نحن لا نعيش وحدنا في هذا العالم، فهناك كائنات كثيرة تغطي مساحة الكرة الأرضية، وتوجد في أماكن لا يستطيع الإنسان الوصول إليها، فبالإضافة إلى آلاف الأنواع من الحيوانات والنباتات توجد معنا ملايين الأنواع من الكائنات الدقيقة التي تتجاوز أعدادها أعداد كل الكائنات الأخرى مجتمعة، وهذه الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة يترواح عددها على كوكب الأرض بين 9.2×1029 - 31.7×1029 (أي 31 وأمامها تسعة وعشرون صفراً)، وهو رقم ضخم للغاية يتجاوز أعداد البشر على الكوكب أضعافاً مضاعفة.
نظراً لوجود هذه الكائنات، وعلى رأسها البكتريا في كل مكان فهي تتفاعل مع الكائنات الحية، وعلى رأسها البشر، وهذا التأثير والتفاعل قد يكون سلبياً في بعض الأحيان، وإيجابياً في أحيان أخرى، وفي هذا الموضوع نطرح بعض تأثيرات البكتريا على صحة الإنسان.
نظراً لوجود هذه الكائنات، وعلى رأسها البكتريا في كل مكان فهي تتفاعل مع الكائنات الحية، وعلى رأسها البشر، وهذا التأثير والتفاعل قد يكون سلبياً في بعض الأحيان، وإيجابياً في أحيان أخرى، وفي هذا الموضوع نطرح بعض تأثيرات البكتريا على صحة الإنسان.
اقــرأ أيضاً
* فوائد عديدة
كما ذكرنا، تعيش البكتريا حولنا في كل مكان. حسناً، ليس هذا دقيقاً، فالبكتريا لا تعيش فقط حولنا، بل تعيش داخلنا أيضا، فملايين البكتريا غير الضارة تعيش وتتعايش داخل الأمعاء، وتعمل كحليف للجسم ضد البكتريا المعتدية أو الضارة، وتساعد هذه البكتريا كذلك على إصلاح الأنسجة التي أصابها العطب داخل الجسم، كما تساعد الخلايا البشرية أيضا للقيام ببعض الوظائف التي لا يمكنها القيام بها وحدها، وعلى سبيل المثال، تقوم البكتريا بتكسير بعض المواد السامة، وامتصاص بعض الأحماض الدهنية التي تساعد الخلايا على النمو.
1. تحمي من أمراض متعددة
هناك أيضا أدلة علمية أن بعض الأمراض يمكن منعها أو علاجها من خلال تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على بعض أنواع البكتريا الحية التي تسمى بالبروبيوتك Probiotics.
2. تعالج أمراض الجهاز الهضمي
توجد هذه البكتريا في بعض أنواع الأغذية مثل الزبادي، وينصح بها بعض أطباء الجهاز الهضمي لبعض الأمراض صعبة العلاج مثل متلازمة القولون العصبي، والتهاب القولون التقرحي، وكذلك في علاج بعض أنواع الإسهال، وأثبتت بعض الدراسات أن البروبيوتك تقلل من الإسهال الذي يتبع تناول المضادات الحيوية بنسبة تصل إلي 42%، وقد يقلل أيضا من مدة الإسهال الناتج عن العدوي في الأطفال (وبمعدل أقل في البالغين)، ومن المثير للاهتمام أيضا أن هناك دراسات تتحدث عن دور للبروبيوتك في علاج الإمساك كذلك، وإن كان هذا لم يثبت بأدلة قوية.
اقــرأ أيضاً
3. الحماية من عدوى المهبل والجهاز البولي
هناك أيضا أدلة على قدرة البروبيوتك على منع حدوث عدوى المهبل والجهاز البولي لدى السيدات، فالبكتريا الموجودة بشكل طبيعي في المهبل تحافظ على حمضية هذا المكان، وبالتالي تمنع نمو البكتريا الضارة، لكن هذه الحالة قد تتغير نتيجة تناول بعض المضادات الحيوية أو حبوب منع الحمل، وهو ما قد يساعد حدوث العدوي، ويمكن للبروبيوتك أن تعيد توزان البكتريا النافعة، وبالتالي تمنع العدوي.
4. حماية القلب
قد تساعد البروبيوتك أيضا في حماية القلب من خلال تقليل مستويات ضغط الدم (إلى حد ما) والكوليسترول السيئ منخفض الكثافة LDL، ورفع مستويات الكوليسترول الجيد عالي الكثافة HDL، وبعض أنواع البروبيوتك تقلل أيضا من حدة الإكزيما في الأطفال، وقد تقلل من خطر الإصابة بها كذلك، لكن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث في هذا الصدد.
اقــرأ أيضاً
5. الصحة العقلية والنفسية
لا تقتصر الفوائد على الصحة الجسدية، بل تمتد للصحة العقلية كذلك، فقد وجدت بعض الدراسات أن تناول البروبيوتك يساعد على تحسين بعض الأمراض العقلية التي تشمل التوتر، الاكتئاب، التوحد، وكذلك الوسواس القهري.
* وبعض البكتيريا ضارة
لكن البكتريا ليست كلها صديقة، والكثير منها يتسبب في العديد من الأمراض بشكل مباشر أو غير مباشر، ويعرف العامة العديد من أنواع البكتريا التي تتسبب في العدوي، وبعضها قاتل.
فحتي منتصف القرن العشرين كان الالتهاب الرئوي البكتيري هو السبب الرئيسي للوفاة في كبار السن، وتسبب البكتريا الأمراض بعدة طرق، أهمها تقريباً إفراز بعض السموم التي تؤثر على خلايا المريض، وقائمة الأمراض التي تتسبب فيها البكتريا بشكل مباشر تطول، لكنها تضم التيفود، الكوليرا، السل، الدفتريا، الالتهاب السحائي، التيتانوس، الزهري، وكذلك السيلان.
اقــرأ أيضاً
* أضرار للبكتيريا اكتشفت حديثاً
لكن ليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي تتسبب بها البكتريا في الأمراض أو ترتبط بها، فهناك طرق أخرى ظهرت حديثاً في الأبحاث، كما ذكرنا تعيش ملايين البكتيريا في أمعاء البشر، وتقوم بالعديد من الوظائف، ويعرف مجموع الكائنات الدقيقة الموجودة داخل الجسم بالميكروبيوم، وهو يلعب دوراً هاماً في صحة الشخص، وفي إصابته بالعديد من الأمراض التي تترواح بين أمراض التمثيل الغذائي، وأمراض الجهاز الهضمي، وكذلك السرطان.
بشكل عام، يمكن القول أن العوامل البيئية التي تشمل النظام الغذائي، والكائنات الحية الموجودة في البيئة المحيطة تؤثر على تركيب ووظيفة الميكروبيوم بشكل أكبر من العوامل الوراثية.
هذا التركيب يرتبط بمؤشر كتلة الجسم، ومستوي الجلوكوز في الدم، وكذلك مستوي الدهون عالية ومنخفضة الكثافة، وحدوث تغيير في هذه العوامل البيئية قد يرتبط بتغيير مماثل في تكوين الميكروبيوم، وبالتالي حدوث تغييرات في التفاعلات التي تحدث داخل الجسم، وعلى سبيل المثال يؤثر النظام الغذائي الغربي غير الصحي بشكل كبير على تركيب الميكروبيوم، وهو ما يظهر بوضوح في إصابة العديد من المهاجرين إلي الولايات المتحدة مثلا بالعديد من أمراض التمثيل الغذائي، وعلى رأسها السمنة.
اقــرأ أيضاً
يؤدي تناول الغذاء عالي الألياف، وعلى رأسه الخضروات والفواكه إلى الحفاظ على تركيب الميكروبيوم الصحي، وفي المقابل يؤدي تناول الغذاء قليل الألياف إلى اضطراب هذا التركيب.
بالإضافة إلي السمنة وأمراض الجهاز الهضمي، هناك أيضا العديد من المشاكل التي قد ترتبط بتغير تركيب الميكروبيوم، ومن بين هذه المشاكل حب الشباب، الذي صار يعتقد أنه يحدث بسبب وجود عدم توازن بين البكتريا المسببة له من جانب، وبين الميكروبات التي تحمينا من جانب آخر، لذا، وطبقاً لهذا الفهم ربما يصبح علاج حب الشباب يوماً نوعا من الكريمات التي تساعد على نمو الميكروبات الصحية على حساب البكتريا الضارة.
تغير الميكروبيوم قد يرتبط أيضا بحدوث بعض أنواع الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، ويمثل تفاعل البكتريا الموجودة بشكل طبيعي مع جهاز المناعة تدريباً لهذا الجهاز على مواجهة الأعداء بصورة أو بأخرى، لذا قد يرتبط تغيير نوعية الغذاء، وتناول المضادات الحيوية بتغير الميكروبيوم في الأمعاء وغيرها، وبالتالي تغير استجابة هذا الجهاز في المواجهات الحقيقية، وحدوث الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، وقد يفسر هذا الأمر فائدة تناول البروبيوتك التي ذكرناها في النصف الأول من هذا المقال.
اقــرأ أيضاً
هناك أيضا بعض الأدلة على دور الميكوربيوم في السرطان، وعلى سبيل المثال، تتسبب بعض الميكروبات في حدوث العديد من الالتهابات، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وهناك أيضا بعض أنواع البكتريا التي قد ترتبط ببعض أنواع السرطان المعروفة، مثل الميكروب الحلزوني الذي يتربط بقرحة المعدة، وكذلك بسرطان المعدة.
* فوائد عديدة
كما ذكرنا، تعيش البكتريا حولنا في كل مكان. حسناً، ليس هذا دقيقاً، فالبكتريا لا تعيش فقط حولنا، بل تعيش داخلنا أيضا، فملايين البكتريا غير الضارة تعيش وتتعايش داخل الأمعاء، وتعمل كحليف للجسم ضد البكتريا المعتدية أو الضارة، وتساعد هذه البكتريا كذلك على إصلاح الأنسجة التي أصابها العطب داخل الجسم، كما تساعد الخلايا البشرية أيضا للقيام ببعض الوظائف التي لا يمكنها القيام بها وحدها، وعلى سبيل المثال، تقوم البكتريا بتكسير بعض المواد السامة، وامتصاص بعض الأحماض الدهنية التي تساعد الخلايا على النمو.
1. تحمي من أمراض متعددة
هناك أيضا أدلة علمية أن بعض الأمراض يمكن منعها أو علاجها من خلال تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على بعض أنواع البكتريا الحية التي تسمى بالبروبيوتك Probiotics.
2. تعالج أمراض الجهاز الهضمي
توجد هذه البكتريا في بعض أنواع الأغذية مثل الزبادي، وينصح بها بعض أطباء الجهاز الهضمي لبعض الأمراض صعبة العلاج مثل متلازمة القولون العصبي، والتهاب القولون التقرحي، وكذلك في علاج بعض أنواع الإسهال، وأثبتت بعض الدراسات أن البروبيوتك تقلل من الإسهال الذي يتبع تناول المضادات الحيوية بنسبة تصل إلي 42%، وقد يقلل أيضا من مدة الإسهال الناتج عن العدوي في الأطفال (وبمعدل أقل في البالغين)، ومن المثير للاهتمام أيضا أن هناك دراسات تتحدث عن دور للبروبيوتك في علاج الإمساك كذلك، وإن كان هذا لم يثبت بأدلة قوية.
3. الحماية من عدوى المهبل والجهاز البولي
هناك أيضا أدلة على قدرة البروبيوتك على منع حدوث عدوى المهبل والجهاز البولي لدى السيدات، فالبكتريا الموجودة بشكل طبيعي في المهبل تحافظ على حمضية هذا المكان، وبالتالي تمنع نمو البكتريا الضارة، لكن هذه الحالة قد تتغير نتيجة تناول بعض المضادات الحيوية أو حبوب منع الحمل، وهو ما قد يساعد حدوث العدوي، ويمكن للبروبيوتك أن تعيد توزان البكتريا النافعة، وبالتالي تمنع العدوي.
4. حماية القلب
قد تساعد البروبيوتك أيضا في حماية القلب من خلال تقليل مستويات ضغط الدم (إلى حد ما) والكوليسترول السيئ منخفض الكثافة LDL، ورفع مستويات الكوليسترول الجيد عالي الكثافة HDL، وبعض أنواع البروبيوتك تقلل أيضا من حدة الإكزيما في الأطفال، وقد تقلل من خطر الإصابة بها كذلك، لكن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث في هذا الصدد.
5. الصحة العقلية والنفسية
لا تقتصر الفوائد على الصحة الجسدية، بل تمتد للصحة العقلية كذلك، فقد وجدت بعض الدراسات أن تناول البروبيوتك يساعد على تحسين بعض الأمراض العقلية التي تشمل التوتر، الاكتئاب، التوحد، وكذلك الوسواس القهري.
* وبعض البكتيريا ضارة
لكن البكتريا ليست كلها صديقة، والكثير منها يتسبب في العديد من الأمراض بشكل مباشر أو غير مباشر، ويعرف العامة العديد من أنواع البكتريا التي تتسبب في العدوي، وبعضها قاتل.
فحتي منتصف القرن العشرين كان الالتهاب الرئوي البكتيري هو السبب الرئيسي للوفاة في كبار السن، وتسبب البكتريا الأمراض بعدة طرق، أهمها تقريباً إفراز بعض السموم التي تؤثر على خلايا المريض، وقائمة الأمراض التي تتسبب فيها البكتريا بشكل مباشر تطول، لكنها تضم التيفود، الكوليرا، السل، الدفتريا، الالتهاب السحائي، التيتانوس، الزهري، وكذلك السيلان.
* أضرار للبكتيريا اكتشفت حديثاً
لكن ليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي تتسبب بها البكتريا في الأمراض أو ترتبط بها، فهناك طرق أخرى ظهرت حديثاً في الأبحاث، كما ذكرنا تعيش ملايين البكتيريا في أمعاء البشر، وتقوم بالعديد من الوظائف، ويعرف مجموع الكائنات الدقيقة الموجودة داخل الجسم بالميكروبيوم، وهو يلعب دوراً هاماً في صحة الشخص، وفي إصابته بالعديد من الأمراض التي تترواح بين أمراض التمثيل الغذائي، وأمراض الجهاز الهضمي، وكذلك السرطان.
بشكل عام، يمكن القول أن العوامل البيئية التي تشمل النظام الغذائي، والكائنات الحية الموجودة في البيئة المحيطة تؤثر على تركيب ووظيفة الميكروبيوم بشكل أكبر من العوامل الوراثية.
هذا التركيب يرتبط بمؤشر كتلة الجسم، ومستوي الجلوكوز في الدم، وكذلك مستوي الدهون عالية ومنخفضة الكثافة، وحدوث تغيير في هذه العوامل البيئية قد يرتبط بتغيير مماثل في تكوين الميكروبيوم، وبالتالي حدوث تغييرات في التفاعلات التي تحدث داخل الجسم، وعلى سبيل المثال يؤثر النظام الغذائي الغربي غير الصحي بشكل كبير على تركيب الميكروبيوم، وهو ما يظهر بوضوح في إصابة العديد من المهاجرين إلي الولايات المتحدة مثلا بالعديد من أمراض التمثيل الغذائي، وعلى رأسها السمنة.
يؤدي تناول الغذاء عالي الألياف، وعلى رأسه الخضروات والفواكه إلى الحفاظ على تركيب الميكروبيوم الصحي، وفي المقابل يؤدي تناول الغذاء قليل الألياف إلى اضطراب هذا التركيب.
بالإضافة إلي السمنة وأمراض الجهاز الهضمي، هناك أيضا العديد من المشاكل التي قد ترتبط بتغير تركيب الميكروبيوم، ومن بين هذه المشاكل حب الشباب، الذي صار يعتقد أنه يحدث بسبب وجود عدم توازن بين البكتريا المسببة له من جانب، وبين الميكروبات التي تحمينا من جانب آخر، لذا، وطبقاً لهذا الفهم ربما يصبح علاج حب الشباب يوماً نوعا من الكريمات التي تساعد على نمو الميكروبات الصحية على حساب البكتريا الضارة.
تغير الميكروبيوم قد يرتبط أيضا بحدوث بعض أنواع الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، ويمثل تفاعل البكتريا الموجودة بشكل طبيعي مع جهاز المناعة تدريباً لهذا الجهاز على مواجهة الأعداء بصورة أو بأخرى، لذا قد يرتبط تغيير نوعية الغذاء، وتناول المضادات الحيوية بتغير الميكروبيوم في الأمعاء وغيرها، وبالتالي تغير استجابة هذا الجهاز في المواجهات الحقيقية، وحدوث الحساسية وأمراض المناعة الذاتية، وقد يفسر هذا الأمر فائدة تناول البروبيوتك التي ذكرناها في النصف الأول من هذا المقال.
هناك أيضا بعض الأدلة على دور الميكوربيوم في السرطان، وعلى سبيل المثال، تتسبب بعض الميكروبات في حدوث العديد من الالتهابات، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وهناك أيضا بعض أنواع البكتريا التي قد ترتبط ببعض أنواع السرطان المعروفة، مثل الميكروب الحلزوني الذي يتربط بقرحة المعدة، وكذلك بسرطان المعدة.
المصادر:
There are fewer microbes out there than you think
Bacteria: the Good, the Bad, and the Ugly
Probiotics may ease constipation
Health benefits of taking probiotics
8 Health Benefits of Probiotics
Bacterial disease
Gut Microbiome: Profound Implications for Diet and Disease.
The Microbiome and Disease