للرياضة فوائد لا حصر لها على صحتنا الجسدية والنفسية، من تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزيز قوة العضلات والعظام، إلى المساعدة في التحكم بالوزن، وتحسين المزاج، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ولكن، كما هو الحال مع أي نشاط بدني، قد تصاحب الرياضة بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك التعرق، والإرهاق، والتشنجات العضلية، وقد يعاني بعض الأشخاص من نوبات داء الشقيقة، فهل يمكن الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة ؟
ما هي آلام الشقيقة؟
الشقيقة (الصداع النصفي) هي اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد، وتتميز آلام الشقيقة بأنها آلام رأس شديدة تحصل غالبًا في جهة واحدة من الرأس، ولكن يمكن أن تحدث في الجهتين أيضًا، وترافق هذه الآلام عادةً أعراض مثل الغثيان، والتقيؤ، والحساسية المفرطة تجاه الضوء.
ما هي العلاقة بين ممارسة الرياضة ونوبات الشقيقة؟
الرياضة هي واحدة من التوصيات لتقليل نوبات آلام الرأس الناتجة عن داء الشقيقة، إذ يوصي بعض الأطباء بالعادة مرضى داء الشقيقة بممارسة الرياضة الهوائية لمدة نصف ساعة لثلاث مرات في الأسبوع، بينما توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بممارسة الرياضة الخفيفة والمتوسطة بالإضافة إلى القليل من تمارين شد العضلات، لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا.
لكن اتضح أن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر، إذ قد تحفز الرياضة أحيانًا نوبات آلام الرأس عند مرضى داء الشقيقة. وفي هذا المقال، سنتعرف على المزيد من المعلومات حول كيفية الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة وكيفية التقليل من نوباتها وشدتها.
كيف يمكن تقليل نوبات الشقيقة؟
للمساعدة في تجنب نوبات الشقيقة وتقليل نوباتها، فإن الأطباء ينصحون المرضى بالحفاظ على نمط حياة منتظم، ويشمل ذلك تناول الطعام في نفس الأوقات كل يوم، والنوم في نفس الوقت كل ليلة، وممارسة الرياضة بانتظام. وعلى الرغم من أن الرياضة يمكن أن تساعد في تقليل شدة نوبات الشقيقة وتكرارها، فإنها قد تحفز هذه النوبات عند بعض المرضى، فكيف يمكن الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة ؟
كيفية الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة
على الرغم من فوائد الرياضة العديدة، فإنها قد تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض الأشخاص. لذلك، سنذكر بعض النصائح التي تساعد في الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة.
استمع إلى جسدك أثناء ممارسة الرياضة
يتفاعل كل جسم مع الرياضة بشكل مختلف، وذلك يعتمد على نوع الرياضة التي تمارسها، لذا، من المهم الاستماع إلى جسدك وملاحظة أي علامات تدل على شعوره بعدم الراحة. فإذا شعرت بأي شيء غير طبيعي، مثل الغثيان، أو الدوخة، أو تشوش الرؤية، عليك أن تستجيب لإشارات جسمك وأن تتوقف عن ممارسة الرياضة على الفور، أو تقلل من شدتها إذا كنت تحاول زيادة وقت التمرين.
ترطيب الجسم قبل ممارسة الرياضة
يُعد ترطيب الجسم عنصرًا مهمًا للغاية قبل ممارسة الرياضة، وخاصة لمرضى الشقيقة، فخلال ممارسة الرياضة، يفقد الجسم السوائل بكثرة من خلال التعرق، وتنخفض قدرة الجسم على تنظيم حرارته بسبب نقص السوائل، وترتفع حرارة الجسم، وهذه الزيادة هي أحد العوامل المُحفِّزة لنوبات ألم الرأس عند مرضى داء الشقيقة. لذلك، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مرضى داء الشقيقة بشرب كمية 3.7 لترات من السوائل يوميًا، وتوصي الكلية الأمريكية للطب الرياضي (ACSM) هؤلاء المرضى بشرب 0.5 لتر من الماء قبل ساعتين من ممارسة الرياضة.
تناول الطعام قبل ممارسة الرياضة
تسبب ممارسة الرياضة قبل تناول الطعام انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم، وهو أحد المحفزات لنوبات الشقيقة، لذلك، ينصح الأطباء مرضى الشقيقة بتناول وجبة خفيفة قبل ممارسة الرياضة بساعة إلى ساعة ونصف حتى يحصلوا على الطاقة الكافية لممارسة الرياضة. والمقصود بتناول الطعام هنا ليس تناول وجبة كاملة، بل وجبة خفيفة مثل قطعة من الكعك مع زبدة الفستق، أو بيضتين مسلوقتين مع قطعة من التوست، أو الجرانولا المخلوطة بالزبادي.
الاستعداد المسبق يساعد على الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة
يعد الاستعداد المُسبق لمرضى داء الشقيقة خطوة مهمة لتجنب الإصابة بنوبات الصداع، وخاصة عند ممارسة الرياضة، ومن الاحتياطات المفيدة لهؤلاء المرضى تناول دواء مضاد للالتهاب مثل النابروكسين، قبل ممارسة الرياضة بساعة واحدة، مما يساعد في الوقاية من الشقيقة عند ممارسة الرياضة.