يَصْعب خلال فترة الأعياد التحكّم بتناول الكميات المناسبة من الأطعمة، وتحديداً الحلويات، وغالباً ما لا نستطيع التحكم بالرغبة المستمرة بتناول الطعام، حتى في حالة الشبع، لنشعر بعدها بالذنب، الأمر الذي قد يؤثّر بشكل سلبي على إيقاع حياتنا اليومي وعلى مَن حولَنا، وعلى محاولاتنا لإنقاص الوزن.
نتناول في هذا التقرير:
ما سبب الشعور بالرغبة الشديدة في تناول الطعام؟
كيف أسيطر على الجوع المستمر؟
ما هو علاج الشراهة في الأكل؟
ما سبب الشعور بالرغبة المستمرة في تناول الطعام؟
تعتمد الرغبة المستمرة بتناول الطعام على عوامل مختلفة، بما في ذلك التفكير السلبي حول العادات الغذائية واختيارات الأطعمة التي تجعلكم تشعرون بالذنب ما لم تقللوا من كمية الطعام التي تتناولونها، وزيادة المحفزات العاطفية مثل التوتر، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، واتخاذ خيارات غذائية غير صحية، بالإضافة إلى انحصار التفكير بالوجبة التالية حتى عند الشعور بالشبع، كما أن الرغبة المستمرة بتناول الطعام تزداد عند اتباع حمية غذائية، خاصة خلال الأيام الأولى، مما يزيد من صعوبة تناول كميات محدودة من الطعام. وتدفع تلك الرغبة الناس إلى تناول الطعام رغم أنهم ليسوا جائعين فعلياً، ما يؤدي إلى شعور الكثيرين منهم بالذنب.
كيف أسيطر على الجوع المستمر؟ نصائح من أخصائية في علم النفس حول التحكم بالرغبة المستمرة بتناول الطعام
للتحكم بالرغبة المستمرة بتناول الطعام لمن لا يستطيع المقاومة، قدمت أخصائية علم النفس في "ألوريون" آن جايل كوروبل، ست نصائح للحد من الرغبة المستمرة بتناول الطعام، والتي يمكن اتباعها في حياتنا اليومية:
- يمكنكم تناول جميع الأطعمة، لذلك عندما تشعرون بالرغبة في تناول وجبة ما، لا تحاوِلوا منع أنفسكم، لأن ذلك يزيد تلقائياً من تلك الرغبة، بل عليكم فقط التفكير في موعد تناولها وكميتها. وغالباً ما أستخدم مثالاً عملياً لشرح هذه الفكرة: إذا حاولنا كتابة "لا أريد سيارة وردية" على جوجل، نحصل بالنتيجة على صور ومعلومات حول السيارات الوردية، ويستجيب الدماغ بصورة مشابهة عند تكرار عبارات مثل "لا يمكنني تناول الطعام"، أو "كيف لي أن أشعر بالجوع؟"، أو "لا يمكنني تناول الشوكولاتة"، إذ تعمل هذه الجمل كتذكير دائم للدماغ بالطعام. ومن الأمثلة على ذلك أيضاً ازدياد الرغبة بتناول الأطعمة الممنوعة أثناء الحمل، أو قبل إجراء عملية جراحية.
- للتحكم بالرغبة المستمرة بتناول الطعام وبمواعيد الوجبات وكميتها، أنصحكم بتحديد الوقت المناسب لتناول المأكولات التي ترغبون بها، وبذلك تُلْغون القيود على تناول تلك المأكولات، ولكن تضعون موعداً مناسباً لذلك، مما يُسهم في تحويل تركيزكم من الطعام نفسه إلى خطة تناوله. فعلى سبيل المثال؛ في حال شعرتم برغبة في تناول الشوكولاتة في الصباح، يمكنكم تأجيل ذلك إلى وقت شرب القهوة، أو الوقت المخصص لتناول وجبة خفيفة، أو عند اللقاء مع العائلة والأصدقاء، وبكميات مناسبة. كما يسهم التأجيل في تقليل مستويات القلق، ويسمح بتناول كميات محدودة من الطعام.
- أنصح أيضاً بتجنب التفكير السلبي حول الرغبة المستمرة بتناول الطعام، من خلال محاولة خلق سلسلة من الأفكار الصحية بدلاً من السماح لتلك الرغبة بالسيطرة على أفكارنا.
- يجب التوقف عن الشعور بالذنب عند تناول الطعام، إذ تسهم عوامل عديدة في زيادة الوزن، منها قلة النوم، والحالة العاطفية، وأسلوب الحياة المستقر، والكثير غيرها. وبما أن الطعام يلبّي الاحتياجات الجسدية والنفسية، فيمكنكم تناول جميع الأطعمة، ولكن بكميات مناسبة ودون الشعور بالذنب، إذ يسهم ذلك في الحصول على صفاء الذهن وتخفيف الرغبة المستمرة بتناول الطعام.
- يساعد اتباع ممارسات التأمل أيضاً في تخفيف الشعور بالجوع، وذلك من خلال التركيز على اللحظة الراهنة، وتقبّل أفكارنا ومشاعرنا الداخلية، مما يساعد في تحديد المحفزات العاطفية، وتقبّل المشاعر والتوقف عن تناول الطعام للتخلص من المشاعر السلبية، وبالتالي التحكم بكمية الطعام التي نتناولها.
- أخيراً، يمكن أن يساعد التخطيط للوجبات والوجبات الخفيفة في منع شعور الجوع الشديد، والرغبة الكبيرة المفاجئة بتناول الطعام، واللذَين قد يعززان الرغبة المستمرة بتناول الطعام. كما يتيح ذلك التحكم في العادات الغذائية، مما يقلل من التوتر ومشاعر الذنب المرتبطة بتناول الطعام.
ما هو علاج الشراهة في الأكل؟
هناك العديد من البرامج الغذائية التي أثبتت نجاحها في ذلك، والتي تُسهم في التخفيف من ظاهرة الرغبة المستمرة بتناول الطعام، من خلال المساعدة في تقليل الشهية وتناول الطعام للتخلص من المشاعر السلبية والرغبة الشديدة في تناول الحلويات، من بينها برنامج يَعتمد على استخدام المنظار لوضع بالون داخل المعدة، والذي يُشغِل أكثر من نصف حجم المعدة، مما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول طوال فترة وجود البالون في المعدة، كما يخفف الشهية ويقلل كميات الوجبات، ويساعد على التحكم بالجوع والرغبة في تناول الطعام المرافقة للحمية الغذائية التقليدية. وتؤكد أخصائية علم النفس آن جايل كوروبل على ضرورة تنظيم العادات الغذائية للمرضى، وتحديد محفزات الأكل العاطفي لديهم، وتطوير حلول بديلة لها، كما يمكن الاعتماد على خدمة مدرب فقدان الوزن، الذي يستفيد من تقنية الذكاء الاصطناعي لابتكار استراتيجيات مخصصة تساعد على الحد من الرغبة المستمرة بتناول الطعام.