التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو هو حالة من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الغدة الدرقية، وهي الغدة الصغيرة على شكل فراشة الموجودة في الرقبة، وتلعب الغدة الدرقية دوراً رئيسياً في عملية التمثيل الغذائي وتنظيم الهرمونات ودرجة حرارة الجسم.
وعندما يصاب شخص ما بمرض هاشيموتو، فإن غدته الدرقية تصبح غير قادرة على أداء وظيفتها بشكل جيد، وقد وُجد أن بعض عوامل نمط الحياة، مثل إدارة الإجهاد والنظام الغذائي الخالي من الغلوتين، تساعد في تخفيف بعض أعراض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
ما هو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو ؟
التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو (Hashimoto's thyroiditis) أو التهاب الغدة الدرقية المناعي المزمن، هو من أكثر الأسباب شيوعاً لقصور الدرقية المزمن، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية التي تسبب مهاجمة خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة للغدة الدرقية، والسبب الدقيق غير معروف، ولكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية والجينية تلعب دوراً في حدوث هذا المرض.
تنتج الغدة الدرقية هرمونات تسمى ثلاثي يودوثيرونين (T3) والثيروكسين (T4)، وهي مهمة لوظيفة التمثيل الغذائي السليم. عندما تتعرض الغدة الدرقية للهجوم المناعي، قد تصبح مستويات هذه الهرمونات منخفضة للغاية، أو مرتفعة أحيانًا، مما يؤدي غالبًا إلى قصور الغدة الدرقية أو الغدة الدرقية غير النشطة.
في البلدان النامية، يكون المساهم الأكبر في قصور الغدة الدرقية هو نقص اليود، أما في البلدان التي يضاف فيها اليود إلى ملح الطعام لضمان تناول اليود الكافي، فيعد التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية. وقد وصف المرض لأول مرة من قبل الأخصائي الياباني هاكارو هاشيموتو في عام 1912، ويعتبر هذا المرض أول مرض مناعي ذاتي تم اكتشافه. ويعد التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو أكثر شيوعاً عند الإناث، إذ تعاني النساء من مرض هاشيموتو 10-20 مرة أكثر من الرجال، وتزداد الإصابة مع تقدم العمر.
هناك العديد من الأعراض المصاحبة لمرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو ، ولكن أكثرها شيوعاً التعب، واكتساب الوزن، والشحوب، والوجه المنتفخ، وتضخم الغدة الدرقية، والإحساس بالبرد، وآلام العضلات والمفاصل، والإمساك، وجفاف الشعر، وزيادة دمّ الحيض أو عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء، والإحباط، ونوبات الهلع، وبطء نبضات القلب، ومشكلات في الحمل أو في المحافظة على الحمل بالنسبة للنساء. والمرضى المصابون بمرض التهاب الدرقية هاشيموتو يكون لديهم غالباً تاريخ سابق لأمراض الغدة الدرقية وأمراض المناعة الذاتية في عائلاتهم.
ما هو الغلوتين؟
الغلوتين هو مجموعة من البروتينات التخزينية، مثل الغلوتينين والغليادين، والتي توجد بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، مثل القمح والشعير والجاودار، كما يتم استخدامه أحياناً كمادة مضافة في الأطعمة المصنعة لتحسين الملمس والنكهة، ويحتاج الأفراد الذين يعانون من حالات معينة، مثل مرض الاضطرابات الهضمية، إلى تجنب تناول الغلوتين، وقد يستفيد الأشخاص المصابون باضطرابات المناعة الذاتية الأخرى أيضاً من اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.
هل يجب على مرضى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو تجنب الغلوتين؟
في السنوات الأخيرة، قيل الكثير عن الغلوتين وتأثيره على صحة الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك مرض هاشيموتو، ففي التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو توجد أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية، ويُعتقد أنه عندما يتناول شخص مصاب بهذه الحالة مادة الغلوتين، تنشط تفاعلات هذه الأجسام المضادة، لأن بُنية البروتين في الغلوتين تشبه بُنية الغدة الدرقية.
ترتبط المستويات العالية من الأجسام المضادة بشدة الأعراض في مرض هاشيموتو، لذا فإن خفض مستويات الأجسام المضادة قد يساعد في تخفيف بعض هذه الأعراض، كما توجد بعض الأدلة على أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من حالات مناعية ذاتية غير مرض الاضطرابات الهضمية ككل، لأنه يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب الذي قد يكون مسؤولاً إلى حد كبير عن العديد من الأعراض التي يعانون منها.
وفي دراسة استمرت 6 أشهر على 34 امرأة مصابة بمرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو ، أدى اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين إلى خفض مستويات الأجسام المضادة للغدة الدرقية مع تحسين وظائف الغدة الدرقية ومستويات الفيتامين (د)، مقارنة بمجموعة ثانية اعتمدت النظام الغذائي الاعتيادي، وقد يعاني العديد من الأشخاص المصابين بداء الهاشيموتو أيضًا من حساسية تجاه الطعام، وخاصة تجاه الغلوتين.
في دراسة أجريت على 2232 شخصاً يعانون من مرض الهاشيموتو، اعتقد 76% من المشاركين أنهم يعانون من حساسية تجاه الغلوتين، وأشار هؤلاء المشاركون إلى الإمساك والإسهال والتشنج والانتفاخ والغثيان والارتجاع والغازات والصداع والتعب، كأعراض لتفاعلاتهم مع الغلوتين، ومن بين المشاركين، شعر 88% ممن حاولوا اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين بتحسن، وأبلغ العديد من الأشخاص أيضاً بتحسن في عملية الهضم والمزاج ومستويات الطاقة وانخفاض الوزن.
يوجد الغلوتين في المعكرونة والخبز والمخبوزات والحساء والحبوب، وأفضل طريقة للتخلص من الغلوتين هي التركيز على الأطعمة الخالية منه بشكل طبيعي، مثل الخضراوات والفواكه واللحوم الخالية من الدهون والمأكولات البحرية والفاصوليا والبقوليات والمكسرات والبيض.
النظام الغذائي الذي يوصى به لمرضى هاشيموتو
قد يكون النظام الغذائي الذي يركز على الأطعمة المضادة للالتهابات مفيداً لشخص مصاب بمرض هاشيموتو لأنه يساعد في دعم جهاز المناعة الصحي، بالإضافة إلى ذلك، قد تساعد معادن السيلينيوم والحديد في تقليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية. وفيما يلي بعض الأطعمة الخالية من الغلوتين التي يجب أن تفكر في تضمينها في نظامك الغذائي إذا كنت تعاني من التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو :
- الفواكه: التوت والعنب والكرز والأناناس.
- الخضراوات: البروكلي والقرنبيط والفلفل الحلو والفطر والطماطم والخضراوات الورقية الداكنة مثل السبانخ والكرنب.
- الدهون الصحية: الأفوكادو وزيت الزيتون البكر الممتاز والمكسرات والأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل.
- البروتينات: الدجاج ولحم البقر والديك الرومي والتوفو ومنتجات الألبان مثل الزبادي اليوناني والجبن القليل الدسم.
- الحبوب الخالية من الغلوتين: الشوفان الخالي من الجلوتين والأرز البني والحنطة السوداء والدخن.
نقص بعض العناصر الغذائية يزيد من خطر الإصابة بمرض هاشيموتو
هناك العديد من العناصر الغذائية الضرورية للعمل الطبيعي للغدة الدرقية والجهاز المناعي، فعندما تعاني من نقص في هذه العناصر الغذائية، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض هاشيموتو منها:
-
السيلينيوم
تعد مستويات السيلينيوم المنخفضة أمرًا شائعًا لدى العديد من المصابين بمرض هاشيموتو، حيث يتم تخزين أكبر كمية من السيلينيوم الموجودة في الجسم في الغدة الدرقية، كما أن السيلينيوم مطلوب لتحويل T4 (الشكل غير النشط لهرمون الغدة الدرقية) إلى T3 (الشكل النشط)، وبدون كمية كافية من السيلينيوم، يظل هرمون الغدة الدرقية غير نشط، وقد تتطور أعراض مرض هاشيموتو.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أن مرضى هاشيموتو الذين يتناولون السيلينيوم لديهم مستويات منخفضة من الأجسام المضادة للغدة الدرقية، وتشمل الأطعمة الغنية بالسلينيوم: جوز البرازيل، وسمكة الهلبوت، والمحار، والسردين، والكبد، وبذور دوار الشمس، والبيض والأرز البني.
-
الزنك
هو أحد مضادات الأكسدة القوية، ومعدن مضاد للالتهابات، علاوة على ذلك، الزنك أيضًا عامل مهم في تحويل هرمون الدرقية من T4 إلى T3، ووفقاً للدراسات، مع انخفاض تركيز الزنك في مصل الدم، يزداد مستوى الأجسام المضادة للغدة الدرقية. تشمل الأطعمة الغنية بالزنك: الجبن، والبيض، والحنطة السوداء، وبذور اليقطين، وجنين القمح، وخبز الحبوب الكاملة، واللحوم.
-
الفيتامين د
قد يؤثر نقص الفيتامين د على ما يصل إلى 80٪ من المصابين بمرض هاشيموتو. لذلك، من المهم إضافة الفيتامين د إلى نظامك الغذائي، يمكن إنتاج الفيتامين "د" في الجسم أثناء التعرض لأشعة الشمس، أو استهلاكه من خلال الطعام أو المكملات الغذائية، وأفضل المصادر الغذائية للفيتامين "د" تشمل: زيت كبد سمك القد، والأسماك، والزبدة والحليب ومنتجاتها.
-
الحديد
يوجد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في حوالي 60٪ من مرضى قصور الغدة الدرقية، انخفاض مستويات الحديد أو فقر الدم بسبب نقص الحديد يمكن أن يضعف وظيفة الغدة الدرقية، وغالباً ما تكون المكملات ضرورية للوصول إلى مستويات الحديد الصحية والحفاظ عليها، وتشمل أفضل المصادر الغذائية للحديد: اللحوم، والبيض، والمأكولات البحرية، والسبانخ، والبطاطا الحلوة، والبازيلاء، والبروكلي، والفاصوليا الخضراء والكرنب.
-
الفيتامينات المضادة للأكسدة
تشمل هذه الفيتامينات (أ & ج & هـ)، التي لها القدرة على تحييد الجذور الحرة، أي الجزيئات التفاعلية التي تدمر خلايا الجسم بما فيها خلايا الغدة الدرقية، وتشمل المنتجات التي تمدك بهذه الفيتامينات: الخضار والفواكه ذات اللون الأحمر والبرتقالي والأخضر الداكن (السبانخ والبقدونس والبروكلي والطماطم والفلفل واليقطين والكرز والخوخ والمشمش) والزبدة وصفار البيض والمكسرات.
تحسين صحة الأمعاء
توجد حوالي 70-80% من خلايا الجهاز المناعي في الأمعاء، لذا عندما تحسّن وظيفة الأمعاء، فإنك تحسّن وظيفة المناعة لديك أيضاً، إذ وجِد أن هناك خللًا في توازن البكتيريا الجيدة والسيئة في أمعاء العديد من مرضى هاشيموتو، ويحدث هذا عموماً لأن نقص هرمون الغدة الدرقية يسبب انخفاض حركة الأمعاء، من خلال تناول البروبيوتيك العالي الجودة، يمكنك استعادة البكتيريا الجيدة إلى المستوى الذي يضبط البكتيريا السيئة تحت السيطرة.
الأطعمة التي يجب تجنبها
تشير الأبحاث إلى أن الالتهاب قد يكون أحد العوامل وراء مجموعة واسعة من أعراض مرض هاشيموتو، لذا فإن تقليل الالتهاب في الجسم هو هدف خطة علاج مرض هاشيموتو، وغالباً ما يرتبط الالتهاب بالنظام الغذائي، لذا فمن المنطقي تجنب الأطعمة التي تحتوي على مكونات مسببة للالتهاب في نظامك الغذائي. الأطعمة التالية تميل إلى أن تكون الأكثر تسبباً للالتهابات:
- السكريات.
- الدهون المشبَعة.
- المُحلّيات الصناعية أو المواد الحافظة.
- بعض مكونات الألبان مثل اللاكتوز أو بروتين بيتا كازين.
- فول الصويا والذرة وعباد الشمس وبذرة القطن والقرطم والزيوت النباتية المختلطة.
- الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين مثل القمح، والشعير، والجاودار، والشعير والخميرة بيرة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل يمكن الشفاء من مرض هاشيموتو؟
لا يوجد علاج نهائي أو طريقة للشفاء التام من مرض هاشيموتو لأنه من أمراض المناعة الذاتية، لكن يمكن التعايش معه وضبطه مدى الحياة من خلال تناول بديل هرمون الغدة الدرقية الصناعي الذي يعرف باسم ليفوثيروكسين.
هل الجلوتين مضر لمرضى الغدة الدرقية؟
أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين انخفض لديهم تركيز الأجسام المضادة في الدم، وكانت هذه الأجسام المضادة تحديداً هي التي تهاجم الغدة الدرقية، ويعتقد أن الجليادين الموجود في الجلوتين يزيد أيضاً من مستويات هذه الأجسام المضادة مما يؤدي على الأرجح إلى تفاقم الحالة.
هل يمكنك تناول الخبز مع هاشيموتو؟
النظام الغذائي الغني بالغلوتين الذي يصعب هضمه مثل الموجود في الخبز والأرز والمعكرونة يمكن أن يؤدي إلى تفاعلات التهابية في الغدة الدرقية ويزيد من أعراض مرض هاشيموتو، لذا ننصح بتجنب منتجات الغلوتين لتجنب إثارة هجمات المناعة الذاتية للغدة الدرقية، وننصح بتناول الخبز المصنوع من أنواع الدقيق الخالي من الغلوتين.
نصيحة من موقع صحتك
يتسبب التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو في مهاجمة خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة للغدة الدرقية، وهو أحد الأسباب الرئيسية لقصور الغدة الدرقية، وقد يساعد تجنب الغلوتين في النظام الغذائي في تخفيف بعض أعراض مرض هاشيموتو، قد يكون النظام الغذائي الذي يركز على تجنب الأطعمة المضادة للالتهابات مفيداً لشخص مصاب بمرض هاشيموتو لأنه يساعد في دعم جهاز المناعة الصحي، بالإضافة إلى ذلك قد تساعد معادن السلينيوم والزنك والحديد وبعض الفيتامينات في تقليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية.