ومع أن هذه البدعة لم تنتشر في بلادنا العربية على نطاق واسع، ورغم أنها -حتى في البلاد الغربية التي اخترعتها- لا تطبق بشكل صارم إلا من قبل نسبة قليلة من الناس.
وجد في دراسات اجتماعية أن 75% من الذين أخذوا على أنفسهم عهدا باتباع قرار حياتي جديد ثبتوا على عهدهم مدة أسبوع واحد، وأن الذين ثابروا على اتباعه فترة 6 أشهر لم يتجاوزوا 20%.
إلا أننا لا نجد في المحاولة بأسا، إن كانت توفر وسيلة ناجعة للوصول بقلة من الناس إلى منهاج حياتي أفضل مما اعتادوا عليه في السابق.
1- سأعمل على خسارة وزني الزائد
كان هذا القرار أكثر التعهدات الشخصية شيوعا في السنوات الماضية، وهذا وحده دليل على صعوبة تطبيق هذا القرار من الناحية العملية، إلا أن الأخصائيين يؤكدون أن النجاح في تنفيذ هذا التعهد ممكن، بشرط ألا تتوقع أن تحصل على نتائج سريعة.
وأفضل طريقة لخسارة الوزن هي اتباع الطرق الطبيعية التي تعتمد الطعام الصحي المحدد للحريرات، والمترافق مع الرياضة، فهذه الطرق، مع أنها بطيئة المفعول، تضمن التخلص من الوزن الزائد من دون رجعة، بعكس الحميات السريعة التي كثيرا ما يُروج لها، ولا توفر سوى نتائج مؤقتة من خسارة الوزن.
وعلى الذين يعتمدون خطة لتخفيف الوزن توقّع إصابتهم بشعور الإحباط بعد أربعة إلى ستة أسابيع، والرغبة في الانقطاع عن الحمية، ما يرجح ضرورة وجود دعم لهم من الأصدقاء والأقرباء لحثهم على المثابرة في خطتهم، وتأكيد وصولهم إلى النتائج المرجوة بشيء من الصبر.
2- قررت أن أنقطع عن التدخين
لا تيأس إن باءت محاولاتك السابقة بالفشل، فإن سألت المدخنين الذين نجحوا في التوقف عن هذه العادة الضارة، فستجد أن معظمهم مرّوا بعدد من المحاولات الفاشلة من قبل.
جرب أكثر من طريقة (الرياضة، التأمل واليوغا، الجمعيات الداعمة، لصاقة النيكوتين.. إلخ)، وتعمّق في فهم الأضرار التي ستنال كل عضو من أعضائك من جراء التدخين.
ولا تنس أخيرا، أن تحسب ما ستوفر من أموال عندما يتسنى لك أن تنجح في مساعيك.
وما ذكرناه عن التدخين ينطبق على كل العادات السيئة الأخرى، مثل تعاطي الكحول والمخدرات.
3- سوف أمارس الرياضة كل يوم
فلا أفضل من الرياضة (بكل أنواعها) في الحفاظ على أعضاء الجسم (كل أعضاء الجسم، وليس فقط القلب والرئتين) في حالة صحية سليمة، ويفضل أن تنتخب الرياضة التي تحب، حتى تبقى مواظبا عليها.
وقد ثبت تأثير الرياضة الإيجابي في تحسين الذاكرة ووظيفة الدماغ، والوقاية من معظم الأمراض المزمنة، بما فيها ارتفاع الضغط والسكري والسرطان.
وتحصل آثار الرياضة الحميدة في الأعمار اليافعة، كما في السنوات المتقدمة من العمر، في حالات النحافة أو البدانة، وأثناء الصحة كما خلال بعض الأمراض (على أن يحدد نوع الرياضة وشدتها بحسب عمر الشخص ووزنه ووضعه الصحي).
ويمكن -في حال عدم توفر الوقت الكافي لرياضة طويلة المدى- إدخال الرياضة ضمن الأعمال اليومية، كصعود الدرج بدل استخدام المصعد، أو مشي المسافات القريبة بدل سواقة السيارة، أو إجراء تمارين التمطيط في المكتب .
ولعل أبسط أنواع الرياضة هو المشي في الهواء الطلق، الذي يضيف إلى فوائد الرياضة الصحية توفير نفقات السير بالمركبات، وتخفيف تلوث الجو من عوادمها.
4- لن أتناول إلا طعاماً صحياً بعد اليوم
هذا يعني التخلي قدر المستطاع عن المتهمَين الأولين الأبيضين: السكر (المتواجد في الحلويات وأشربة الصودا المحلاة وكثير من الأطعمة المعلبة) والملح (المتواجد في معظم الوجبات الجاهزة والمخللات والمكسرات المملحة)، ويمكن أن نضيف لهما الدهون الحيوانية المشبعة.
كما يعني الطعام الصحي الإكثار من الفواكه والخضار (بحيث تشكل نصف وجبتك)، والتعويض عن لحم البقر والضأن بلحوم السمك البحري والدجاج، واعتماد البروتينات المتواجدة في الحليب قليل الدسم ومشتقاته، والبيض (على أن لا تتجاوز حصتك منه البيضة أو الاثنتين يوميا)، والتركيز على طبخ البيت بدل تناول أطعمة المطاعم والوجبات الجاهزة.
ويعني الطعام الصحي التأكيد على شرب كميات كافية من الماء (8-10 أكواب يوميا) لتحسين عمليات الأيض (الاستقلاب) في الجسم ودعم وظيفة الكليتين في طرح الفضلات (على أن تزاد الكمية في حالات ارتفاع حرارة الجو والجهد العضلي).
5- عليّ أن أحصل على كفايتي من النوم
القلة من الناس من يعرفون أهمية النوم والاستجمام في الحفاظ على الصحة، فقلة النوم صارت ترتبط الْيَوْمَ بالبدانة، وارتفاع الضغط، وتولد داء السكري من النمط الثاني، إضافة إلى تأثيرها السلبي على الذاكرة والمظهر العام للجسم.
لذلك نم الساعات السبع أو الثماني المطلوبة منك يوميا، وحاول أن تجعل نومك هادئا عميقا بعيدا عن الضجيج والمنغصات، ولا تخجل من أخذ سهوة خلال النهار كلما شعرت بحاجة إلى ذلك.
كما لا تحرم نفسك من الراحة والاستجمام أثناء العطل الرسمية والسنوية.
6- لن أسمح للتوتر بتنغيص حياتي
كلنا معرضون لبعض التوتر بين الحين والآخر، ويفيدنا القليل من الشدة النفسية في السعي وبذل مجهود أكبر، ولكن إذا أصبح التوتر مزمنا، تولدت عنه آثار سلبية على الصحة تشمل الأرق، والاكتئاب، والبدانة، وحتى ارتفاع الضغط وأمراض القلب.
ومحاربة التوتر تتم بأخذ قسط كاف من النوم والراحة والسفر للاستجمام، وتوثيق الروابط مع الزوج والأقارب والأصدقاء، والاشتراك في النوادي والجمعيات المفيدة، والتطوع لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ومتابعة طلب المعرفة والعلم حتى في سني الكهولة.
وقد وجد الأخصائيون أن من الطرق المجدية لتخفيف التوتر في حياتنا الراهنة المليئة بالاتصالات والأخبار والرسائل التي تصلنا عن طريق الهاتف والتليفزيون والإنترنت، قطع دابر كل هذه الوسائل الإلكترونية بإغلاقها لمدة ساعة إلى عشر ساعات في اليوم، فهذا من شأنه أن يريح أعصابنا المتعبة لفترة تخولنا استئناف نشاطنا من بعدها على الشكل الذي نرغب.
كما وجدوا أن من الحيل المجدية للوصول إلى تجنب التوتر، ترتيب مكتبنا ومركز عملنا وإبقاءه نظيفا خاليا من الفوضى، وتنظيم أمورنا المالية بحيث ننفق دوما أقل من دخلنا، ونحافظ على رصيد مالي إضافي عن حاجتنا نستخدمه عند الحاجة وفِي حالات الطوارئ.
7- سأحافظ على مواعيد زياراتي الطبية
هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستكشف عن المرض الهام قبل حدوثه، وتقيك من عواقب الوقوع في مضاعفاته، كما أنها الطريقة المفضلة لمتابعة أي علة قد تشكو منها.
ويعتمد توقيت هذه الزيارات ونوع الطبيب (عام أم اختصاصي) على سنك وجنسك (ذكر أم أنثى) ووضعك الصحي، لكن يمكن القول إن كل من تخطى سن الأربعين عليه زيارة الطبيب العام مرة في السنة على الأقل، حتى ولو لم يشكُ من أي عرض، حيث يسجَّل وزنه وضغطه، ويتعرض لفحص سريري لكشف أي علة قد تحتاج إلى طبيب أخصائي، وتطلب له الفحوص المخبرية الروتينية، مثل فحص خضاب وسكر الدم والكولسترول.
ولا بد من زيارات دورية أيضا لطبيب الأسنان، والطبيبة النسائية في حالة السيدات.
* كيف تلتزم بتطبيق تعهداتك الصحية؟
لكي لا تكون من الثمانين بالمائة الذين يفشلون في الوفاء بتعهداتهم الشخصية الصحية بمناسبة رأس السنة، ويصابون بالإحباط من جراء هذا الفشل، عليك بما يلي:
- لا تطلب الأمور الصعبة، وحاول أن تبدأ بقرارات بسيطة، ثم تتطور لقرارات أصعب بالتدريج. ولا تأخذ على نفسك عهداً إلا اذا كنت واثقاً أنك ستلتزم به، حتى ترسخ الثقة بنفسك.
- اكتف بتعهد واحد هام، وركز جهودك على تنفيذه، فإذا نفذته بنجاح، أضف تعهداً جديداً إليه، ومن الأفضل تجزئة التعهد إلى أكثر من خطوة، تنفذها بالتدريج.
- لا تنتظر لنهاية السنة لتأخذ على نفسك عهداً بتنفيذ أمر ما، بل فكر ملياً بخيارك وإمكانية تطبيقه قبل رأس السنة ببضعة أيام.
- لا تقلد الغير في انتخاب تعهداتك، وركز على ما يهمك أنت تحقيقه.
- أخبر أقرباءك وأصدقاءك عن تعهداتك، فهذا من شأنه تخفيف فرص الفشل.
- ذكّر نفسك دوماً بالفائدة التي ستجنيها من تنفيذ تعهداتك، ولا مانع من تدوينها في كتيب، وإلغاء ما وصل إلى حيّز التنفيذ.
- أَعْط نفسك جائزة صغيرة بعد نجاحك في تنفيذ كل تعهد تأخذه على نفسك.
اقرأ أيضا:
كيف يمكنك أن تصبح أكثر تفاؤلاً؟
12 نصيحة لحياة صحية مديدة
كيف يمكن حرق السعرات الحرارية وتقليل الوزن؟