صحــــتك

متلازمة ستوكهولم عندما تتعاطف الضحية مع الجاني

متلازمة ستوكهولم
متلازمة ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم (Stockholm syndrome) هي طريقة أو آلية للتكيف والتأقلم مع موقف أَسر أو حبس أو إساءة، إذ يطور الناس مع مرور الوقت مشاعر إيجابية ومشاعر تعاطف مع الآسرين لهم أو المسيئين إليهم، وينطبق هذا الأمر على مختلف مواقف الإساءة، بما في ذلك إساءة معاملة الأطفال، وإساءة معاملة المدرب الرياضي، وإساءة استخدام العلاقات، وكذلك الإتجار بالجنس، ويمكن أن تشمل وسائل العلاج، العلاجات النفسية "العلاج بالكلام"، أو بالأدوية إذا لزم الأمر.

ما هي متلازمة ستوكهولم ؟

هي استجابة نفسية تنشأ نتيجة الاحتجاز أو الأسر، إذ ينشأ رابط نفسي بين المصاب بهذه المتلازمة وآسريه، فيبدأ المأسور بالتعاطف معهم، كما تتضمن متلازمة ستوكهولم أنواعاً أخرى من الصدمات التي تنشأ فيها روابط بين المعتدي والشخص الذي يتعرض للإيذاء، ويعتبر الكثير من الأطباء النفسيين أن هذه الاستجابة تعتبر استجابة نفسية، ويتم استخدام هذه الآلية للتكيف مع القدرة على البقاء على قيد الحياة بعد أيام أو أسابيع أو سنوات من الصدمة أو سوء التعامل، وتشمل الحالات النفسية الأخرى ما يلي:

  • الترابط المؤلم.
  • العجز المكتسَب.
  • متلازمة الشخص المعنَّف.

سبب تسمية متلازمة ستوكهولم بهذا الاسم

وقعت حادثة سطو على بنك عام 1973 في مدينة ستوكهولم في السويد، وخلال المواجهة مع الشرطة التي استمرت ستة أيام؛ أصبح العديد من موظفي البنك متعاطفين مع لصوص البنك، وبعد إطلاق سراحهم رفض بعض موظفي البنك الإدلاء بشهاداتهم ضد لصوص البنك في المحكمة، بل وقاموا بجمع الأموال للدفاع عنهم، لذا أطلق أطباء النفس على هذا الحدث اسم متلازمة ستوكهولم.

أعراض متلازمة ستوكهولم

على الرغم من أن متلازمة ستوكهولم ليست تشخيصاً رسمياً؛ فإن الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة لديهم بعض الأعراض المشتركة، والتي تشمل ما يلي:

  • ذكريات الماضي.
  • صعوبة في التركيز.
  • مشاعر إيجابية تجاه الخاطفين أو المعتدين.
  • التعاطف مع سلوكيات ومعتقدات خاطفيهم.
  • مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو شخصيات السلطة الأخرى.

تشبه الأعراض الأخرى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وتشمل:

  • الشعور بعدم الثقة أو التوتر أو القلق.
  • عدم القدرة على الاسترخاء أو الاستمتاع بالأشياء التي كنت تستمتع بها سابقاً.

أسباب متلازمة ستوكهولم

ليس كل الأشخاص الذين يمرون بموقف ما قد يعانون من متلازمة ستوكهولم ، وليس هناك أسباب واضحة لتصرّف بعض الأشخاص بهذه الطريقة، ولكن الاعتقاد السائد أنهم يتخذون هذه الآلية للبقاء على قيد الحياة، فيُنشئ الشخص هذه الروابط للتعامل مع موقف متطرف أو مرعب، ويُعتقد أن هناك بعض الأسباب الأساسية التي يمكن أن تشمل:

  • البقاء في موقف مشحون عاطفياً لفترة طويلة.
  • الوجود في مساحة مشتركة مع محتجز الرهائن في ظروف سيئة، على سبيل المثال؛ عدم وجود ما يكفي من الطعام، أو الوجود في مكان غير مريح جسدياً).
  • عندما يعتمد الرهائن على السَّجان لتلبية احتياجاتهم.
  • عندما لا يتم تنفيذ التهديدات على الحياة، على سبيل المثال عمليات الإعدام الوهمية.
  • عندما لا يتم تجريد الرهائن من إنسانيتهم.

وقد يتعرض الشخص للإيذاء والتهديد الشديد من قبل الآسر أو المعتدي، لكنه يعتمد عليهم أيضاً للبقاء على قيد الحياة، وإذا كان المعتدي لطيفاً بأي شكل من الأشكال فقد يتمسك الضحية في هذا كآلية تكيف من أجل البقاء، وقد يتعاطفون معهم أيضاً بسبب هذا اللطف.

ما هو علاج متلازمة ستوكهولم ؟

متلازمة ستوكهولم غير معترف فيها رسمياً كحالة طبية من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فلا يوجد علاج نظامي معتمد لها، ومع ذلك عادة ما يتضمن علاج هذه المتلازمة العلاج النفسي بالكلام أو من خلال العلاج بالأدوية، ويمكن للمريض أن يتعلم طرقًا صحية للتعامل مع الصدمة التي تعرض لها، فقد يساعدك العلاج على:

  • فهم واستيعاب التجربة التي مررت بها.
  • عليك فهم أن سلوك التعاطف تجاه السجان هو بمثابة أسلوب ومهارة للبقاء على قيد الحياة.
  • إذا كانت لديك أعراض فقد يصف لك مقدم الرعاية الصحية أدوية تساعدك على النوم أو تقليل القلق أو الاكتئاب.

متلازمة ستوكهولم في العلاقات اليومية

تصف متلازمة ستوكهولم في الأساس تعاطف الرهينة مع الخاطف، أو تعاطف الضحية مع الجاني، ولكن تم تطبيقها أيضاً على نطاق واسع على العلاقات اليومية الحميمية، ويشمل هذا العلاقات الأبوية والعلاقات الرومانسية والصداقات، لذا يمكن أن تنشأ هذه المتلازمة في العديد من العلاقات التي تشمل:

  • الإساءة للأطفال: يمكن أن تكون الإساءة للأطفال جداً مؤذية، خاصة عندما يتم تهديدهم أو أذيتهم جسدياً، ولكن الشخص المؤذي يمكن أن يفسر ذلك على أنه حب أو عاطفة، وبناء عليه يمكن أن تنشأ رابطة عاطفية بين الطفل والمعتدي.
  • الرياضات: الأطفال والشباب الذين لديهم مدربين مسيئين قد يصابون بمتلازمة ستوكهولم، فقد يبدؤون بتبرير سلوك المدرب ويدافعون عنه ويتعاطفون معه.
  • الإساءة المنزلية: يمكن أن يؤدي العنف المنزلي الجنسي أو العاطفي أو الجسدي إلى إرباك الروابط العاطفية بين الضحية والمعتدي، وقد يستمر الناجون من العنف المنزلي في الشعور بالحب العميق والمودة تجاه شركائهم على الرغم من تعرضهم للعنف.
  • الاتجار بالجنس: يصبح الأشخاص الذين يتم إجبارهم على الإتجار في الجنس معتمدين على خاطفيهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وقد يطورون رابطة عاطفية للبقاء على قيد الحياة.

متلازمة ستوكهولم في الزواج

يمكن أن تظهر متلازمة ستوكهولم في العلاقات الشخصية المختلفة، بما في ذلك الزواج، إذ تشير هذه المتلازمة إلى ظاهرة نفسية حين يتطور لدى الرهائن أو ضحايا الاعتداء مشاعر إيجابية أو ولاء تجاه آسريهم أو المعتدين عليهم، ويمكن أن تكون هذه آلية للبقاء على قيد الحياة، إذ إن التعاطف مع المعتدي يقلل من خطر الأذى، ففي سياق الزواج إذا كان الشريك مسيئاً أو مسيطراً قد تتطور لدى الشريك الآخر مشاعر أو سلوكيات تتوافق مع متلازمة ستوكهولم.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

ما هي علامات متلازمة ستوكهولم ؟

يبدأ الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة من إظهار مشاعر التعاطف مع المعتدين عليهم، بل ويشعرون أن المعتدين على حق، وقد يبدؤون أيضاً في استيعاب وتبرير الإساءة الجسدية والعاطفية معتقدين أنهم يستحقون ذلك. وعلى الرغم من أن هذه التصرفات والمشاعر تبدو غير معقولة، فإنها تعتبر طبيعية، إذ يتخذها الضحية للبقاء على قيد الحياة وتقليل الأذى الذي يتعرض له.

هل متلازمة ستوكهولم شكل من أشكال الحب؟

هذه المتلازمة ليست حباً على الرغم من أنها تظهر على شكل ارتباط عاطفي عميق، وبسبب ذلك قد يكون من الصعب التفريق بين هذه المتلازمة والحب الحقيقي، لكن ما يجب معرفته أن العلاقات الصحية الحقيقية تخلو من الإساءة والأذى بين الشريكين.

كيف ندعم شخصًا مصابًا بمتلازمة ستوكهولم ؟

يجب أن تتحلى بالصبر والتعاطف والتفهم لمساعدة شخص مصاب بهذه المتلازمة، وأقل ما يمكنك تقديمه هو السماح له بالتعبير عن مشاعره وتجاربه دون تجاهلها أو التقليل منها، ويمكن تقديم معلومات له حول هذه المتلازمة وآثارها، وتوضيح سبب شعوره بتلك المشاعر، وسبب تصرفه بهذه الطريقة، ويمكن أن تعرض عليه الحصول على استشارة طبية من قبل أخصائي نفسي، وإذا تعرض لإساءة جسدية فيمكنه اللجوء إلى المراكز المتخصصة لحمايته ومساعدته على تخطي ذلك.

 

ختاماً، متلازمة ستوكهولم هي طريقة للتكيف مع وضع متطرف أو عنيف عند التعرض لإساءة أو الايذاء، فبدلاً من الشعور بالخوف والرعب والعداء تجاه المعتدي، فقد تبدأ بالشعور بالإنسانية والتعاطف معه. فإذا كنت أنت أو أحد من عائلتك قد شعرت بالتعاطف تجاه الشخص الذي أساء إليك؛ فهذا ليس تصرفًا خاطئًا، وما حدث معك هي مجرد طريقة للتكيف ومحاولة البقاء على قيد الحياة، وسيقوم مقدم الرعاية الصحية بمساعدتك للتعافي من هذه الحالة.

آخر تعديل بتاريخ
15 أغسطس 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.