ليس الإيذاء الجسدي فقط هو ما يسمم العلاقات العاطفية، فمن الممكن لشريكك أن يسيء معاملتك نفسيًا أو عاطفيًا بشكل يصعب معه تحديد طبيعة هذا الإيذاء وإثباته. وهناك الكثير من الحملات التي تم تنظيمها في عام 2015 بالمملكة المتحدة لمساعدة النساء للكشف عن طبيعة العلاقات القسرية التي يقعن فيها، والسعي لتجريم هذه النوعية من العلاقات.
اقــرأ أيضاً
إلا أنه بالرغم من كل هذه الحملات الدولية ما يزال هناك استغلال عاطفي ينمو بشكل تدريجي وخبيث وتقع ضحيةً له في الغالب كثير من النساء. سنتعرف في هذا المقال إلى سبل تحديد طبيعة العلاقات القسرية وكيف مكن مواجهتها.
* ما هو التحكم القسري؟
العلاقات القسرية هي أحد أشكال الاستغلال العاطفي والإساءة النفسية، حيث يقوم الطرف المتحكم بممارسة سلطة ما على ضحيته من خلال التهديد والإذلال والتحقير بهدف السيطرة على تصرف أو سلسلة من التصرفات للطرف الأضعف.
إذ يتمكن الشخص المتحكم من سلب حرية ضحيته والتقليل من نظرتها لذاتها. بل والأسوأ من ذلك أن الضحية تشعر مع الوقت بأنها أكثر اعتمادية على الطرف المتحكم وبذلك تُخلق دائرة مفرغة من التحكم والاستغلال. هذه الدائرة الخفية تضغط على الضحية شيئًا فشيئًا وعادة ما ينتهي الأمر بفقدان ثقتها بذاتها وتدهور صحتها العقلية.
* ما الذي يدفع بعض الأشخاص للتحكم واستغلال الآخرين؟
الأمر كله يدور حول فكرة ومفهوم التحكم وهناك نظريات عدة تفسر أسباب حدوث هذا التحكم من قبل البعض وتجيب عن تساؤل لماذا يقوم المعتدون بالتحكم في حياة المقربين لهم؟
وهناك نظرية ترى أن المعتدين ما هم إلا شكل من أشكال المجرمين الذين يرتكبون الجرائم بوعي وطرق مدروسة لتحقيق نوع من السيادة والهيمنة. وهذه النظرية تقر وتميل إلى أن الرجال هم الأكثر قيامًا بهذا. بينما يعتقد البعض أن الاستغلال والإساءة ما هما إلا نتاج جرح عميق نفسي أثَّر على تطور هؤلاء الأشخاص نفسيًا وليس له أي علاقة بجنس الشخص سواء كان ذكرًا أو أنثى.
اقــرأ أيضاً
* كيف يمكنك مراقبة التحكم القسري وإثباته؟
تكمن المشكلة في كل أشكال الاستغلال العاطفي (بما فيها التحكم القسري) أنه دائما ما يصعب تمييزه وإثباته سريعًا، بعكس العنف الجسدي الواضح والصريح. وهذا يعني أنه من الصعب الإخبار به في حال حدوثه، خاصة وأن التحكم القسري يلعب على حبل التشكيك في النفس طوال الوقت.
وهناك بضع علامات تحذيرية لتساعدنا بطريقةٍ أسرع على تمييز أي سلوك سلبي وأي نوع من أنواع التحكم القسري من أحد الطرفين:
1- التقييد والعزل
يحدث عندما يقوم الطرف المستغِل بعزل ضحيته ومنعها من ممارسة أهم الأشياء في حياتها. مثل العزل عن الأصدقاء أو العائلة والحرمان من أي دعم مثل الدعم الطبي وكذلك تقييد الحرية في الاختيار مثل اختيار المأكل والمشرب وأوجه الإنفاق. وهذا يجعل الضحية تشعر بالوحدة والانقطاع عن العالم الخارجي ومن ثم تصبح فريسة سهلة للشخص المستغل وأسيرة لتحكماته.
2- الإساءة اللفظية
هي أي شيء يحط من شأن الضحية أو يسلب عنها صفاتها الإنسانية، ما يؤدي إلى فقدان الثقة بالذات والإحساس بالدونية. ويتضمن ذلك الصراخ، التحقير، أو الوصم بالصفات الذميمة. وتشير الأبحاث إلى وجود أشكال للإساءة اللفظية تفوق ما سبق ذكره. فهناك أشخاص تتم الإساءة إليهم بصورة مستمرة دون أن يدركوا ذلك، لأن الضحايا يتم إقناعهم بأنهم يستحقون ما يتم توجيهه إليهم من إساءة نفسية ومن اتهامات.
3- المراقبة
هو المراجعة والسؤال بشكل مستمر حول أين كنت؟ وماذا كنت تفعل؟ سواء كان هذا التتبع من خلال الهاتف، متابعتك عن كثب بصورة شخصية، أو من خلال الإنترنت، وقد يصل الأمر إلى تفتيش الأغراض الشخصية وتصفح الهاتف الخلوي والتجسس على المكالمات، بحيث تشعر الضحية بأنها تحت الرقابة الحثيثة والتحقيق في بعض الأحيان.
اقــرأ أيضاً
* كيف ترد وتواجه هذا التحكم القسري؟
إذا كنت تظن أنك ضحية لمشكلة التحكم القسري فهناك طرق عدة يمكنك فعلها لمواجهة مثل هذه المواقف:
- إذا لاحظت أي علامة أو سلوك يدل على التحكم فعليك في الحال التحدث لأحد من تثق بهم من المقربين من العائلة أو الأصدقاء ليساعدك على التخلص من مثل هذه المواقف التحكمية.
- يمكنك التحدث هاتفيًا إلى إحدى الجهات الحكومية التي تدعم الحقوق الفردية والاجتماعية للمواطنين أو حتى إحدى الجمعيات الأهلية التي تعمل في هذه المجال لتتمكن من تقديم الدعم لك بصورة مناسبة.
- كذلك يمكنك أيضًا التواصل مع أحد الأطباء أو المصحات النفسية إذا كنت تعاني من علاقة قسرية منذ فترة ولا يمكنك الخروج من دائرتها.
ويمكننا وقائيًا تجنب حدوث مثل هذه السلوك السلبي عن طريق:
1- متابعة الحملات التوعوية والمحاضرات والمقالات التي تشرح وتفضح سبل الاستغلال العاطفي والتحكم القسري، ليتسنى لنا اختيار العلاقات الصحية والآمنة.
2- تحديد وفهم طبيعة العلاقات القسرية، لنتمكن من تميّز العلاقات الصحية من العلاقات الاستغلالية أو السامة في وقت مبكر لنختار لحياتنا الشريك المناسب الذي لا يتسبب لنا بأي ضرر نفسي، عاطفي أو بدني في المستقبل.
3- الردّ بقوة وشجاعة على أي تنمر لفظي نتعرض له، وهذا من شأنه أن يوصل رسالة للشخص المعتدي بقوة الطرف الآخر وقدرته على دفع أي إيذاء يتعرض له.
إلا أنه بالرغم من كل هذه الحملات الدولية ما يزال هناك استغلال عاطفي ينمو بشكل تدريجي وخبيث وتقع ضحيةً له في الغالب كثير من النساء. سنتعرف في هذا المقال إلى سبل تحديد طبيعة العلاقات القسرية وكيف مكن مواجهتها.
* ما هو التحكم القسري؟
العلاقات القسرية هي أحد أشكال الاستغلال العاطفي والإساءة النفسية، حيث يقوم الطرف المتحكم بممارسة سلطة ما على ضحيته من خلال التهديد والإذلال والتحقير بهدف السيطرة على تصرف أو سلسلة من التصرفات للطرف الأضعف.
إذ يتمكن الشخص المتحكم من سلب حرية ضحيته والتقليل من نظرتها لذاتها. بل والأسوأ من ذلك أن الضحية تشعر مع الوقت بأنها أكثر اعتمادية على الطرف المتحكم وبذلك تُخلق دائرة مفرغة من التحكم والاستغلال. هذه الدائرة الخفية تضغط على الضحية شيئًا فشيئًا وعادة ما ينتهي الأمر بفقدان ثقتها بذاتها وتدهور صحتها العقلية.
* ما الذي يدفع بعض الأشخاص للتحكم واستغلال الآخرين؟
الأمر كله يدور حول فكرة ومفهوم التحكم وهناك نظريات عدة تفسر أسباب حدوث هذا التحكم من قبل البعض وتجيب عن تساؤل لماذا يقوم المعتدون بالتحكم في حياة المقربين لهم؟
وهناك نظرية ترى أن المعتدين ما هم إلا شكل من أشكال المجرمين الذين يرتكبون الجرائم بوعي وطرق مدروسة لتحقيق نوع من السيادة والهيمنة. وهذه النظرية تقر وتميل إلى أن الرجال هم الأكثر قيامًا بهذا. بينما يعتقد البعض أن الاستغلال والإساءة ما هما إلا نتاج جرح عميق نفسي أثَّر على تطور هؤلاء الأشخاص نفسيًا وليس له أي علاقة بجنس الشخص سواء كان ذكرًا أو أنثى.
* كيف يمكنك مراقبة التحكم القسري وإثباته؟
تكمن المشكلة في كل أشكال الاستغلال العاطفي (بما فيها التحكم القسري) أنه دائما ما يصعب تمييزه وإثباته سريعًا، بعكس العنف الجسدي الواضح والصريح. وهذا يعني أنه من الصعب الإخبار به في حال حدوثه، خاصة وأن التحكم القسري يلعب على حبل التشكيك في النفس طوال الوقت.
وهناك بضع علامات تحذيرية لتساعدنا بطريقةٍ أسرع على تمييز أي سلوك سلبي وأي نوع من أنواع التحكم القسري من أحد الطرفين:
1- التقييد والعزل
يحدث عندما يقوم الطرف المستغِل بعزل ضحيته ومنعها من ممارسة أهم الأشياء في حياتها. مثل العزل عن الأصدقاء أو العائلة والحرمان من أي دعم مثل الدعم الطبي وكذلك تقييد الحرية في الاختيار مثل اختيار المأكل والمشرب وأوجه الإنفاق. وهذا يجعل الضحية تشعر بالوحدة والانقطاع عن العالم الخارجي ومن ثم تصبح فريسة سهلة للشخص المستغل وأسيرة لتحكماته.
2- الإساءة اللفظية
هي أي شيء يحط من شأن الضحية أو يسلب عنها صفاتها الإنسانية، ما يؤدي إلى فقدان الثقة بالذات والإحساس بالدونية. ويتضمن ذلك الصراخ، التحقير، أو الوصم بالصفات الذميمة. وتشير الأبحاث إلى وجود أشكال للإساءة اللفظية تفوق ما سبق ذكره. فهناك أشخاص تتم الإساءة إليهم بصورة مستمرة دون أن يدركوا ذلك، لأن الضحايا يتم إقناعهم بأنهم يستحقون ما يتم توجيهه إليهم من إساءة نفسية ومن اتهامات.
3- المراقبة
هو المراجعة والسؤال بشكل مستمر حول أين كنت؟ وماذا كنت تفعل؟ سواء كان هذا التتبع من خلال الهاتف، متابعتك عن كثب بصورة شخصية، أو من خلال الإنترنت، وقد يصل الأمر إلى تفتيش الأغراض الشخصية وتصفح الهاتف الخلوي والتجسس على المكالمات، بحيث تشعر الضحية بأنها تحت الرقابة الحثيثة والتحقيق في بعض الأحيان.
* كيف ترد وتواجه هذا التحكم القسري؟
إذا كنت تظن أنك ضحية لمشكلة التحكم القسري فهناك طرق عدة يمكنك فعلها لمواجهة مثل هذه المواقف:
- إذا لاحظت أي علامة أو سلوك يدل على التحكم فعليك في الحال التحدث لأحد من تثق بهم من المقربين من العائلة أو الأصدقاء ليساعدك على التخلص من مثل هذه المواقف التحكمية.
- يمكنك التحدث هاتفيًا إلى إحدى الجهات الحكومية التي تدعم الحقوق الفردية والاجتماعية للمواطنين أو حتى إحدى الجمعيات الأهلية التي تعمل في هذه المجال لتتمكن من تقديم الدعم لك بصورة مناسبة.
- كذلك يمكنك أيضًا التواصل مع أحد الأطباء أو المصحات النفسية إذا كنت تعاني من علاقة قسرية منذ فترة ولا يمكنك الخروج من دائرتها.
ويمكننا وقائيًا تجنب حدوث مثل هذه السلوك السلبي عن طريق:
1- متابعة الحملات التوعوية والمحاضرات والمقالات التي تشرح وتفضح سبل الاستغلال العاطفي والتحكم القسري، ليتسنى لنا اختيار العلاقات الصحية والآمنة.
2- تحديد وفهم طبيعة العلاقات القسرية، لنتمكن من تميّز العلاقات الصحية من العلاقات الاستغلالية أو السامة في وقت مبكر لنختار لحياتنا الشريك المناسب الذي لا يتسبب لنا بأي ضرر نفسي، عاطفي أو بدني في المستقبل.
3- الردّ بقوة وشجاعة على أي تنمر لفظي نتعرض له، وهذا من شأنه أن يوصل رسالة للشخص المعتدي بقوة الطرف الآخر وقدرته على دفع أي إيذاء يتعرض له.