مرض باركنسون حالة عصبية تؤثر بحركة الشخص، وهو من الأمراض الشائعة لدى كبار السن، ونادراً ما يحدث في سنّ الشباب، حيث تبدأ الأعراض السريرية في الظهور عادة ما بين سن 40 إلى 60 سنة، وتزداد نسبة الإصابة به في المراحل المتقدمة من العمر. تشير المعاهد الوطنية للصحة (NIH) إلى أنه في الولايات المتحدة، يُشخَّص نحو 50000 شخص بمرض باركنسون كل عام.
يُعرَف مرض باركنسون بأنه تلف لجزء معيَّن في النواة القاعدية في الدماغ يُدعى (المادة السوداء)، حيث تُعرَف هذه المادة بمسؤوليتها عن إفراز مادة الدوبامين الضرورية لتوازن الحركة لدى الإنسان، ولا يعرف سبب مباشر لتلف هذه المادة، وقد تكون هناك علاقة بالجينات الوراثية والعوامل البيئية المحيطة.
أسباب الباركنسون
أسباب هذا المرض غير معروفة بالتحديد، لكن هناك عدة احتمالات، منها:
- الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز العصبي.
- قلة مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية تقوم بنقل السيالات العصبية.
- ضمور وتلف في نهايات الخلايا العصبية المسؤولة عن إفراز مادة كيميائية اسمها (نورابينفرين)، وهي مادة مهمة في نقل السيالات العصبية والتحكم الإرادي بالجهاز العصبي، وكذلك لضبط ضغط الدم.
- التعرض لمواد سامة: التعرض المستمر للمواد السامة، مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، قد يزيد نسبة احتمال الإصابة بشلل الرعاش.
- الاستعداد الوراثي: إصابة واحد أو أكثر من الأقارب بشلل الرعاش قد يزيد نسبة الإصابة.
- إصابات الرأس السابقة.
- بعض الأدوية، إذ وجد أنها قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض، نظراً لأنها تقلل من كمية الدوبامين، أو تمنع ارتباطه بالمستقبلات، كالأدوية المستخدمة لعلاج الحالات النفسية.
أعراض الباركنسون
حيث تختلف الأعراض من شخص لآخر، تميل أعراض مرض باركنسون إلى التطور تدريجاً على مدى عدة سنوات، ولكنها عادة ما تشمل:
- رجفة في اليد والذراع والساق والفك والوجه
- تصلب الأطراف والجذع.
- بطء الحركة
- فقدان التوازن في أثناء الوقوف
- اضطرابات في المشي أو الحركات الإرادية
- الخرف، وهو فقدان الوظائف العقلية
- صعوبة البلع والمضغ
- اضطرابات في النوم
نظراً لأن مرض باركنسون مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنقص خلايا الدوبامين في جسمك، يبحث الباحثون عن طرق لزيادة الدوبامين بشكل طبيعي من خلال نظامك الغذائي. يمكن أيضاً تحسين الأعراض الثانوية لمرض باركنسون، مثل الخرف والارتباك، من خلال تغييرات نمط الحياة، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة. يُقترح أحياناً تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة لتقليل الإجهاد التأكسدي في عقلك.
الأطعمة التي قد تساعد في علاج مرض باركنسون
قد تكون الأطعمة التالية مفيدة لإبطاء تقدم المرض أو لتقليل مخاطر الإصابة بمرض باركنسون.
زيت السمك وأحماض أوميغا 3 الدهنية
تشير بعض الأبحاث إلى أن زيت السمك قد يساعد في إبطاء تقدم مرض باركنسون.
تشير الدراسات إلى أن دهون أوميغا 3 قد تساعد في تقليل التهاب الأعصاب، وتحسين النقل العصبي، وإبطاء التنكس العصبي. لذلك، إن تناول المزيد من الأسماك الدهنية الغنية بأوميغا 3، أو تناول مكمل أوميغا 3، قد يفيد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
تشمل الأسماك والمأكولات البحرية التي تحتوي على مستويات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية ما يأتي:
- سمك الأسقمري البحري، سمك السالمون، المحار، السردين والأنشوجة
- كذلك يعتبر زيت السمك مصدراً جيداً لأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي لها عدد من الفوائد الصحية في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية ووظائف المخ، ويساعد على إبطاء معدل التدهور المعرفي.
بالإضافة إلى إمكانية تقديم فوائد مباشرة لمن يعانون من مرض باركنسون، قد تساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية أيضاً في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف والارتباك بشكل عام. هذه أيضاً أعراض ثانوية لمرض باركنسون.
الفول المدمس
يحتوي الفول على ليفودوبا، وهو ذات المكون في بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون. ليفودوبا حمض أميني يستطيع الجسم تحويله إلى مادة الدوبامين الموجودة فى الدماغ، التي يسبب فقدانها أو وجودها بكمية غير كافية مرض باركنسون.
قد تساعد حبوب الفول الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، ولكن من المهم ألا يستخدمها الأشخاص كبديل للعلاجات الموصوفة.
لم يكن هناك الكثير من الأبحاث حول فعالية الفول في إبطاء تقدم مرض باركنسون. ومع ذلك، تشير إحدى الدراسات إلى أن استهلاك الفول قد يؤدي إلى تحسن ملحوظ في الأداء الحركي للأشخاص المصابين بمرض باركنسون، دون التسبب بأي آثار جانبية.
الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية التي قد يعاني الناس من نقص فيها
تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون غالباً ما يعانون من نقص في بعض العناصر الغذائية، بما في ذلك نقص الحديد وفيتامين ب1 وفيتامين ج والزنك وفيتامين د.
لذلك، قد يرغب الأشخاص المصابون بمرض باركنسون في تناول المزيد من الأطعمة الآتية:
الأطعمة التي تحتوي على الحديد
تعتبر الأطعمة الآتية مصادر جيدة للحديد: الكبد، اللحوم الحمراء، الفاصوليا والمكسرات.
الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب 1
تعتبر الأطعمة الآتية مصادر جيدة لفيتامين ب 1: البازلاء، الموز، البرتقال، المكسرات، الخبز والحبوب الكاملة.
الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ج
تعتبر الأطعمة الآتية مصادر جيدة لفيتامين ج: الحمضيات، الفلفل، الفراولة، الجوافة، البروكلي والبطاطا.
الأطعمة التي تحتوي على الزنك
تعتبر الأطعمة الآتية مصادر جيدة للزنك: المحار، اللحوم والدجاج، الشوكولاتة الداكنة، البقوليات، بذور اليقطين والكاجو.
الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د
تعتبر الأطعمة الآتية مصادر جيدة لفيتامين د: الأسماك الزيتية، اللحوم، صفار البيض، الحليب الطازج، الزبدة وبعض الأطعمة المدعمة.
الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة
الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة في الجسم، إذا كان هناك المزيد من الجذور الحرة أكثر من اللازم، فإنها يمكن أن تسبب تلف الأنسجة الدهنية والحمض النووي والبروتينات في الجسم.
يعرف الضرر الذي تسببه هذه الجذور الحرة باسم الإجهاد التأكسدي. ربطت بعض الأبحاث بين الإجهاد التأكسدي وتطور مرض باركنسون.
تعمل مضادات الأكسدة على إبقاء الجذور الحرة تحت السيطرة. لذا، إن اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة يمكن أن يساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي. لذلك، قد يرغب الشخص المصاب بمرض باركنسون في تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة في نظامه الغذائي.
تشمل بعض المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة ما يأتي: العنب البري - التوت البري - العنب - الكرز - الفراولة – التوت - الجوز والمكسرات - البهارات مثل الكركم - الأعشاب مثل البقدونس - مسحوق الكاكاو ومنتجات الكاكاو - البروكلي - الخرشوف - السبانخ – اللفت – الحمضيات - الشاي الأخضر.
اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام
على الرغم من أن الأطعمة المذكورة أعلاه قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بمرض باركنسون ، إلا أنّ من المهم جداً للأشخاص المصابين بمرض باركنسون التركيز على نظامهم الغذائي ككل.
تقترح مؤسسة باركنسون أن يتبع الأشخاص المصابون بمرض باركنسون النصائح الغذائية الآتية:
- تجنب الحميات الغذائية المبتذلة، وحاول تناول الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية.
- استهلك الكثير من الحبوب والخضروات والفواكه.
- الحد من تناول السكر.
- التقليل من تناول الملح والصوديوم.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة ، مثل الفواكه والخضروات ذات الألوان الزاهية والداكنة.
- اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، والدهون المشبعة، والكوليسترول.
- الحفاظ على رطوبة الجسم أمر مهم للجميع، وخاصة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون. اهدف إلى شرب ستة إلى ثمانية أكواب من الماء كل يوم لتشعر بتحسن.
- الابتعاد عن شرب الكحول.
الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مريض باركنسون
هناك عدد من الأطعمة التي قد تؤدي إلى تفاقم أعراض مرض باركنسون أو تسريع تطور الحالة. تشمل هذه الأطعمة ما يأتي:
الأطعمة المصنعة
تتضمن بعض الأمثلة على الأطعمة المصنعة ما يأتي:
الأطعمة المعلبة - المشروبات الغازية - حبوب الإفطار - رقائق البطاطس - الوجبات الجاهزة - الحلويات والكيك
تشير إحدى الدراسات إلى أن العديد من هذه العناصر، بما في ذلك الأطعمة المعلبة والمشروبات الغازية، قد تكون مرتبطة بتطور أسرع لمرض باركنسون.
أيضاً، تشير إحدى الدراسات إلى أن تناول الكثير من الأطعمة المصنعة يساهم في زيادة نفاذية الأمعاء بسبب فرط نمو البكتيريا سالبة الجرام. قد تسبب الجزيئات السامة التي تنتجها هذه البكتيريا والتي تمر في مجرى الدم أعراضاً مثل صعوبة البلع ومشاكل الكلام والشم الشائعة في مرض باركنسون.
بعض منتجات الألبان
تشير بعض الأبحاث إلى أن منتجات الألبان قد تكون مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بمرض باركنسون. على سبيل المثال، تشير إحدى الدراسات إلى أن استهلاك الحليب الخالي من الدسم وقليل الدسم قد يترافق مع زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة.
تضيف دراسة أخرى أن استهلاك الزبادي والجبن قد يترافق مع تطور أسرع لمرض باركنسون.
لذلك، قد يرغب الشخص المصاب بمرض باركنسون في تجنب استهلاك كميات كبيرة من منتجات الألبان.
الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة والكوليسترول
تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الدهون المشبعة والكوليسترول قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، إلا أن تناول كميات أكبر من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة قد يقلل من هذه المخاطر.
لذلك، قد يرغب الشخص المصاب بمرض باركنسون في تقليل تناول الكوليسترول للمساعدة في السيطرة على أعراض الحالة. قد يرغبون أيضاً في تقليل كمية الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف الصلة بين الدهون الغذائية وداء باركنسون.
الأطعمة التي يصعب مضغها
يعاني الكثير من المصابين بمرض باركنسون من صعوبة في مضغ الأطعمة وابتلاعها.
ومع ذلك، إذا كان الشخص يجد أطعمة معينة يصعب مضغها وابتلاعها، فقد يرغب في تجنب هذه الأطعمة.
تشمل هذه الأطعمة: الأطعمة الصلبة - الأطعمة الجافة المتفتتة - اللحوم الحمراء صعبة المضغ.
إذا كان الشخص يرغب في تناول لحوم قابلة للمضغ، يمكنه محاولة استخدام المرق أو الصلصة لتليينها وتسهيل تناولها.
يمكنهم أيضاً محاولة تقطيع اللحم إلى قطع أصغر أو دمج اللحم في الطواجن، ما يجعله أكثر طراوة.
يمكن أن يؤدي تناول مشروب مع الوجبة أيضاً إلى تسهيل المضغ والبلع.
الخلاصة
- مرض باركنسون ثاني أكثر حالات التنكس العصبي شيوعاً. يتميز بالارتعاش والتصلب وصعوبة المشي والتوازن.
- هناك عدد من الأطعمة التي يمكن الشخص تناولها والتي قد تقلل من أعراض مرض باركنسون. وتشمل زيت السمك والفول والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والأطعمة الغنية بالفيتامينات ب1 ، ج ، د.
- هناك أيضاً بعض الأطعمة التي قد يرغب الشخص المصاب بمرض باركنسون في تجنبها. وتشمل هذه الأطعمة المصنعة مثل الفواكه والخضروات المعلبة ومنتجات الألبان مثل الجبن والزبادي والحليب قليل الدسم، وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون المشبعة.
- قد يواجه الشخص المصاب بمرض باركنسون أيضاً صعوبة في مضغ الأطعمة وابتلاعها. لذلك، قد يرغبون أيضاً في تجنب الأطعمة التي يصعب مضغها وابتلاعها.
المصادر
Diet and Parkinson’s (Healthline).
Is It Possible to Prevent Parkinson’s Disease? (Healthline).
Parkinson's diet: What to know (MEDICALNEWSTODAY).
The Best Diet for Parkinson’s Disease (health.clevelandclinic.org).