صحــــتك

عادة ضرب الطفل رأسه ... دليلك للتعامل

عادة ضرب الطفل رأسه
عادة ضرب الطفل رأسه
عادة ضرب الطفل رأسه من التصرفات التي قد يفعلها معظم الأطفال في إحدى مراحل نموهم، فأثناء فترة نموهم، نراقب باهتمام أفعال وتصرفات أبنائنا، فترانا نفرح ويغمرنا السرور إذا ما رأينا تصرفًا يعكس بلوغًا أو ذكاء منهم، وعلى العكس فإن التصرفات غير المنطقية والعبثية قد تثير بعض المخاوف لدى البعض منا، خاصة إذا ما قام الأطفال بإيذاء أنفسهم. 

وأحد هذه التصرفات التي تثير القلق لدى الكثير من الآباء والأمهات "خبط الرأس"، أي ضرب الرأس بالأرض أو بالحائط متعمدًا، وذلك لخوفنا من أن يسبب هذا التصرف أذى بليغًا لأطفالنا، وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على أسباب عادة ضرب الطفل رأسه ، وكيفية التعامل مع الأطفال الذين يقومون بمثل هذا التصرف.

أسباب عادة ضرب الطفل رأسه 

يقوم 20% من الأطفال بخبط رؤوسهم متعمدين بالحائط أو الأرض، ويبدأ هذا التصرف منذ النصف الثاني من السنة الأولى في حياتهم، وقد يستمر لديهم لعدة شهور أو لسنوات، لكن أغلبهم يتخلصون منه عند بلوغهم سن الثالثة، ويكون الأطفال الذكور أكثر من الإناث ميلًا للقيام بمثل هذا التصرف، إذ تكون نسبة الذكور الذين يقومون بمثل هذا التصرف هي ثلاثة أضعاف الإناث اللاتي يقمن بالفعل نفسه. وتختلف أسباب القيام بخبط الرأس بين طفل وآخر، إلا أنها لا تعدو أن تكون واحداً من الأسباب الآتية:

  •  الحصول على الراحة

قد يبدو غريبًا أن يكون سبب عادة ضرب الطفل رأسه هو رغبته بالحصول على الراحة، لأن معظم الأطفال الذين يقومون بهذا التصرف يشعرون بالاسترخاء عند قيامهم به، فغالبًا ما يقوم الطفل بخبط رأسه بصورة متكررة عند شروعه بالنوم أو عند استيقاظه أو حتى أثناء النوم أحيانًا، ويرجح خبراء النمو والتطور أن إلهاء الطفل بحركة متكررة، مثل هزه على كرسي هزاز، قد يساعد الطفل على التقليل من عادة خبط الرأس لديه.

  •  إزالة الألم

يميل الطفل، الذي يعاني من عدوى في أذنه أو أذى جسدي، إلى خبط رأسه، إذ يساعده هذا التصرف في الحصول على شعور أفضل، فهو ربما يلهيه أو ينسيه آلامه التي يشعر بها في أماكن أخرى.

  • الشعور بالإحباط

قد تكون عادة ضرب الطفل رأسه وسيلة لتصريف انفعالاتهم النفسية أثناء نوبات الغضب أو للتعبير عن إحباطهم عن عدم نيلهم ما يريدون، إذ إن الأطفال في هذه الأعمار لم يتعلموا كيفية التعبير عن أنفسهم بالكلام، لذلك قد تكون هذه التصرفات هي الوسيلة التي يتبعونها للتعبير عنهم.

  •  جلب الانتباه

قد تكون عادة ضرب الطفل رأسه وسيلة يتخذها الطفل للحصول على انتباه والديه، فالفزع والقلق وأحيانًا الضجة التي قد يُحدثها الوالدان عند رؤية طفلهما يقوم بفعل قد يسبب له الضرر يمكن أن تكون هي النتيجة التي يرجوها الطفل من القيام بذلك، خاصة عندما يلاحظ أنه كلما استمر بهذا الفعل زاد قلق الوالدين وانتباههم له.

  •  مشكلة في النمو

قد يقترن خبط الرأس بمشكلات في نمو الطفل أو الإصابة بالتوحد، وغالبًا ما يكون هذا التصرف واحدًا من ضمن أعراض عدة تشير إلى وجود هذه المشكلات، فمن النادر جدًا أن يشير خبط الرأس لوحده إلى إصابة الطفل بالتوحد.

هل عادة ضرب الطفل رأسه تستوجب القلق؟

إذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة ولم تظهر عليه أعراض أخرى سوى أنه يقوم بضرب رأسه، خاصة عند حاجته إلى النوم أو وقت حاجته للقيلولة، فلا داعي للقلق، فعادة ما يقوم الأطفال بهذه التصرفات لمساعدتهم على النوم أو الشعور بالراحة أحياناً، ولا تعد عادة ضرب الطفل رأسه اضطراباً إلا إذا كان يتعارض بشكل ملحوظ مع النوم، أو يؤدي إلى إصابة جسدية أو أذى، فذلك قد يستوجب القلق.

التعامل مع عادة ضرب الطفل رأسه 

مما تقدم؛ عرفنا ما هي الدوافع والأسباب وراء عادة ضرب الطفل رأسه بهذه الطريقة، مما يسهل علينا التعامل مع هذه المشكلة لديهم، إذ توجد عدد من النصائح بهذا الخصوص وهي:

  •  أعط طفلك المزيد من الاهتمام والرعاية والإطراء، خاصة عند عدم قيامه بخبط رأسه، وعند عودته لهذا التصرف حاول تجاهل الأمر برمته، لأن اهتمامك بالطفل أثناء ضرب رأسه أو تأنيبه أو توبيخه ومعاقبته على القيام بهذا الأمر يمكن أن يجعل الأمور أسوء.
  •  احم طفلك من الأذى، فإذا كان معتادًا على النوم في مهده، فيجب التأكد من براغي ومسامير المهد بصورة شهرية، وأحيانا بوتيرة أعلى للتأكد من أن خبط الطفل لرأسه، وكذلك الهز الذي يحصل للطفل بواسطة هذه المهاد، يمكن أن يرخيا هذه البراغي، كذلك يمكنك وضع واقيات بلاستيكية على حواف المهد وعلى أرجله، إضافة إلى وضع مانع مطاطي بين المهد والجدار لكي يقلل من قابلية الطفل على الوصول إلى الجدار، أما إذا كان الطفل معتادا على النوم في الأسرة الاعتيادية، فإنه يفضل إبعاد السرير عن الجدار لتقليل احتمالية وصول الطفل إلى الجدار المجاور لسريره.
     
  • عدم القلق، فقد تظهر آثار لكدمة أو اثنتين على رأس الطفل من جراء قيامه بخبط رأسه، إلا أنه يجب عدم الخوف منها. فخبط الرأس عادة ما يكون ذاتي التنظيم، أي أن الطفل يعرف حدوده التي يمكن أن يتحملها من الألم، والذي قد يسبب أذى بليغًا لنفسه إذا ما تجاوزها، لذلك فإن الأطفال لا يتجاوزون هذه الحدود، وسوف يخفف فورًا من شدة خبط رأسه إذا ما أحس بأنه وصل إلى تلك الحدود.
     
  •  استغلال حب التكرار للحركات (التواتر) عند الأطفال بطريقة مفيدة لمنعه من خبط رأسه، حيث ذكرنا سابقاً أن بعض الأطفال يشعرون بالراحة عند تكرار ضرب رأسهم، خاصة عند النوم أو الاستيقاظ منه، وهذا الشعور يمكن أن نجعلهم يحصلون عليه من خلال تكرار حركات أخرى غير خبط رأسهم، فمثلا يمكن للتصفيق، أو الحركات الرياضية المكررة بانتظام أو التلويح المتكرر لأيديهم أن يعطيهم شعورًا بالراحة دون حاجتهم لضرب رأسهم للحصول عليه.
     
  •  يمكن للآباء أن يضعوا ساعة جدارية ذات بندول في غرفة نوم الطفل لكي تجلب انتباهه وتعطيه شعورًا مشابهًا لما سيحصل عليه عند تكرار خبط رأسه عند النوم، إضافة إلى هذا، فإنه من المفيد للطفل ممارسة نشاط بدني أثناء النهار لكي يتخلص من بعض الطاقة العصبية التي ينفس عنها أحيانًا عن طريق خبط رأسه.
     
  •  تهيئة أجواء نوم هادئة، فإذا كان طفلك ممن يقومون بخبط رأسهم كوسيلة للاسترخاء قبل النوم، فإنه يمكن القيام ببعض الأمور التي تجعل الطفل يسترخي دون الحاجة إلى ضرب رأسه، فإعطاء الطفل حمامًا دافئًا قبل النوم، التربيت على ظهر الطفل أو هدهدته في حضن أمه، كل هذه الأمور تساعد الطفل على التخلص من هذه العادة.

متى يتوجب عليك زيارة الطبيب؟

يجب عليك الشعور بالقلق في حالة كان طفلك يقوم بضرب رأسه كثيراً خلال النهار أو يستمر في ضرب رأسه بالرغم من تعرضه للأذى، وعلى الرغم من أن هذا الأمر غير شائع، فإن ضرب الطفل رأسه يمكن أن يرتبط بالتوحد واضطرابات النمو الأخرى، وتصبح هذه الأمور واضحة في بعض الأحياء خلال سنوات الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

كيف أتعامل مع الطفل الذي يضرب رأسه؟

إذا لاحظت أن طفلك يقوم بضرب رأسه، فكل ما عليه فعله هو أن تبقى هادئاً وصبوراً، وألا تنزعج، وحاول أن تعالج ما يزعج طفلك وحمايته من التعرض لإصابة أو أذى قدر المستطاع، وحاول ألا تبالغ في الحديث عن ضرب الرأس أمام طفلك أو توبيخه على هذا السلوك، وتعتبر عادة ضرب الطفل رأسه شائعة ولا تستدعي القلق.

هل طبيعي أن يضرب الطفل رأسه؟

يعتبر ضرب الطفل لرأسه تصرفاً طبيعياً عند معظم الأطفال، وينتشر بين الأطفال في سن مبكرة بنسبة 20%، وفي أغلب الأحيان يضرب الطفل رأسه لأنه يشعر بالإرهاق من مشاعره، خاصة لدى الأطفال غير القادرين على التعبير عن احتياجاتهم وإحباطاتهم، ويكون هذا شائعاً مع الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون التحدث بعد، أو الأطفال الذين يحاولون التعبير عن الإحباط عندما لا يفهمهم آباؤهم، أو عند حاجتهم للنوم أو الشعور بالراحة.

هل ضرب الطفل نفسه من علامات التوحد؟

ضرب الرأس هو عادة شائعة عند الأطفال الرضع والأطفال الصغار كوسيلة للتهدئة الذاتية، وضرب الرأس يعتبر سلوكاً طبيعياً لدى الأطفال الصغار، لكن إذا كان مقترناً بتأخر في النمو يمكن أن يدل على ضرورة فحص الطفل اضطراب طيف التوحد.

 

ختاماً، عادة ضرب الطفل رأسه هي عادة شائعة يمكن أن تبدأ في سن مبكر من عمر 6 أشهر وتستمر حتى سن 5 سنوات، ومن المعروف أن الحركات المتكررة مثل ضرب الرأس يمكن أن تسبب لك القلق، ولكن في معظم الحالات يكون ضرب الرأس طبيعياً وغير مقلق، وغالباً يكون لتهدئة نفسه قبل النوم، لذا إذا كان طفلك يتمتع بصحة جيدة، فليس هناك ما عليك فعله سوى الحفاظ على سلامته والانتظار.

آخر تعديل بتاريخ
21 يوليو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.