صحــــتك
06 مارس 2022

طفلتي تنفر من والدها بعد اكتشاف خيانته لي

اكتشفت ابنتي مع أخيها خيانة والدهما لي، وكانت ابنتي يومها بعمر ١١سنة، فأخبراني، وحدث شجار كبير بيننا وتصالحنا. لكنّ ابنتي تغيّرت تصرفاتها مع والدها، وللأسف استمرّ والدها بالخيانة طوال سنتين من بعد الحادثة، وابنتي إلى اليوم مشاعرها متغيرة تجاهه، وفيها نوع من الحدّة وعدم الرضا. وفي يوم وجدتها قد كتبت فقرة بسيطة تصف فيها نفسها وأفراد العائلة، وقرنت اسم والدها بالأب الخائن. إلّا أنّ والدها عاد إلى رشده، وهو عازم على أن يصلح ما أفسده، والآن نريد الحل للتواصل مع ابنتي ومعرفة مشاعرها الحقيقية ومساعدتها على تخطي الأزمة.

عزيزتي،

ابنتك تعرضت لصدمة نفسية جعلت الأرض تهتزّ من تحت قدميها. فالأب المثالي لا يخون، والعلاقة المثالية لا تحتمل مثل تلك الغدرات، والزوجة الحرة لا تقبل هذا على نفسها، والمجرم لا بد أن يُعاقَبْ. هكذا شعرت ابنتك في السنّ الحادية عشرة التي لم تذق بعد أطياف الناس والمشاعر والتناقضات والزلات، فهي لم تختبر الحياة وتعلم حقيقتها التي لا كمال فيها.

 

لذا، أولاً تحتاجين أنتِ كزوجة أن تتعرفي إلى أسباب مسامحتك له، خاصةً أنه كررها، ولا أعلم ما الذي تغير الآن بداخله بصدق، لتقولي إنه اهتدى وكفّ عن تلك العلاقات المتعددة. ووقفت هنا قبل الحديث عمّا يمكنكما القيام به مع ابنتكما لعدة أسباب، أذكر فقط منها أن فتاة الحادية عشرة لم تعد بمثاليتها وحدسها الداخلي القليل؛ فقد كبر ويشعر بما قد لا يراه بعينه حتى لو لم يرَه.

 

 

وستشعر بأسباب قبولك لما حدث وستفكر فيه، هل هو عن ضعف أم تسامح وحب حقيقي بينكما أم غيرهما، وهذا سيشكل جزءاً هاماً في علاقتها بنفسها وعلاقتها بالرجل، وعلاقتها بالزواج. فهذه أول خطوة حقيقية صادقة لكِ، ومن ثَمَّ لها، فلا تتسرعي في حل تلك الأزمة بسطحية دون إحداث علاج حقيقي بداخلك ليصل إلى ابنتك، ولا أعلم الحقيقة كم من الوقت سيأخذ؛ فهذا يتوقف على نضجك النفسي بشكل كبير وقدرتك على تفهّم ما حدث بداخلها وداخلك.

 

أما هي، فهي تحتاج لمصارحة مباشرة وواضحة بينها وبين والدها، فيكفي حتى الآن اللعب بألعاب نفسية هدفها عدم التحدث في أهمّ شيء والحوم حوله في تفاصيل لا تخص الموضوع المهم، فهو يحتاج إلى أن يجلس معها وحده كإنسان قبل أن يكون أباً، وله حقوق الأبوة؛ فيعترف لها بأنه أخطأ مرتين:

المرة الأولى

حين خانك، فقد ضعف وخان عهوده معك. وفي ما يتعلق بنتائج عهوده من حقوق للأبناء والبيت، فقد خرق أمان البيت وثقته، وخان توقعات أولاده، وخان الله تعالى وأمانته الذاتية معه سبحانه، وهو يطلب من الله تعالى أن يغفر له وأن يغفر له كذلك أولاده، وخاصةً ابنته، لما عرفته.

 

 والمرة الثانية

أنه تصور أنّ عدم المواجهة أو الاعتراف سيحل وحده الأمر، أو كأنه تعامل مع ما حدث وكأنه أمر تافه يمكن نسيانه بالوقت، وأن ما منعه عن ذلك خوفه الشديد من أن يفقد حبها واحترامها له.

 

 

وأصدقك القول يا صديقتي، إنه إن فعل ذلك تظاهراً أو تمثيلاً أو بأي شكل غير حقيقي، فلا تنتظرا أن تشفى ابنتكما من جرحها الداخلي  الغائر الذي أثّر فيها وفي رؤيتها لوالدها، وربما الرجل والزواج، فلا تقترحي عليه فعل ذلك أبداً أبداً إن لم يكن صادقاً بنسبة١٠٠٪؜ في ما يقول، فحدسها بسبب تلك الواقعة صار عميقاً حساساً يعرف كيف يستكشف الزيف من الحقيقي، فلا تؤذوها أكثر من هذا.

دمتم بخير ووفقكم الله تعالى..

آخر تعديل بتاريخ
06 مارس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.