهري؟
الأسباب كثيرة ومتنوعة ونذكر منها الآتي:
- أولاً السن
يعتبر سن الزوجة من العوامل الحاسمة في ترجيح فرص الحمل حيث تتناقص فرص الحمل بالتدريج بعد سن 35 سنة، وتصل نسبه الحمل إلى 10-20% في سن 40، وتقل النسبة إلى أقل من 5% بعد 43 سنة.
كما أن نسب الإجهاض ترتفع بشدة بعد سن 40، وتصل إلى نحو 50% من حالات الحمل الناتج عن أطفال الأنابيب، وهناك مراكز عالمية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ترفض إجراء الحقن المجهري بعد سن 42.
- ثانياً: وجود مشاكل عضوية داخل تجويف الرحم
مثل اللحمية أو الورم الليفي أو التهاب مزمن للبطانة الرحمية، وهذه المشاكل يسهل اكتشافها بمنظار الرحم، ويمكن علاجها بسهولة، وتعتبر هذه الأسباب من أسهل المشاكل في التشخيص والعلاج.
ثالثاً: وجود مرض عام في الأم
كالأمراض المناعية وزيادة قابلية تخثر الدم thrombophilia & autoimmune diseases.
وهذه الأمراض يمكن تخفيف تأثيرها باستعمال عقارات الكورتيزون cortisone، ومضادات التخثر anticoagulants.
رابعاً: وجود عيوب عنيفة في البويضات
نتيجة عيب في الأم نفسها، كتقدم السن أو عيوب جينية أو صبغية أو عدم الانتظام في تلقي العلاج التنشيطي، أو خطأ في موعد أو طريقة أخذ الإبرة التفجيرية.
خامساً: وجود تشوهات عنيفة في الحيوانات المنوية
وعادة يفضل أن يتناول الزوج برنامجاً علاجياً لستة أشهر على الأقل لتحسين كفاءة السائل المنوي.
سادساً: عدم قدرة الجنين على إذابة الغلاف الشفاف zona pellucida
ومن ثم الالتصاق ببطانة الرحم ثم اختراقها.
سابعاً: لا يوجد سبب مقنع
لا يجد الطبيب سبباً مقنعاً لفشل الحقن المجهري في نحو 50% من الحالات تقريباً.
* العلاج
ينبغي على الطبيب أولاً تخفيف الألم النفسي الناتج عن فشل المحاولة السابقة، مع شرح وافٍ لنسب النجاح والفشل، وخطة البحث عن الأسباب المحتملة لذلك الفشل، ويجب أن يعلم الطبيب أنه بعد أخذ كل الاحتياطات فإن الفشل وارد أيضاً، وإن كان بنسبة أقل.
ولا بد للطبيب أن يأخذ التاريخ المرضي الكامل، ويعرف كل تفاصيل المحاولة أو المحاولات السابقة، ثم يفضل بعده تقييم تجويف الرحم بمنظار رحمي، وعمل تحليل شامل للأمراض المناعية، كمضادات الدهون الفوسفاتية على سبيل المثال.
ويفضل تعديل البروتوكول العلاجي في بعض الحالات، كما يمكن مساعدة الجنين على الالتصاق بعمليه تثقيب الأجنة بالليزر أو ما يعرف بـ Laser assissted hatching،
ثم يفضل إعطاء عقار الكورتيزون ومضادات التخثر بعد نقل الأجنة مباشرة ولمدة شهرين على الأقل.
وهناك بعض الأدوية في طور التجربة كالدهون الوريدية أو ما يعرف بـ intralipid or intravenous fat therapy.
أحياناً يكون السبب عيوب جينية في الأجنة، وبالتالي يكون الحل هو الفحص الجيني للأجنة قبل زرعها في الرحم أو ما يعرف بـ Preimplantation genetic diagnosis.
في حالة وجود عيوب خلقية عنيفة في السائل المنوي يمكن حقن البويضات باختيار أفضل الحيوانات المنوية بالميكروسكوب المجهري: Intracytoplasmic injection of morphological selected sperm - IMSI.
وفي كل الأحوال ينصح بتكرار محاولات الحقن المجهري لـ5 محاولات، ويفضل أن تمتنع المريضة عن إجراء أي محاولات أخرى، إذ إن نسبة الحمل للمحاولة السادسة لا تزيد عن 1%.
وفي النهاية نتمنى أن يرزق الله كل الأزواج بالذرية الصالحة.