نظراً لتبدل ظروف الحياة وتغير مجرياتها التي أثرت على تصرفاتنا وشخصياتنا، بتنا عرضة لاضطرابات نفسية مختلفة قد تتطور أحياناً إلى أن نصبح بحاجة للعلاج المختص، ومن هذه الاضطرابات اضطراب تعدد الشخصيات. فما هذا الاضطراب وما أعراضه؟
ما هو اضطراب تعدد الشخصيات؟
يظهر في هذا النوع من الاضطراب تشويش في الهوية الشخصية، بحيث تظهر على المصاب شخصيتان أو أكثر، منفصلة ومختلفة عن بعضها البعض، الأمر الذي يؤثر ويتحكم في تصرفاته في أوقات مختلفة. وعندما تتحكم إحدى هذه الشخصيات على حالة المصاب فإنه يصعب عليه تذكر الأشخاص والأحداث التي حدثت عندما كانت تتحكم به شخصية أخرى.
ما أعراض هذا الاضطراب؟
تظهر على المصابين بهذه الحالة أعراض متعددة، ندرج هنا بعضاً منها:
- يظهر الفرد بهويتين أو أكثر من الهويات المميزة أو حالات الشخصية (لكل منها نمطها الدائم من الإدراك والارتباط والتفكير في البيئة والذات).
- تغير في مستويات الأداء ما بين النشاط الملحوظ إلى العجز التام.
- صداع شديد أو ألم في أي عضو من أعضاء الجسم.
- تبدد الشخصية والشعور بالضياع نتيجة خلل في حالة الوعي.
- شعور المريض بـأن العالم من حوله قد تغير وأصبح كل ما فيه بالنسبة له غريبًا.
- الاكتئاب وتقلب المزاج والارتباك.
- الشعور بالانفصال عن الذات.
- تغيرات يصعب تفسيرها في نمط النوم وتناول الطعام.
- القلق والعصبية ونوبات الهلع.
- ترديد الأفكار الانتحارية.
- الهلوسات والشعور بالأشياء موجودة فعلياً.
- فقدان الذاكرة وعدم الشعور بالزمان.
- اللجوء أحياناً إلى تعاطي المخدرات والكحول.
ما مضاعفات الإصابة بهذا الاضطراب؟
لهذا الاضطراب بعض المضاعفات التي قد تنعكس سلباً على المصاب به، مثل:
- الشروع بالانتحار أو إيذاء النفس.
- الإصابة بالاكتئاب والقلق.
- الإصابة باضطراب التوتر التالي للصدمة.
- اضطرابات النوم مثل الكوابيس والأرق والمشي أثناء النوم.
- محاولة إيذاء الآخرين وممارسة العنف معهم.
كيف يمكنك مساعدة شخص يعاني من اضطراب تعدد الشخصيات؟
لا تيأس عندما يمر شخص محبب إليك بأعراض هذا الاضطراب، وإليك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها:
- ثقف نفسك حول هذا الاضطراب.
- احصل على المساعدة من شخص مختص.
- لا تستهجن أي تصرف من تصرفات المصاب وتوقع منه أي شيء.
- شجع المريض على زيارة المعالج النفسي بانتظام.
- قم بزيارة المعالج المختص مع الشخص المصاب لتشجيعه على العلاج.
- اطلب من المعالج أن يعطيك معلومات وافية عن الاضطراب ونصائح للتعامل معه.
- عندما يتعرض المصاب لنوبات تغير الشخصية فإنه قد لا يعرفك مما قد يشعره ذلك بالخوف، لذا فعرف عن نفسك له وأشعره بالاطمئنان.
- شجع المصاب على الانضمام إلى جمعيات مختصة يوجد فيها مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب.
- احذر من العلامات التي قد تشير إلى رغبة المصاب بالانتحار أو إيذاء نفسه، واطلب المساعدة إذا لزم الأمر.
- كن دائماً على استعداد تام للاستماع إلى المريض إذا رغب بالتحدث، واسمح له بالتعبير عما يجول في خاطره دون مقاطعة أو لوم.
هل هناك علاج لهذا الاضطراب؟
قد تساعد بعض الأدوية في علاج بعض أعراض اضطراب الشخصية المتعددة، مثل الاكتئاب أو القلق. لكن العلاج الأكثر فعالية هو العلاج النفسي، حيث يمكن للطبيب النفسي توجيه المصاب نحو العلاج الصحيح، كما يمكن الاستفادة من العلاج الفردي أو الجماعي أو الأسري.
ويركز العلاج النفسي على:
- التعرف على الصدمات أو الإساءات السابقة والتعامل معها.
- السيطرة على التغيرات السلوكية المفاجئة.
- دمج الهويات المنفصلة في هوية واحدة.
قد يصعب علينا تقبل فكرة إصابة شخص ما قريب منا بأي اضطراب من الاضطرابات النفسية، لكن الأهم من ذلك هو طريقة تعاملنا الصحيحة معه، والتصرف مع المصاب بهدف التحسين من حالته لا زيادتها.
المصادر:
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9792-dissociative-identity-disorder-multiple-personality-disorder
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dissociative-disorders/symptoms-causes/syc-20355215
- https://www.psychologytoday.com/us/conditions/dissociative-identity-disorder-multiple-personality-disorder