متعلقة بشخص غير متزن.. سينهار إن تركته
أشكرك جداً لسؤالك..
في الحقيقة بدأت أتعجب من هذا العدد الرهيب من الفتيات اللاتي يدخلن في علاقات عاطفية، ثم يصيبهن من خلالها أذى نفسي ومعنوي، ومع ذلك يصررن على استمرار هذه العلاقة تحت أي سبب وأي ادعاء.. لدرجة أنني بدأت أسأل نفسي: هل يوجد حقاُ كل هذا الكم من التشويه النفسي في الطرف الآخر؟ أم أن الكثير من الفتيات يفضلن علاقة (مؤذية) عن عدم وجود علاقة أصلاً؟ ظاهرة عجيبة بالفعل!!
صديقتي العزيزة..
لو كان هذا الشخص زوجك، لكنت أخبرتك على الفور أن تتوجهي معه إلى الطبيب النفسي، وتبدئي في مساعدته خلال رحلة علاجه حتى يتم شفاؤه، فبينكما عقد زواج، ولكما بيت، وربما أطفال، ولا يصح هدم ذلك إلا لظروف قاسية، لا يمكن تحملها..
لكن يا صديقتي هذا الشخص ليس زوجك، وغالباً ليس خطيبك.. والأدهى والأمر.. أنه أيضاً ليس ابنك.. لا تندهشي.. نعم يا (آية).. أنت تتعاملين فى هذا الموقف على أنه ابنك.. فهو شخص به الكثير من الصفات النفسية غير المتزنة، والأخلاقيات غير الصحيحة، ويتعامل معك على أنك (أمه).. ويبدو أنك استجبت لهذا (الإسقاط).. وقررتي أن تتبنيه، وتكوني له أماً، لا ترغب فى قطع (الحبل السري) الواصل بينها وبين ابنها، لأنها ترى أنه متعلق بها..
يا (آية) هذا تعلق مرضي.. وعلاقة مرضية.. وسيناريو نفسي بائس، يلعب فيه حبيبك دور (الضحية)، ويريد منك أن تلعبي معه دور (المنقذ).. وهو دور سيقوم باستنزافك وإنهاك مشاعرك وانكماش نفسك إلى أقصى حد.. دون أي نتيجة..
يا (آية)..
من فضلك.. كل المطلوب منك في هذه العلاقة هو أن تنصحي هذا الشخص المرتبط بك بأن يذهب لطبيب نفسي يعالجه.. لو قَبِل ذلك، فاعلمي أن رحلة علاجه قد تستغرق من عدة شهور إلى عدة سنوات.. لك فيها مطلق الحرية في الاستمرار أو عدم الاستمرار معه.. ولو رفض.. فهو إذن قرر أن يستمر في لعب دور الضحية، ودور الطفل الصغير المحتاج لأمه.. وهنا أنت لست مضطرة للاستمرار في هذه العلاقة على الإطلاق..
شئ آخر..
السبب الذي تقولينه لا يصلح أبداً أن يكون مبرراً لاستمرار أية علاقة (أنه متعلق بك).. لأنه يعني بكل بساطة أنك ستعيشين معه دائماً تحت وطأة الإحساس بالذنب خوفاً من التسبب في أذاه لأنه (متعلق بك).. هذه مسئوليته هو وليست مسئوليتك أنت يا عزيزتي.. لا تحملي نفسك ما لا طاقة لك به..
أنا لا أقول لك اقطعي علاقتك به فوراً.. لكنني أقول لك لا تلعبي في هذه العلاقة أو غيرها دور (الأم).. أو دور (المنقذ).. ولا تمكثي في علاقة لمجرد أن الطرف الآخر متعلق بك.. ولا تقبلي بأقل مما تستحقين..
دعواتي بأن ينير الله بصيرتك، ويهديك إلى القرار الصحيح..
ودعواتي له بالشفاء.. والجدية.. والمسؤولية..
اقرئي أيضاً:
أنا وحبيبي.. علاقة الحبل السري
الزوجة الأم والزوج الطفل.. مسؤولية مشتركة
هل ألعب دور المنقذ؟
الاحتياجات غير المشبعة وإدمان العلاقات المسيئة
بنت العشرين ترغب في الرجل الأربعيني
توحدت مشاعري به وعشت له.. نفسك أمانة
نصف حياة