هل هناك علاقة مثبتة بين نوعية الغذاء ومعدل الإصابة بالخرف الشيخي، أو داء ألزهايمر، أو ترسب بروتين الأميلويد في الدماغ؟
هناك بعض الدراسات المنشورة والتي أجريت في إيطاليا وسويسرا، التي لم تظهر وجود علاقة مهمة بين نوعية الغذاء وحدوث الخرف، بينما أظهرت بعض الدراسات السابقة التي أجريت في إيطاليا، وبريطانيا، وفرنسا أن تناول غذاء يحتوي على مكونات ما يسمى بطعام منطقة البحر الأبيض المتوسط، يمكن أن يقلل بالفعل احتمال حدوث الخرف الشيخي وداء ألزهايمر ومرض أميلويد. يشمل طعام منطقة البحر الأبيض المتوسط تناول كمية جيدة من الفواكه والخضار الطازجة، وزيت الزيتون، والأسماك، وكميات أقل من الدهون الحيوانية المشبعة والأطعمة المصنَّعة. ولكن دراسة جديدة من السويد أظهرت نتائج مختلفة.
ما هي دراسة الغذاء السويدية الجديدة؟
أجريت هذه الدراسة الإحصائية في الأصل لتتبع الحالة الصحية، خاصة ظهور مرض السرطان، لدى 28،025 شخصاً ممن بلغ متوسط أعمارهم 58 سنة- بينهم 61% من النساء. تم تسجيلهم في الدراسة في الفترة 1991-1996، وتمت متابعتهم بشكل منتظم على مدى أكثر من عشرين سنة. لم يكن أي واحد من المشاركين مصاباً بالخرف أو نقص التركيز الذهني أو ضعف الذاكرة في بداية الدراسة.
طلب الباحثون من المشاركين أن يسجلوا تفاصيل نوعية وكمية الطعام الذي يتناولونه على مدى أسبوع في استبيان كتابي، تبعته مقابلة شفهية مع أحد الباحثين لمزيد من الأسئلة التفصيلية عن عادات الغذاء.
تم تشخيص الخرف بمقابلة أطباء مختصين بفحص الذاكرة. وتم فحص مكونات السائل النخاعي الشوكي الذي يحيط بالدماغ لدى 738 مشاركاً ممن ظهرت عليهم علائم اضطراب في الذاكرة والإدراك، لقياس مستوى وجود بروتين الأميلويد. كان التركيز في المتابعة بشكل رئيسي على ظهور أي علامة من علامات الخرف أو ضعف الذاكرة، أو نقص الإدراك، أو داء ألزهايمر.
ما هي نتائج الدراسة السويدية الجديدة؟
ظهرت علامات الخرف العامة بكافة أنواعه لدى 1943 مشاركاً (6.9%) على مدى 19.8 سنة من المتابعة. لم تُظهِر المقارنة الإحصائية وجود علاقة مهمة إحصائياً بين نوعية الغذاء وظهور الخرف من أي نوع كان. كما لم تُظهِر علاقة إحصائية مهمة بين تناول طعام منطقة البحر الأبيض المتوسط، والوقاية من ظهور الخرف، أو داء ألزهايمر. كما لم تُظهِر، في جزء جانبي من الدراسة على مدى خمس سنوات، وجود علاقة مثبتة بين الإصابة بالداء السكري وظهور الخرف بكافة أشكاله. ولم يثبت وجود علاقة بين نوعية الغذاء وتراكم بروتين الأميلويد في السائل النخاعي الشوكي.
ما الذي تدل عليه نتائج هذه الدراسة عن العلاقة بين الغذاء والخرف؟
- لم تظهر علاقة مهمة بين نوعية الغذاء في منتصف العمر، وظهور أي نوع من أنواع الخرف على مدى نحو عشرين سنة من المتابعة.
- لم يثبت أن تناول نوعية الغذاء الذي توصي به الهيئات الصحية عادة، ولا تناول طعام منطقة البحر الأبيض المتوسط، يمكن أن يفيد في الوقاية من الخرف، أو داء ألزهايمر، أو مرض تراكم بروتين الأميلويد.
- لا تنفي الدراسة بالطبع احتمال وجود علاقة بين نوعية الطعام وتطور الخرف، إنما توضح أن اتباع توصيات الهيئات الصحية السويدية، التي تشبه التوصيات في أميركا وبريطانيا، لم تثبت علاقته بالوقاية من الخرف.
- من المهم أن نتوصل إلى فهم أفضل للعلاقة بين نوعية الغذاء ومكوناته المختلفة مع احتمال الإصابة بالخرف ومشاكل الذاكرة والإدراك. ولكن هذا يقتضي إجراء دراسات عديدة في مجموعات بشرية مختلفة، وفي دول متعددة، وبشكل مستقبلي محدد. وعدم الاعتماد على نتائج دراسات إحصائية لم تجمع بياناتها مسبقاً لهذا الغرض تحديداً، وإنما جمعت أصلاً في حالة الدراسة السويدية بغرض التقصي عن ظهور حالات السرطان.
- ربما تجب دراسة عوامل متعددة تتعلق بالخرف والذاكرة ونقص الإدراك، وليس الغذاء وحده، مثل الرياضة والوزن وعادات أخرى مثل التدخين والمشروبات الكحولية في الوقت نفسه، لأن الإصابة بالخرف قد تكون نتيجة لعوامل متعددة.
المصادر
Mediterranean Diet, Alzheimer Disease Biomarkers, and Brain Atrophy in Old Age | Neurology
Does Diet Matter? Study Questions Links Between Diet and Dementia | MedPage Today