يسيء إليّ وأعود إليه.. وتتكرر الإساءة
أشكرك جداً على سؤالك..
هناك مشكلة أساسية ومتكررة في بعض العلاقات، وهي أننا أحياناً ندخل في علاقة ولا نعرف كيف نخرج منها، يبدو لي فى بعض الأحيان أن هناك نوعاً قاسياً وصعباً من الإدمان اسمه (إدمان العلاقات) أو (العلاقات الإدمانية)، وهي العلاقات التي يرى أصحابها جيداً كم الأذى والتشويه الذي يصيبهم فيها، ولا يستطيعون أو لا يريدون إنهاءها رغم ذلك.
يبدو يا نسرين أنك، في هذه العلاقة، قد أدمنت دور (الضحية)، التي يقوم الطرف الآخر (الجاني) بإيذائها نفسياً (وأحياناً بدنياً وأحياناً أخرى جنسياً)، وهي تشكو من ذلك، لكنها في نفس الوقت تستعذبه، بل وتحن إليه وتبحث عنه وتستدعيه (بشكل غير واعٍ) في أحيان كثيرة.
هذا النمط من العلاقات يا صديقتي نمط (سام).. كالغرغرينا التي تصيب أحد الأطراف وتتسبب فى مرضه وفساده، ولا يكون لها أي علاج وقتها سوى (البتر)، والبتر هنا معناه القطع السريع والنهائي والحاسم لهذه العلاقة مهما ترتب عليها من فقد أو ألم أو خسارة. وسيكون ذلك بكل تأكيد أهون كثيراً من استمرارها أو تكرارها أو الحنين إليها بكل ما في ذلك من خسائر أكبر وأبشع.
علاجك يا نسرين هو (الألم)، ولا أقصد هنا (المعاناة) إنما أقصد ألم فقد هذه العلاقة وهذا الشخص الذي لم يصبك منه سوى كل أذى. نحن نكبر من خلال الألم وننضج من خلال الألم ونتعلم من خلال الألم. ستتحملينه لبعض الوقت، بكل شجاعة ومسؤولية ثم تنظرين بعدها إلى الوراء وتضحكين على تلك النسخة القديمة من نفسك. ووقتها ستشعرين بانتصار عظيم، وبفرحة عارمة تختلط مع ألمك، ليصير ألماً بطعم الفرحة.
تحلي بالشجاعة يا نسرين. ابتري ذلك الجزء المريض من نفسك وثقي بأن أرواحنا تتجدد ونفوسنا تنبت من جديد.
اسمحي لنفسك بالألم ولا تهربي منه، وأقبلي على الحياة الحقيقية لا على الموت النفسي المتكرر من خلال تلك العلاقة.
كفي عن دور (الضحية) وابدئي دور (المسؤولة).
دعواتي لك.
اقرأي أيضاً:
إدمان العلاقات الاعتمادية.. مشكلة لها حل
الاحتياجات غير المشبعة وإدمان العلاقات المسيئة
عصبي وأضرب زوجتي