لمَ تزداد الأفكار الوسواسية مع الضغوط النفسية؟
السلام عليكم، لقد بدأ مرضي بالوسواس القهري منذ سنة ونصف وأنا الآن في نهاية المرحلة الثانوية وقد أحببت أن أشتري كاميرا فوريه منذ6 أشهر تقريبا لكني لا أملك المال لشرائها، فقررت أن أشتريها عندما تسنح الفرصة لكن مشكلتي أفكر بها كثيرا وبشكل مبالغ فيه وأتمناها بشكل مفرط وغير معتدل ومتوازن خصوصاً لو كان وقت الصلاة أو وقت الدراسة(بالتحديد) وأنا أريد الاجتهاد في دراستي وتحقيق معدل جيد وعندما أقرر تركها أتحسن بنسبة 30_40% وتحدث لي مثل هذه الأمور عند تخطيطي للمستقبل فأشعر بأني غير طبيعية ولست مثل البقية. ما السبب والحل؟
عزيزتي؛
قمت بطرح سؤال ذكي جدا، لماذا تحدث معي زيادة في الأفكار الوسواسية القهرية عند الدراسة وتقل عندما أبتعد عنها؟ في الحقيقة، هذا هو لبّ الوسواس القهري، هو في الأساس وسيلة دفاعية نفسية يستعملها العقل لدفع الضغوطات والمعارك النفسية التي نمر بها ويشتت انتباهنا عنها وبالتالي يعمل على حمايتنا من هذه الضغوط. لكن ما يحصل في الحقيقة هو أن هذه الأفكار تكون عنصرا مزعجا ومتعبا ومؤذيا للشخص وهي مصدر لصرف الطاقة والجهد لذلك الشخص يحس معها بالإرهاق.
ما نحتاجه لتقليل أثرها هو فهم هذه المعادلة أولا: (الأفكار الوسواسية وسيلة عقلي لمساعدتي، لكنها وسيلة سيئة رغم النية السليمة لذلك أنا لست بحاجة لدفع الضغط، أنا قادرة على التعامل مع الضغط).. هذه العبارة نحتاج لترديدها يوميا مع أنفسنا لكي يتم خزنها في اللاواعي، وهي تمثل الجانب المعرفي من العلاج المعرفي السلوكي.
نأتي الآن للجانب السلوكي: لا تناقشي الأفكار ولا تحاولي تحديد سقف زمني لها وبالتأكيد لا تحاولي مقاومتها أو الدخول بصراع معها، فقط قومي بتأجيل التعاطي معها وعدم السماح لها بفرض وقتها على وقتك.. حاولي هذه الطرق النفسية لمدة شهر، إذا لم تجِدي فائدة من ذلك، فأنا أنصحك وبشدة بمراجعة طبيب نفسي يقدم جلسات العلاج المعرفي السلوكي، فالحل الأمثل للتعامل مع الوسواس القهري بكل أنواعه هو العلاج المزدوج (combined therapy) بمعنى العلاج الدوائي مع العلاج اللادوائي.
بارك الله فيك عزيزتي ووجّهك لكل الصلاح والبركة..