ما تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد؟ تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد كبير فالتوتر في الأصل هو وسيلة يلجأ إليها الجسم للدفاع عن نفسه ضد الخطر، فيتسبب في غَمْر الجسم بالهرمونات التي تهيئ أجهزته لتجنب هذا الخطر، أو مواجهته. فعندما يواجه الشخص تحديًا أو ضغطًا نفسيًا في العمل أو العلاقات أو الضغوط المالية، أو غيرها من المواقف، يُنتِج الجسم كميات أكبر من مواد كيميائية، مثل الكورتيزول والإبينفرين والنورإبينفرين، تؤدي إلى ردود فعل جسدية مختلفة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والتعرق، والأرق، وغيرها من الأعراض التي قد تؤثر على الصحة الجسدية والعقلية للإنسان. سنعرض في هذا المقال تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد ، وما هي الأعراض الجلدية الناتجة من تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد.
ما تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد؟
يمكن أن يؤدي التوتر إلى ظهور الشرى نتيجة التغيرات الهرمونية والكيميائية التي تحدث في الجسم كرد فعل للتوتر. ويظهر الشرى على شكل بقع أو كدمات حمراء اللون، تختلف في الحجم، ويمكن أن تظهر في أي مكان على الجسم. تكون المناطق المصابة بالشرى مصحوبة بحكة، وفي بعض الحالات قد تسبب إحساسًا بالوخز أو الحرقان عند لمسها.
يمكن أن يحدث الشرى بشكل عام بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب المختلفة، مثل:
- حساسية الجسم، مثل الحساسية عند التعرض لحبوب اللقاح.
- التعرض للبرد أو الحرارة.
- العدوى.
- بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية.
- الإسراف في تناول الكحول أو الكافيين.
- الصدَفية.
كما ذكرنا من قبل؛ قد يؤدي التوتر إلى إفراز بعض الهرمونات والمواد الكيميائية الالتهابية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالصدفية، وغالبًا ما يرتبط التعرض للضغوط النفسية والتوتر مع ظهور الصدفية، إذ إن 80-90% من المصابين بالصدفية يقولون إن التوتر يزيد الحالة سوءًا.
أظهرت الأبحاث الحديثة أن الأشخاص الذين تعرَّضوا لمواقف موترة أو ضغوط في العمل هم أكثر عرضة للإصابة بالصدفية. يمكن أن يشعر الأشخاص المصابون بالصدفية أيضًا بالتوتر، لذلك من المهم جدًا أن يتعلم الناس كيفية التعامل مع التوتر الناتج عن الصدفية.
اعتمد الأطباء في السنوات الأخيرة نهجًا شاملاً في علاج الصدفية لا يشمل الأدوية فحسب، بل يشمل أيضًا تعديل نمط الحياة، والتعامل مع التوتر وتخفيف وصمة العار والضغط النفسي الذي يسببه المرض. كما أظهرت بعض الدراسات أن العلاج النفسي، مثل تمارين التأمل واليوجا، يساعد الناس على الاستجابة بشكل أفضل للعلاج. وكل هذا يُثْبِت تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد.
كيف يمكن علاج الشرى الناتج عن تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد؟
يمكن اعتبار الطفح الجلدي أو الشرى الناتج عن تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد حادًا إذا اختفى في مدة أقل من 6 أسابيع، وإذا استمر لفترة أطول فإنه يُعتَبر مزمنًا.
عادةً ما يختفي الشرى الناتج عن التوتر بعد بضعة أيام، وليس من الضروري طلب العلاج، ولكن يجب طلب المساعدة إذا استغرق الطفح الجلدي وقتًا أطول من ذلك حتى يختفي.
وفي بعض الأحيان قد يغطي الشرى الجسم بأكمله، أو يكون مصحوبًا بما يلي:
- تقشير الجلد أو ظهور بثور.
- الحمّى.
- الألم.
إذا كان الأمر كذلك، فقد يشير إلى حالة أكثر خطورة أو حساسية، ويجب استشارة الطبيب على الفور.
يمكن عادة علاج الطفح الجلدي الناتج عن التوتر والضغط النفسي في المنزل، باستخدام مضادات الهيستامين المتاحة دون وصفة طبية.
كما يمكن لتبريد الجلد أيضًا أن يخفف الحكة عن طريق أخذ حمّام بارد، أو استخدام كمادات باردة. بينما في الحالات الأكثر شدة، قد يلجأ الطبيب إلى وصف نوع أقوى من مضادات الهيستامين، والمضادات الحيوية.
قد يجد الأطباء أن الطفح الجلدي مرتبط بتطور حالات أخرى، مثل الوذمة الوعائية أو الحساسية المفرطة. سيؤثر ذلك على كيفية علاج الطفح الجلدي، وفقًا لطبيعة المضاعفات.
كيف يمكن الوقاية من تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد؟
إن أفضل طريقة للوقاية من آثار التوتر على الجسم هي تقليل التعرض للضغوط النفسية، إلا أنّ هذا ليس ممكنًا في كل الأوقات للأسف، فقد لا يمكن تجنب بعض الضغوطات التي تسبب التوتر، غير أنه من الممكن القيام بأشياء تساعد في قدرة الشخص على التعامل مع التوتر.
ويُعتَبر العمل على تغير نمط الحياة لتقليل آثار التوتر هو الركن الأساسي للوقاية من آثار التوتر، وذلك من خلال:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
يمكن أيضًا معالجة التوتر من خلال العلاج أو تقنيات الاسترخاء، والتي من المعروف أنها مفيدة. إحدى هذه التقنيات هي التأمل الذهني.
يمكن أن يكون القضاء على تأثير التوتر أو الحد منه مهمة صعبة. ستختلف الاستراتيجيات الأكثر فعالية اعتمادًا على طبيعة الضغوطات والفرد.
طرق طبيعية تساعد في تخفيف الشرى الناتج عن تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد
قد تساعد الكمادات الباردة في تخفيف آلام وتورم الطفح الجلدي، كما يمكن للثلج أيضًا تخدير الجلد لإيقاف الحكة مؤقتًا.
فيمكنك وضع كمادة باردة حسب الحاجة لمدة خمس إلى 10 دقائق في المرة الواحدة. لا تضع الثلج أو أكياس الثلج مباشرة على الجلد، فقد يسبب المزيد من تهيج الجلد. بدلًا من ذلك، استخدِم منشفة من القماش كحاجز.
يُعتَبر الشوفان منذ فترة طويلة عاملاً طبيعيًا مهدئًا ومضادًا للالتهابات، فوفقًا لبحث نُشِر في مجلة الأدوية في الأمراض الجلدية في عام 2015؛ يعمل دقيق الشوفان الغروي على تهدئة حكة الجلد عن طريق الحد من السيتوكينات المسببة للالتهابات.
يمكن العثور على دقيق الشوفان الغروي في العديد من أنواع غسول الجسم والمرطبات المتوفرة في السوق، أو يمكنك إضافة مسحوق الشوفان الغروي مباشرة إلى حوض الاستحمام للحصول على حمّام مهدئ.
تُستخدم المادة الشبيهة بالهلام المستخرجة من أوراق نبات الصبار (الموجودة في العديد من منتجات العناية بالبشرة) على نطاق واسع كعلاج للحروق والأمراض الجلدية الأخرى.
يقول المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية: إن وضع جِلّ الصبار على الجلد قد يكون مفيدًا أيضًا في علاج الطفح الجلدي.
الكالامين هو ذلك السائل الوردي الزاهي الذي وضعتْه جدتُك على لدغات الحشرات عندما كنت طفلاً. يحتوي الكالامين على أكسيد الزنك المخفِّف للحكة، مما يوفر راحة مؤقتة.
وأخيرًا..
تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد أصبح واضحًا ومعروفًا، فإذا وجدت نفسك تشعر بالحكة أثناء فترات التوتر أو الضغط النفسي، فاعلم أنك لست وحدك، وأن تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد قد يساهم في ظهور الشرى وتفاقمه. لذا؛ عليك التفكير في استراتيجيات الرعاية الذاتية لتقليل تأثير التوتر والقلق النفسي على الجلد، مثل التأمل أو ممارسة الرياضة.
إذا لم تنجح الرعاية الذاتية أو كنت قلقًا بشأن الأعراض، فتواصَل مع طبيبك للحصول على المشورة، فيمكنه العمل معك لتحديد خطة علاج فعالة لتقليل الأعراض، والمساعدة في تهدئة بشرتك.
