في عام 1998، نشرت إحدى المجلات الطبية دراسة مثيرة للجدل تشير إلى وجود علاقة بين أحد اللقاحات والتوحد ، وتم التراجع عن البيان في وقت لاحق، لكن تأثير المنشور الأصلي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن اللقاحات يمكن أن تسبب التوحد، فإن بعض الناس ما تزال لديهم تساؤلات، ويترددون أو حتى يعارضون تلقي أطفالهم لأي لقاحات. وغالبًا ما يقلق الخبراء بشأن انخفاض معدلات أخذ اللقاحات عما ينبغي أن تكون عليه.
هل من علاقة بين اللقاحات والتوحد ؟
لقد تم عدة مرات دحض فكرة ارتباط اللقاحات والتوحد ، وبشكل أكثر تحديدًا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية. على الرغم من أن بعض الناس كانوا متشككين بالفعل بشأن اللقاحات، فإن الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية The Lancet في عام 1998 غدت أسطورة عن وجود صلة بين تلقي الأطفال للقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وإصابتهم بمرض التوحد.
ووفقًا لدراسة أُجريت حول العلاقة بين اللقاحات والتوحد عام 2021، فقد ساهمت الشكوك حول اللقاح في الولايات المتحدة وأدت إلى زيادة فورية في عدد حالات الإصابة بالحصبة والنكاف والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية عند الأطفال بنحو 70 حالة إصابة شهريًا. بعد عدة سنوات، تراجعت مجلة لانسيت عن الدراسة، مشيرة إلى أن النتائج كانت غير صحيحة، وتم إجراء العديد من الدراسات للتحقيق في النتائج بعد نشر الدراسة الأصلية. في الواقع، في وقت مبكر من عام 1999، نشرت مجلة لانسيت نتائج دراسة وبائية أكبر لم تجد فيها أي علاقة سببية بين أخذ اللقاحات وحدوث مرض التوحد، خاصة اللقاح الثلاثي ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وسرعان ما تبعتها دراسات أخرى تدحض الادعاءات التي قدمتها دراسة عام 1998.
كما نشرت دراسة حول العلاقة بين اللقاحات والتوحد أجريت عام 2019 في مجلة حوليات الطب الباطني تم فيها تقييم أكثر من 650,000 طفل لمعرفة ما إذا كان التطعيم الثلاثي ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يزيد من خطر الإصابة بالتوحد. وكتب المؤلفون: ”لا تدعم دراستنا أن التطعيم ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يزيد من خطر الإصابة بالتوحد، أو أنه يحفز مرض التوحد لدى الأطفال المعرَّضين للإصابة به، أو يرتبط بظهور حالات التوحد بعد التطعيم“.
ما هي عوامل خطر الإصابة بمرض التوحد؟
وفقًا للمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، فإن سبب التوحد غير مفهوم جيدًا في الوقت الحالي. وقد تلعب عدد من العوامل دورًا في إصابة الطفل بالتوحد. ويعتقد الخبراء أن العوامل الوراثية هي العامل المحتمل، والتي قد تشمل الطفرات الوراثية أو الاختلافات الجينية. ولهذا السبب قد تشمل عوامل الخطر الإصابة:
- الأشقاء المصابين بالتوحد.
- الآباء الأكبر سنًا.
- الحالات الوراثية مثل متلازمة ريت ومتلازمة داون.
ووفقًا للمعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية، فإن الأبحاث جارية حول التفاعل المحتمل بين العوامل الوراثية والبيئية التي قد تساهم في تطور التوحد. على سبيل المثال، يأمل العلماء في معرفة ما إذا كان تعرض الحامل لمواد كيميائية معينة أثناء الحمل قد يسبب نوعًا من الطفرات الجينية التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض التوحد. كما قد يؤدي انخفاض الوزن عند الولادة والمضاعفات عند الولادة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتوحد.
كيف يتم تشخيص مرض التوحد؟
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يجب أن يخضع الأطفال لفحص محدد لتشخيص اضطراب طيف التوحد في عمر 18 شهرًا، ثم مرة أخرى في عمر 24 شهرًا، مع مراقبة النمو المستمرة. وغالبًا ما تبدأ الأعراض في الظهور خلال هذا الوقت، ولا توجد أداة تشخيصية واحدة تُستخدم لتشخيص مرض التوحد أو اضطراب طيف التوحد.
ومع ذلك، عادةً ما يراقب أخصائيو الرعاية الصحية سلوك الطفل ويأخذون في الاعتبار وصف الوالدين أو مقدمي الرعاية لنمو الطفل. إذ يبحثون عن العجز في التواصل الاجتماعي والتفاعل لدى الطفل، بالإضافة إلى أنماط السلوك التكرارية أو التقييدية، ويمكنهم أيضًا الرجوع إلى المعايير الموحدة في الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي.
ما هي خيارات علاج مرض التوحد؟
وفقًا للمعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، لا يوجد أيضًا علاج قياسي واحد للتوحد. في الواقع، يشير المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية إلى أن عددًا من العلاجات غالبًا ما تستخدم لمساعدة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، بما في ذلك:
- العلاج السلوكي.
- التدخل المبكر.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاجات التعليمية والمدرسية.
- الأدوية.
- العلاج الغذائي.
- العلاج الوظيفي.
- العلاج بوساطة الوالدين.
- التدريب على المهارات الاجتماعية.
- علاج النطق.
وغالبًا ما يكون أفضل علاج أو مزيج من العلاجات هو العلاج الذي يعالج احتياجات الطفل المحددة، ويقلل من الأعراض التي تعوقه عن أداء وظائفه في حياته اليومية.
متى تستشير الطبيب حول احتمالية إصابة طفلك بالتوحد؟
إذا كنت تشعر بالقلق من أن طفلك تظهر عليه أعراض التوحد، ففكر في استشارة الطبيب أو طلب الإحالة إلى أخصائي، مثل طبيب أطفال متخصص في النمو أو طبيب نفسي للأطفال، ومن المهم عدم الانتظار. تشير الدلائل إلى أن التدخل المبكر في أقرب وقت ممكن بعد التشخيص هو المفتاح لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات جديدة والتكيف بشكل أفضل. يمكنك أيضًا استشارة الطبيب حول أي مخاوف لديك بشأن لقاحات الأطفال الروتينية، ويمكنه توفير المعلومات والموارد التثقيفية.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف يمكن تجنب مضاعفات اللقاحات؟
استخدم كيس ثلج أو قطعة قماش مبللة وباردة للمساعدة في تقليل الاحمرار والوجع و/أو التورم في مكان حقن اللقاح، وقد يكون الحمام البارد مهدئًا أيضًا. تناول السوائل بشكل متكرر لمدة يوم أو يومين بعد أخذ اللقاح، وتناول مسكنات الألم دون وصفة طبية ما لم تكن لديك أي موانع محددة.
ما الذي يزيد من خطر الإصابة بالتوحد؟
وجود شقيق مصاب باضطراب طيف التوحد، والإصابة بحالات وراثية أو كروموسومية معينة، مثل متلازمة كروموسوم إكس الهش أو التصلب الحدبي، أو التعرض لمضاعفات عند الولادة، أو الولادة لأبوين كبيرين في السن.
هل يمكن أن يسبب التوتر في الحمل إصابة المولود بالتوحد؟
الاكتئاب ليس عامل الصحة النفسية الوحيد الذي يمكن أن يؤثر على نتائج الحمل، فقد تكون المستويات العالية من التوتر النفسي أثناء الحمل مرتبطة أيضًا بالتوحد لدى الأطفال، ويبدو أن هذا الارتباط يكون له التأثير الأكبر عندما يتعرض الوالدان للضغط النفسي بين الأسبوع 25 و28 من الحمل.
ما العلاقة بين مرض التوحد والنظام المناعي؟
يستمر الخلل المناعي في مرض التوحد، فبعد الولادة وطوال فترة الطفولة على الأقل، قد يكون لدى الفرد المصاب بالتوحد أجسام مضادة ذاتية داخلية مضادة للدماغ، منفصلة عن أي جلوبيولين مناعي للأم ترتبط بالسلوكيات الشاذة وضعف النمو.
هل لقاح المكورات الرئوية مرتبط بالتوحد؟
العديد من الدراسات، إلى جانب عدم وجود إثبات علمي يدل على أن اللقاحات تطغى على الجهاز المناعي للطفل، قد استبعَدت بشكل فعال فكرة أن اللقاحات تسبب التوحد.