حساس وعصبي ولا أفكر بشكل واقعي.. ما الحل؟
أعاني منذ الصغر من عدم القدرة على التفكير بشكل واقعي وحساس جدا، وعصبي، أمي توفيت وأنا في سن الرابعة، ربّاني إخوتي الكبار، وأبي تزوج بإنسانة طيبة ولكنه مرض وأصبح طريح الفراش وأنا في عمر 12 سنة، وكنت أقوم برعايته لأنني الأصغر بين إخوتي، توفي وأنا في سن22، وحاولت الانتحار بعد وفاته ب3سنوات، وبدأت أراجع طبيبا نفسيا ومتزوج من فتاة تصغرني ب12 سنة.
الأخ الكريم:
لقد مررت بخبرات كثيرة يا صديقي خلال سنوات عمرك حتى الآن، والحقيقة هي تجارب تحتاج لشجاعة وقدرة للتعامل معها، ولقد قدمت من الشجاعة والقدرة الكثير، واللتين جعلتاك تصل معنا حتى تلك الرسالة إلينا، فشكرا لك، ولقد رأيت من خلال ما ذكرته لنا أن من أفضل وأصدق خطوات شجاعتك؛ هي خطوة متابعتك لتجاوز معاناتك من خلال مساعدة متخصصة، وربما وجود بعض الاستئناس مع شريكة لك في الحياة تقدم لك ولو جزءا مما تحتاج إليه، ورعاية أخيك لك حتى وإن كانت بطريقته؛ كلها كانت نقاط تساند مشوار شجاعتك.
وأقترح عليك أن تحسن أكثر وأكثر من خطوة العلاج مع متخصص؛ بألا تجعلها تقتصر فقط على تناول الأدوية؛ فهي مهمة للغاية بالطبع، ولكنها تحتاج بجانبها للعلاج النفسي الذي يعمله متخصصون نفسانيون بطرق متعددة تحقق مع الإنسان الذي يعاني من آلام نفسية قد لا يتمكن من التعبير عنها كما هي، أو التعبير عنها بطريقة مباشرة، أو من الغرق فيها فتبلعه؛ من اكتشاف حقيقتها وحجمها وأثرها وكيفية التعبير عنها، والتعامل معها في مناخ آمن لا يوجد فيه حواجز أو قيود مزعجة أو حكم على تصرفات الإنسان، وأرجو أن تبحث عمن يقوم بهذا النوع من العلاج.
وأرشح لك عدة طرق تناسبك، مثل العلاج الجدلي السلوكي(DBT)، والعلاج بطريقة أنظمة الأسرة الداخلية (IFS)، وطريقة العلاج من خلال الخبرة الجسدية (SE)، وهناك طرق أخرى غيرها، ولكن تلك الطرق أثبتت فعاليتها في تحسين معاناة الشخص بدرجة كبيرة جدا، أسأل الله أن تجد هذه الإضافة الفارقة لعلاجك، وأن تتجاوز تلك المعاناة.