طفلي كاد أن يموت بسبب غفلتي.. ومن وقتها وأنا أجلد ذاتي
كنت مع طفلي البالغ 3 سنوات داخل المحل وغفلت عنه وركض للشارع ولم أستطع اللحاق به، وذهب للشارع وركضت خلفه لكني وكأني أصبت بالشلل، وزوجي كان أسرع مني ولحقه، ولما صحيت لقيت السيارات متوقفة لكني تخيلته سيموت.. ومن وقتها وأنا لا يمكنني العيش ولا تخطي الموقف وقلبي يوجعني وزوجي يلومني!..
تجربة قاسية ومخيفة التي مررتِ بها مع ابنك يا عزيزتي، وفي نفس الوقت تلك التجربة الصعبة كشفت لك عدة نقاط أهمها على الاطلاق هي:
- أنك شخص يسهل أن يشعر بالذنب أكثر من أي شيء.
- وأن حديث من حولك أو تصرفاتهم خاصة تجاه تصرفاتك يأخذ حجماً متضخماً عن الحجم الطبيعي.
وهذان الاكتشافان ليسا بالأمر البسيط أو غير المهم؛ لأنهما من النوع الذي "يعطل" الإنسان عن التصرف بمسؤولية متزنة، لا تميلي للامبالاة ولا تميلي لجلد الذات المفرط الذي يضخم حجم كل شيء، ولا زلت في مقتبل حياتك فماذا ستكون تصوراتك عن نفسك ومسؤولياتك بعد ذلك؟ أول ما يمكنك البدء به هو "تصديق" أن الأم لم ولن تتمكن من القيام بكل ما يخطر أو لا يخطر على بال البشر تجاه ما قد يحدث مع أولادها، لأنه أمر مستحيل ولا يقدر عليه سوى الله وحده الكامل العليم الخبير، ولكن الأم الحقيقية المسؤولة "تتعلم" وتحسن من إمكانياتها وإدارتها للمتابعة والتربية باتزان يملؤه الحب الصحي، الذي يجعلها تربي أبناءها في نفس الوقت على الاتزان والتصرف بمسؤولية معتدلة لا تفريط ولا إفراط فيها.
وكذلك تذكري أن الله نجاه وهذا حقيقة ما حدث في نهاية الأمر، وإن وجدت نفسك كما أنت "تماماً" من دون تحسن في مشاعر الخوف والتأنيب لمدة ٣ أشهر ؛ فستحتاحين لتواصل مع معالج متخصص يساعدك على تجاوز هذه الصدمة النفسية والتخلص من معاناتها والصور التي تخص تفاصيلها، أما إذا وجدت نفسك تتحسنين ومشاعر الذنب تقل وطريقة تفكيرك تتغير تجاه ما حدث، ولا تنساقين للتأنيب أو الذنب حتى إن حمله لك غيرك، وتتحدثين عن تلك التجربة براحة؛ فهذا يعني أنك تأخذين وقتك الطبيعي لتجاوز ما حدث خارجاً عن سيطرتك، وتتعلمين من تجارب الحياة مثل أي إنسان طبيعي وعادي؛ فتتمكنين من تحسين القادم، خاصة إن تكرر، من دون فزع ومن دون تفريط، دمت بخير .