صحــــتك

هل الغلوتين مضر بالصحة حقًا؟

نسمع كثيراً عن المنتجات الخالية من الغلوتين، ويعتقد كثيرون أنها صحية أكثر، لكن يبقى السؤال: هل يعدّ الغلوتين مضرًا بالصحة فعلاً؟ في الحقيقة، يحتمل هذا السؤال الإجابتين، نعم ولا. دعونا نتعرف أكثر خلال هذا المقال.

ما الغلوتين؟

الغلوتين هو بروتين موجود بشكل طبيعي في بعض الحبوب، بما في ذلك القمح والشعير، وهو يعمل كمادة رابطة، أي أنه يساعد على تماسك الطعام مع بعضه البعض، وتمنحه خاصية التمدد، كما يحدث في عجينة البيتزا مثلاً، أما بدون وجود الغلوتين، تكون العجينة سهلة التفكك.

ومن الحبوب الأخرى التي تحتوي على الغلوتين الحنطة والسميد، وعلى الرغم من أن الشوفان يعد خاليًا من الغلوتين بشكل طبيعي، فغالبًا ما يحتوي على الغلوتين بسبب التعرض له عند زراعته بالقرب من الحبوب التي تحتوي على الغلوتين، أو معالجته في نفس المرافق.

الفوائد الصحية للغلوتين:

غالباً ما يرتبط الغلوتين بالأطعمة التي تحتوي على القمح المتوافرة بكثرة في وجباتنا الغذائية، لكن الإعلام السلبي يسهم في تشكيك البعض في مكانته في النظام الغذائي الصحي، بل لوحظ أن هناك القليل من الأبحاث المنشورة لدعم هذه الادّعاءات، حيث إن الأبحاث المنشورة تشير إلى عكس ذلك.

في دراسة أجريت عام 2017 على أكثر من 100000 مشارك غير مصاب بمرض الداء البطني، لم يجد الباحثون أي ارتباط بين استهلاك الغلوتين الغذائي على المدى الطويل وخطر الإصابة بأمراض القلب، بل وأشارت النتائج أيضاً إلى أن الأفراد غير المصابين بالداء البطني والذين يتجنبون الغلوتين قد يزيد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، بسبب احتمالية تقليل استهلاك الحبوب الكاملة.

وربطت عديد من الدراسات استهلاك الحبوب الكاملة بتحسين النتائج الصحية، فعلى سبيل المثال، وُجد أن المجموعات التي أجريت عليها الدراسات، والذين يستهلكون كمية أعلى من الحبوب الكاملة بما في ذلك القمح (ما يعادل 2-3 حصص يومياً) لديها معدلات أقل بكثير فيما يتعلق بالإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وتطور النوع الثاني من مرض السكري وانخفضت نسبة الوفيات لديهم، وذلك بعد مقارنتها بالمجموعات التي تتناول كميات أقل من الحبوب الكاملة (أقل من حصتين يومياً)، كما أن الغلوتين قد يعمل أيضاً كمادة حيوية، حيث إنه يساعد في تغذية البكتيريا الجيدة في أجسامنا.

متى يعد الغلوتين مشكلة صحية؟

يمكن أن يسبب الغلوتين تأثيرات جانبية خطيرة لدى بعض الأفراد، حيث يكون رد فعل بعض الأجسام مختلفًا عند تعرضه للغلوتين، فقد يعدّه الجسم مادة سامة، مما يتسبب في المبالغة في رد فعل الخلايا المناعية ومهاجمتها، وإذا استمر شخص يعاني من الحساسية في تناول الغلوتين عن غير قصد، فإن هذا يؤدي إلى حدوث رد فعل مناعي أشبه بالمعركة، مما يسبب حدوث التهاب.

ويمكن أن تتراوح التأثيرات الجانبية من خفيفة (كالإرهاق والانتفاخ ونوبات الإمساك والإسهال) إلى شديدة (كفقدان الوزن غير المتعمد وسوء التغذية وتلف الأمعاء) كما يظهر في الحالة المعروفة باسم الداء البطني. وتُظهر الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالداء البطني معرضون أيضاً لخطر الإصابة بهشاشة العظام وفقر الدم، بسبب سوء امتصاص الكالسيوم والحديد.

لكن الخبر السار هو أن إزالة الغلوتين من النظام الغذائي قد يبعد هذا الضرر، حيث إن هذه الحمية هي الأساس في العلاج الطبي للداء البطني. ومع ذلك، قد يكون فهم واتباع نظام غذائي صارم خالٍ من الغلوتين أمراً صعباً، وقد يتطلب الأمر توجيهاً من اختصاصي تغذية لمعرفة الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، ولضمان الحصول على العناصر الغذائية الكافية من البدائل الخالية من الغلوتين. تشمل الحالات الأخرى التي قد تتطلب تقليل الغلوتين أو التخلص منه في النظام الغذائي ما يلي:

  • حساسية الغلوتين غير المتعلقة بالاضطرابات الهضمية، والتي يشار إليها أيضاً باسم الاعتلال المعوي الغلوتيني أو عدم تحمل الغلوتين، وهو عدم تحمل الغلوتين مع أعراض مماثلة، كما هو الحال مع مرض الداء البطني، ولكن بدون المستويات المرتفعة المصاحبة للأجسام المضادة والأضرار المعوية.
  • حساسية القمح، وهي الحساسية تجاه واحد أو أكثر من البروتينات (الألبومين أو الغلوتين أو الجليادين أو الجلوبيولين) الموجودة في القمح، والتي تم تشخيصها بفحص الدم المناعي الإيجابي للدم والتعرض للطعام. وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة وقد تشمل التورم أو الحكة في الفم أو الحلق، وحكة العين وضيق التنفس والغثيان والإسهال والتشنجات.
  • التهاب الجلد الحلئي الشكل (DH) -طفح جلدي ينتج عن تناول الغلوتين. إنها استجابة مناعية ذاتية تظهر على أنها طفح جلدي أحمر مستمر يسبب حكة قد ينتج عنه بثور ونتوءات. على الرغم من أن الأشخاص المصابين بالداء البطني قد يكون لديهم DH، فإن العكس ليس صحيحًا دائمًا.

من المهم أن نلاحظ أن الغلوتين يمثل مشكلة فقط لأولئك الذين يتفاعلون بشكل سلبي معه، أو الذين ثبتت إصابتهم بمرض الاضطرابات الهضمية. يمكن لمعظم الناس تناول الغلوتين دون أي آثار جانبية ضارة.

ما الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين؟

الحمية الخالية من الغلوتين هي نظام غذائي يزيل جميع الأطعمة المحتوية على الغلوتين أو المتعرضة له، ومع ذلك، ونظراً لأن الحبوب الكاملة المحتوية على الغلوتين تحتوي على الألياف والعناصر الغذائية بما في ذلك فيتامينات (ب) والمغنيسيوم والحديد، فمن المهم تعويض هذه العناصر الغذائية المفقودة.

إلى جانب تناول الأطعمة الخالية من الغلوتين بشكل طبيعي في شكلها الكامل، مثل الفواكه والخضراوات والبقوليات والمكسرات والبذور والأسماك والبيض والدواجن، فإن الحبوب الكاملة التالية أيضاً هي خالية من الغلوتين بطبيعتها:

  • الكينوا
  • الأرز البني أو الأسود أو الأحمر
  • الحنطة السوداء
  • الدخن
  • حبوب الذرة
  • بذور التيف
  • الشوفان الخالي من الغلوتين

من الضروري أيضاً عدم الاعتماد على الأطعمة المعالجة الخالية من الغلوتين، والتي قد تكون عالية السعرات الحرارية والسكر والدهون المشبعة والصوديوم، وقليلة العناصر الغذائية، مثل البسكويت الخالي من الغلوتين ورقائق البطاطا، وأطعمة الوجبات الخفيفة الأخرى، فغالباً ما تُصنع هذه الأطعمة من الأرز أو الذرة أو دقيق البطاطا المعالج والضار بالصحة.

 

المصدر:

https://www.hsph.harvard.edu/nutritionsource/gluten/

 

آخر تعديل بتاريخ
25 يناير 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.