يلعب النوم دورًا مهمًا في صحّتنا العامة، بما في ذلك قدراتنا المعرفية، مثل الذاكرة. لدعم هذه الفكرة، وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن النوم العميق قد يساعد في الحماية من فقدان الذاكرة لدى كبار السنّ، وينطبق هذا الأمر على كبار السنّ الذين يرتفع لديهم مستوى ما يعرف باسم "بيتا أميلويد" في الدماغ، وهو أحد البروتينات التي تُعتبر عاملًا رئيسيًا في الإصابة بمرض الزهايمر.
ما هو النوم العميق؟
هناك أربع مراحل رئيسية للنوم، تُعرف المرحلة الثالثة من النوم مع حركة العين غير السريعة بالنوم العميق، أو نوم الموجَة البطيئة، وهذه هي مرحلة النوم التي يكون فيها الجسم والدماغ أكثر راحة، وتتباطَأ فيها معدلات نبضات القلب والتنفس في الجسم، وتصبح موجات الدماغ أطول وأبطأ، وتعتبر هي المرحلة الأصعب للاستيقاظ منها بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الدماغ أثناء النوم العميق بتنظيم الذكريات الجديدة.
الآلية الأخرى التي نعرفها هي أن النوم العميق ينقل الذكريات من مستودع ضعيف قصير المدى إلى مكان تخزين طويل الأمد، وأكثر ديمومة داخل الدماغ، ويعمل على حمايتها، ولكي تعود في اليوم التالي بواسطة هذه الآليات، وكأنك قد ضغطت على زر الحفظ لتلك الذكريات، ولن تعاني من النسيان كثيراً.
علاقة النوم العميق بمرض الزهايمر حسب الدراسة
في هذه الدراسة، قام فريق البحث بإجراء الدراسة على 62 مشاركًا من كبار السن، وكان جميع المشاركين في الدراسة أصحِّاء، ولم يتم تشخيص إصابتهم بالخرَف، وكان لدى نصف المشاركين مستويات عالية من رواسب بيتا أميلويد في أدمغتهم، بينما لم يكن لدى النصف الآخر أي من تلك الرواسب.
راقب العلماء موجات النوم للمشاركين في الدراسة أثناء نومهم في المختبر باستخدام جهاز لتخطيط كهربية الدماغ، وبمجرد استيقاظ المشاركين، طُلب منهم إكمال مهمة الذاكرة لمطابقة أسماء أشخاص مع وجوههم. عند التحليل، وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة، الذين لديهم كميات أعلى من بيتا أميلويد، والذين لديهم مستويات أعلى من النوم العميق، كان أداؤهم أفضل في اختبار الذاكرة من أولئك الذين لديهم نفس الكمية من بيتا أميلويد، والذين كان نومهم أسوأ. أي أن النوم العميق قد حسن ذاكرة بعض المشاركين في الدراسة على الرغم من وجود مستويات أعلى من بروتينات بيتا أميلويد في أدمغتهم.
المصدر: