والدي يخون والدتي وهي لا تصدقني.. ماذا أفعل؟
أعاني من وأنا طفله في عمر 10 سنين تقريبا إني بشوف والدي بيخون والدتي، مكالمات و مقابلات لحد ما تميت 19 سنه وعرفت مره أنه هيتجوز وأجبرت والدتي وقولت لها إن هو من زمان بيعمل كده لكن هي سامحته بعد يومين وقالت إنه قال إن دي أول مره وإنها هي اللي دخلت كلمته طبعا بعد ما حذف الرسايل كلها لكن الحقيقة إنه راح تقدم لأهلها وقال إن مراته مريضة نفسيا وبعدها رجع تاني يكلم بنات ويقيم معاهم علاقات نفسيتي اتدمرت، بموت كل يوم من إحساسي، حسيت أني اتكسرت جامد من أمي اللي مصدقتنيش ومن بابايا.
عزيزتي؛
لديك كل الحق في أن تشعري بالحزن والاختناق والألم من كلا والديك، خاصة أنك تملكين الأدلة منذ سنوات عمرك الصغيرة يا ابنتي، وأشعر بصعوبة تلك المشاعر حين تملكين الحقيقة ولا يمكنك إثباتها ويكون أملك في ثقة الآخرين في كلامك، ولكن لا شيء يحدث. وربما تكون خبرة سنوات العمر هي ما تجعل المتخصص يتمكن أحياناً من رؤية باقي الوضع من ناحية الآخرين بدرجة كبيرة ويبقى الله وحده هو من يملك الحقيقة الكاملة كما هي.
لذلك، أريد ان أقول لك أنه في الغالب والدتك تصدقك ولكنها لا تريد أن تصدق! فهناك بشر على مسافة من وعيهم لا تمكنهم من الاقتراب الحقيقي والجيد مما يشعرون به في أعماقهم، والبعض منهم على دراية بما يقوله لهم إحساسهم العميق ولكن يختارون اختيارات غير منطقية لأسباب يرونها منطقية، فقد تختار بعض الزوجات أن يبقين مع زوج غير مخلص لهن خوفاً على أبنائهن، أو لعدم وجود مصدر مالي يكرمهن وأولادهن غير هذا الزوج، أو لأسباب نفسية مثل الهشاشة النفسية التي اكتسبتها بعض الأمهات بسبب ظروف نشأتهن التي تجعلهن يتنازلن عن حق الاخلاص هذا مقابل وجود الزوج بأي شكل، ومنهن من تتصور أنها حين توصل إلى الزوج رسالة أنها عرفت بخيانته ولكنها ستختار أن تدع حقها بشكل ما؛ سيكون ذلك هو الرادع له، وغيره العديد من الأسباب غير المنطقية، وتراها منطقية لتختار اختيارا غير جيد لها.
وربما والدك يعلم جيدا ما يحدث ومسكوت عنه، فيكمل المسير ما دام المسكوت عنه سيظل هكذا، واحتمالات أخرى كثيرة تحدث بين الأزواج من بينها أن يستقيم الزوج فعلاً!، لذا هناك أمرين:
1. أما الأول فهو الوعي بحفرة إصلاح المعوج في العلاقة بين الأبوين والتي أفنت أعمار أبناء كثر من دون جدوى تذكر، والسبب ببساطه لأن العلاقة بين الأبوين هي علاقة بين زوجين رجل وامرأة حتى وإن كان هذا الرجل أباكِ وتلك المرأة أمك فالفارق كبير رغم دقته وحساسيته، فهاتان النقطتان في غاية الأهمية وهما "حفرة الأمل الخادعة"، وعلاقتهما كزوجين ليست هي العلاقة التي تخص الأبوة والأمومة لكي، وأعلم أن ما أقوله ليس سهلاً، ولكن دوما الواقع والحقيقة يحتاجان جهدا ورؤية تختلف عن الأحلام؛ لأن طاقتك النفسية التي تُسْتهلك في الحزن والكمد وربما الغضب والرفض تفعل شيئاً خطيراً من دون أن تدري في حقك تجاه نفسك؛ فهي تأخذ من تركيزك، وإقبالك على حياتك، وتشوش نوعية أفكارك، وترهق مشاعرك، ناهيك عن تشوه علاقة الزواج بداخلك بدرجة أو بأخرى بالرجل بشكل ما، والخاسر هنا أنت فقط؛ فدراستك وطموحك وحياتك وتركيزك تحتاج طاقتك النفسية الشابة والتي تبدأ في نحو العشرين.
2. والأمر الخاص الذي يحتاج لتجهيز هو المصارحة معهما بالمسكوت عنه رغم أنكم جميعاً ترونه، وهذا يحتاج لاستعداد حقيقي يبدأ بأن تصدقي من داخلك أنك كبرت ومن حقك أن تعبري عما يزعجك ويؤلمك، ولكن بطريقة تجعلهما يستمعا لك ويشعرا بما يؤلمك، وهذا يتطلب أن تكوني في حالة هدوء وانضباط وثقة "حقيقية" قدر الإمكان ويساعدك على ذلك أن تتذكري أنك تحتاجين لنجاح تلك الخطوة جدا؛ لأن نجاحها سيجعل مستقبل العلاقه بينكم أنتم الثلاثة أفضل بكثير.
وأقترح عليكِ أن تأخذي كل الوقت الذي تحتاجين له حتى تشعري بقدر كبير وحقيقي من الهدوء والثقة الكافية، وحين تصلي إلى ذلك، تحدثي عن مشاعرك أنت فقط! ولا تقتربي منهما، كتصرفات أو كوالدين آذيا مشاعرك، وتحدثي عن خوفك وحيرتك وقلقك على والديك حين رأيت تلك الرسائل، أو كنت تسمعين تلك المكالمات، وكيف كنت في تلك الأوقات تتألمين لأنه والدك الذي تحبينه وتنتظرين الحديث معه وحبه، لا ينشغل بك، وأنك حين تحدثت مع والدتك شعرت أنك بعيده عن ثقتها وأنك في تلك اللحظات كنت في ألم وحيرة كبيرين وعجزت عن أن تتصرفي به من داخلك من دون الحديث عن أي اتهامات حتى اتهامهما بأنهما آذيا مشاعرك، هي الوسيلة التي تجعلهما لا يتجهان تجاه الدفاع عن نفسيهما أو مهاجمتك أو غيره من الطرق غير المفيدة تلك، وحاولي طوال حديثك ألا تتشعبوا في أي شيء جانبي بعيد عن مشاعرك تلك، وإذا حدث، فقدري ما يقال بعيدا عن موضوعك واطلبي بأدب العودة لموضوعك مثلا "نعم هذا فعلا حدث ونحتاج للكلام عنه ولكنني مهتمة الان بما نتحدث فيه"، أو ما شابه، وأعلم ثانيةً أن هذا ليس بالسهل ولكنني اختبرت نجاحه مع البعض وهذا ما يجعله صعباً ولكنه غير مستحيل. وأخيرا، اقترح عليك التواصل مع متخصص نفسي يساعدك أكثر إن لم تتمكني من فعل ذلك، أو لم تجرى تلك المصارحة بنجاح، ووقتها ضروري أن تصري على التواصل مع متخصص لأنك لا تتمكنين من ترتيب نفسك بخصوص هذا الأمر وهذا يؤثر عليك وعلى دراستك، دمت بخير يا ابنتي..